شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني”، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: إيران تُشعل يوم القيامة في إسرائيل.. نتنياهو: طهران ارتكبت خطأً كبيرًا.. حزب الله يكذّب تل أبيب: قوات الاحتلال لم تدخل لبنان.. إطلاق نار يسقط قتلى ومصابين في يافا.
إيران تُشعل يوم القيامة إسرائيل
أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس، وفقًا لما أعلنته قوات الاحتلال.
وصف مراقبون هذا الهجوم بأنه الأكبر من نوعه مقارنةً بالهجوم الإيراني السابق في أبريل الماضي. وذكر جيش الاحتلال أن قواته رصدت إطلاق حوالي 180 صاروخًا، مدعيًا أن سلاح الجو تصدى لمعظمها، لكن بعض المواقع تعرضت لأضرار، ويجري حاليًا تقييم حجم الأضرار، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
80% من صواريخ إيران أصابت أهدافها في إسرائيل
في المقابل، أكدت القناة الإيرانية الرسمية أن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها، بينما أشار جيش الاحتلال إلى أن الإصابات كانت طفيفة فقط.
وفي سياق ردود الفعل، أدان وزير خارجية الاحتلال تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار، واصفًا الصراع بأنه "توسيع للنزاع في الشرق الأوسط".
هجوم إيران استهدف أنظمة دفاع إسرائيل
من جهته، قال البروفيسور مايكل كلارك، محلل الدفاع والأمن، إن إيران سعت من خلال هذا الهجوم المكثف إلى "إغراق" نظام الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية.
وفي أعقاب الهجوم، أغلقت دولة الاحتلال المجال الجوي بشكل مؤقت قبل أن يُعاد فتحه. واعتبر المحلل كلارك أن هذا الهجوم يعكس أقصى قدرات إيران الحالية.
بايدن يوجه بدعم دولة الاحتلال
وفي تصعيد إضافي، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن توجيه الجيش الأمريكي لدعم دولة الاحتلال في الدفاع ضد هذه الهجمات، مشددًا على ضرورة إسقاط أي صواريخ تستهدفها. كما ناقش بايدن مع نائبته كامالا هاريس الاستعدادات لحماية القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، رحبت حركة حماس بالهجوم الإيراني، معتبرة أنه رد على مقتل ثلاثة من قادتها في ضربات إسرائيلية سابقة، بينهم إسماعيل هنية، الذي قُتل في يوليو أثناء وجوده في طهران.
إيران أبلغت روسيا والولايات المتحدة
وتشير تقارير إلى أن إيران أبلغت روسيا قبل تنفيذ الهجمات، كما أرسلت تحذيرًا إلى الولايات المتحدة عبر قنوات دبلوماسية.
وتتوقع "سكاي نيوز" أن تصعّد دولة الاحتلال بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية في ظل تزايد حدة التوترات.
وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا من إيران، موضحًا أن الجيش الأمريكي مستعد لدعم دولة الاحتلال للحد من الخسائر، مع توجيه تحذير من "عواقب وخيمة" لهذه الهجمات.
إيران تُحذر الاحتلال من "الرد الساحق"
في المقابل، أعلنت إيران أن قرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل جاء بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي ردًّا على الغزو الإسرائيلي للبنان واغتيال قادة حزب الله وحماس، واللذين يعدان جزءًا من "محور المقاومة" المدعوم من إيران.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن القرار حظي بموافقة مجلس الأمن القومي الأعلى ووزارة الدفاع الإيرانية.
ومن جهته، وصف الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، الهجوم بأنه "ردّ حاسم على عدوان النظام الصهيوني"، مضيفًا: "على نتنياهو أن يدرك أن إيران ليست عدوانية، لكنها ستقف بحزم ضد أي تهديد. لا تدخلوا في صراع مع إيران".
وفي الأمم المتحدة، قالت البعثة الإيرانية إن الهجوم كان "ردًّا قانونيًا ومشروعًا على العمليات الإرهابية للنظام الصهيوني، التي استهدفت مواطنين إيرانيين وانتهكت سيادة إيران".
كما حذّرت البعثة من أن "أي ردّ إسرائيلي سيُقابل بردّ ساحق"، داعية الدول الإقليمية والداعمة لإسرائيل إلى "النأي بنفسها عن النظام الصهيوني". وأضاف مسؤولون إيرانيون أن هناك المزيد من الصواريخ الباليستية الجاهزة للإطلاق، وأن إيران أبلغت القوى الغربية مسبقًا بنيّتها الهجومية.
ولم تتضح بعد مشاركة دول الشرق الأوسط مثل الأردن أو السعودية في حماية الدفاعات الإسرائيلية كما زُعم في هجوم سابق شنته إيران في أبريل ردًّا على اغتيال مسؤولين إيرانيين داخل قنصلية في دمشق، وفق ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأوضح الحرس الثوري أن الهجوم جاء ردًّا على مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يوم الجمعة، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران في يوليو.
وأشار مراقبون إلى أن القرار الإيراني بإطلاق صواريخ على إسرائيل يعكس تزايدًا في توجه القيادة الإيرانية نحو الحسم العسكري، بعد اعتبارها أن الامتناع عن الردّ على اغتيال هنية كان خطأً استراتيجيًا.
وأوضح الرئيس الحالي، مسعود بيزشكيان، أنه لم يردّ على اغتيال هنية لأنه حصل على تأكيدات بقرب توقيع إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غضون أسبوعين، إلا أن هذا الاتفاق لم يتحقق، وشعر بيزشكيان بالخيانة.
كما أثارت تصريحات نتنياهو في الأمم المتحدة قلقًا داخل إيران، حيث أعلن أن هدفه هو تغيير موازين القوى في المنطقة، ما دفع إيران للتصعيد ودعم حزب الله.
وأعلن رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى، علي أكبر أحمديان، الثلاثاء أن إيران "في حالة حرب"، نافيًا أن يكون حزب الله قد تراجع نتيجة العمليات الإسرائيلية الأخيرة.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إبراهيم رضا، أن إيران لا تخشى الحرب، وقال: "لسنا دعاة حرب، لكننا مستعدون لأي مواجهة".
ومن جانبه، أشار علي رضا بناهيان، أحد المتحدثين باسم مكتب خامنئي، إلى أن "التأخير في الانتقام قد يكون مبررًا إذا كان الهدف هو توجيه ضربة أقوى، وإلا فلن نقبله".
ومن المقرر أن يقود خامنئي صلاة الجمعة هذا الأسبوع لأول مرة منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري.
نتنياهو: طهران ارتكبت خطأً كبيرًا
قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل "قد فشل"، مضيفًا أن طهران ارتكبت خطًأ كبيرًا ستدفع ثمنه.
وأفادت القناة الـ13 الإسرائيلية أن نتنياهو كان مع عدد من الوزراء في مكان محصن تحت الأرض في القدس أثناء الهجوم. وذكر جيش الاحتلال أنه سيختار الوقت المناسب لإظهار قدراته الهجومية الدقيقة ردًّا على هذا الهجوم الإيراني غير المسبوق.
ونقل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن القناة الـ12 قوله: "سنقرر طريقة الرد.. متى وأين وكيف". بينما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصدرًا أمنيًا أفاد بأن إسرائيل ستقوم بشن هجمات مكثفة على إيران ردًّا على عمليات الإطلاق.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، خلال مؤتمر صحفي، أن الهجوم الإيراني لم يُلحق أي ضرر بكفاءة سلاح الجو أو الطائرات أو أنظمة الدفاع والرصد، مؤكدًا أن القوات الجوية ستواصل تنفيذ هجمات قوية في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف هاجاري عن التعاون الوثيق بين أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية لرصد واعتراض الصواريخ الإيرانية. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المجلس الوزاري المصغر المنعقد حاليًا سيقرر بشأن طبيعة الرد على إيران، محذرةً من أن أي قرار قد يتخذ سيكون دراماتيكيًا وقد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية.
من جانبه، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الجيش سيثبت قدراته الهجومية الدقيقة وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي.
كما صرح زعيم معسكر الدولة، بيني جانتس، بأن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء مرة أخرى، مؤكدًا دعمهم للعمل بقوة ضدها، فإما نحن أو هم.
وفي إطار حالة الطوارئ، تحدث وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، عبر منصة "إكس"، عن نشر فوري لنحو 13 ألف متطوع من قوات الطوارئ في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتفعيل 1864 إنذارًا في الساعة الأخيرة بجميع أنحاء إسرائيل، فيما أشار جهاز الإسعاف الإسرائيلي إلى إصابة 3 أشخاص نتيجة سقوط صواريخ إيرانية على تل أبيب، وفقًا لصحيفة "معاريف".
حزب الله يكذّب تل أبيب: قوات الاحتلال لم تدخل لبنان
نفى "حزب الله" التقارير التي تفيد بدخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، مؤكدًا أن المباني السكنية التي تعرضت للقصف في الضاحية الجنوبية لا تحتوي على أسلحة أو مخازن لها.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، محمد عفيف، إن "كل الادعاءات الصهيونية حول دخول قوات الاحتلال كاذبة"، مشددًا على عدم حدوث أي اشتباك بري مباشر بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال.
وأكد عفيف أن "مجاهينا مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان"، مضيفًا: "سنلحق أكبر الخسائر بقوات العدو التي تحاول دخول الأراضي اللبنانية".
وفي بيان آخر، قالت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" إنه "لا صحة لادعاءات العدو الصهيوني الكاذبة عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية، بما في ذلك مبنى قناة الصراط التي استهدفها القصف أمس".
وأدانت العلاقات الإعلامية "القصف الهمجي المدمر لمبنى قناة الصراط الدينية الثقافية"، مشيرة إلى أن "ما أقدم عليه العدو الصهيوني هو استكمال لهمجيته وعدوانه على كافة المؤسسات الإعلامية، بدءًا من استهداف الصحافيين في غزة ولبنان منذ بداية معركة طوفان الأقصى، دون أي رادع أو اكتراث للقوانين والمواثيق الدولية".
وطالبت جميع المؤسسات الإعلامية والتجمعات المهنية والنقابية والقانونية، الدولية والعربية، "بإدانة هذا العدوان الصهيوني الصارخ وفضح الممارسات الإجرامية التي يرتكبها العدو بحق وسائل الإعلام والإعلاميين".
6 قتلى و16 جريحًا في إطلاق نار في يافا
نفّذ فلسطينيان عملية مسلحة في وسط مدينة يافا، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى و9 جرحى، وفقًا لبيانات نهائية أصدرتها السلطات الإسرائيلية.
وتضاربت الأنباء الأولية عن عدد القتلى والجرحى، فقد ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن عدد قتلى هجوم يافا بلغ 8 أشخاص، وذكرت بعض المصادر الإسرائيلية أن هناك 6 إصابات حرجة. وقد تراجعت السلطات الإسرائيلية لاحقا، وأعلنت أن عدد القتلى بلغ 6 وعدد الجرحى 16.
وبشأن هوية المنفذين، أفادت القناة الـ13 بأنهم من مدينة الخليل في الضفة الغربية. كما أشارت بعض المواقع الفلسطينية إلى أن المنفذين ينتميان لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم عدم صدور بيان رسمي يؤكد ذلك.
ومن جهتها، أشادت حركة حماس بالعملية "البطولية" في يافا "المحتلة"، معتبرةً أنها "رد طبيعي على حرب الإبادة والعدوان الصهيوني في غزة والضفة والقدس ولبنان".
وفي أول رد فعل إسرائيلي، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات نقلتها القناة الـ12، أنه سيطالب في جلسة مجلس الوزراء بترحيل أفراد عائلات منفذي العملية إلى غزة "هذه الليلة"، دون انتظار حكم المحكمة العليا.
وتُعتبر هذه العملية الأكبر في تل أبيب منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، وفقًا لتقديرات عسكرية إسرائيلية.
وأشارت تقارير إلى أن المنفذين استخدموا أسلحة آلية لتنفيذ الهجوم، ما أثار مخاوف داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تصعيد محتمل.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت التحذيرات داخل دولة الاحتلال من وقوع هجمات جديدة، حيث رفع الجيش الإسرائيلي من درجة التأهب، وذلك بعد رصد تهديدات بوقوع عمليات انتحارية قبيل الأعياد اليهودية. وذكرت مواقع إسرائيلية أن الجيش اعتقل عددًا من الفلسطينيين في مدن وقرى الضفة الغربية.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش بصدد زيادة عدد قواته في نقاط الاحتكاك والمحاور المركزية والمستوطنات، تحسبًا لأي تصعيد جديد.