هناك بعض الخرافات والمعلومات المغلوطة الشائعة حول مجتمع ال LGBT أو مجتمع ال “ميم عين”، تعبير يُستخدم للإشارة إلى فئة متنوعة من الأشخاص الذين تختلف ميولهم الجنسية وهوياتهم الجندرية عن السائد والمعيار المجتمعي. ويُستخدم هذا التعبير أحيانًا لتجنب الرقابة أو الوصم الاجتماعي.
إذن.. لماذا نقول خرافة؟ وما السبب في انتشارها؟
الخرافات تجد لنفسها طريقًا في الفكر المجتمعي، وتُستخدم كأداة للسيطرة على الفئات الأضعف، وتكريس أنماط الإقصاء، وهي ببساطة، معتقد زائف لا يستند إلى منطق أو دليل، لكنها تنتشر وتترسخ لأنها تخدم تصورًا مريحًا في فهم “الآخر”.
أكثر الخرافات تداولًا هي الربط بين الدفاع عن حقوق مجتمع “ميم عين” وبين الترويج للمثلية. وهو ربط زائف، لا يستند إلى أي قاعدة علمية أو منطقية. فلا شيء يُسمى ترويج للمثلية، وهو أمر بعيد تمامًا، ولا يُمكن الترويج لها.
خرافة أخرى تصف العبور الجندري كمرض نفسي يستدعي العلاج. في الواقع ورغم ذلك، يُصر بعض الأطباء حتى الآن علي اعتبارها مرضًا نفسيًا ويمارسون ما يسمى “بالعلاج التحويلي” أو محاولة تغيير ميول الفرد وهويته الجندرية إلى هوية معيارية يقبلها المجتمع بغض النظر عن موافقة هذا الشخص.
اقرأ أيضًا: طاله الختان ..أيضًا
أيضا من الخرافات الشائعة أنه يمكنك توقع ميول الفرد أو هويته الجندرية -سواء معيارية أو غير معيارية- من خلال ملابسه أو هيئته أو طريقة كلامه، وهو الأمر الذي يعتبر “تنميط” واضح، هذا بخلاف أنه من غير اللائق أو المقبول توجيه السؤال عن هذه الأشياء لو لم يصرح الفرد بها، فالميول والهويات ليس المفترض أن تكون هي أساس تعاملنا الإنساني مع الأفراد أو قبولهم/ن، كما أن الإفصاح قد يشكل خطرًا كبيرًا على بعض الأشخاص، كذلك لا يجوز السؤال لماذا لم تتزوج/ين حتى الآن، أو اعتبار أن امتناع شخص ما عن الزواج نتيجة خيار شخصي فيتم تفسيره على أنه بالتأكيد من مجتمع الميم عين.
اقرأ أيضًا: فيروس نقص المناعة.. كيف ارتبط في أذهان العامة بأصحاب الميول اللامعيارية؟
خرافة أخرى شائعة وهي أن النساء من مجتمع الميم عين يكرهن الرجال، وكأن الميول الجنسية ترتبط بمحبة وكره جندر معين وليست تفضيلات شخصية طبيعية، وبالطبع هذا ليس حقيقيًا.
كما يتم النظر إلى العابرين/ات على أنهم مرضى اضطراب عقلي أو هرموني، مع عدم الالتفات إلى الانزعاج الجندري أو الديسفوريا الجندرية وأن أعضاء الجسد لاتتناسب مع التعبير الجندري، إلا أن المبرر الأسهل قبولًا في المجتمع هو الأقرب دائمًا لوصم المختلف.
إشاعة أخرى، أن العابرين/ات يتوجب عليهم/ن أن يقوموا بإجراء جراحة تأكيد جندري أو أنهم يواظبون على تناول الهرمونات، والحقيقة أن هذا أمر غير ملزم أبدًا بل هو خيار شخصي يقوم به الفرد وفقًا لظروفه وإمكانياته المادية ومدي توافر مساحة أمان خاصة به، كذلك قد تتوافر كل هذه العناصر ويظل اختياره الشخصي عدم الخضوع لإجراءات طبية.
وأخيرًا، تتردد الاتهامات بأن مجتمع “ميم عين” يتبنى أفكارًا دخيلة على مجتمعاتنا، بهدف الإفساد. لكن هذا الزعم يتجاهل أن التاريخ العربي نفسه يحتفظ بأمثلة صريحة في الشعر والمرويات، كما هو الحال في نصوص أبي نواس وسيرة الخليفة العباسي الأمين. ما يكشف أن الظاهرة ليست طارئة، بل حاضرة تاريخيًا، وإن خضعت لاحقًا للمحو والتجريم.
