طالهُ الختان.. أيضًا

لاتزال جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان) منتشرة رغم كل التحذيرات عن مدى الأضرار النفسية والجسدية التي تتعرض لها الفتيات، مما يعد انتهاكاً واضحاً لحقوق النساء والأطفال ويعكس العنف القائم على النوع الاجتماعي المتجذر في المجتمع، والذي يعرقل الجهود العالمية والمحلية ويبطئ من تحقيق خطط التنمية المستدامة التي تستهدف القضاء على الختان.

على مدى أعوام عديدة كانت هناك آليات مقاومة مبتكرة وتوعية ذات فكر نقدي تحليلي ورسائل مقدمة من خلال منهجية واضحة  وتغيير الخطاب الموجه للفئات المستهدفة  لمحاربة هذا الفكر البغيض  القائم  على افتراض وجود سلطة مجتمعية   تمتلك أجساد النساء بغض النظر عن حقهن في الحرية والأمان والحياة الكريمة  وأن الأصل في  مسؤولية الأسرة هو الحماية  والسلامة ومنع الانتهاكات وليس فرض السيطرة والقوة.

عادة ما يحدث الختان بعد الولادة مباشرة أو في السنوات الأولى من عمر الطفل/ة، بعض الأطفال يولدون بيني الجنس إلا أن ذلك غير مقبول اجتماعيًا ولا حتى في نطاق أسرة المولود، فيقوم الطبيب بإجراء جراحة ختان “وتصحيح” حسب أهوائهم.

اقرأ أيضًا: كيف تعامل المصري القديم مع الهويات الجنسية؟

وبسبب صعوبة الاعتراف بينية الجنس والخوف من الوصم لايتم تجريم ذلك إلا في أضيق الحدود، ولا يمكن الإعلان عن عدد الجرائم التي ترتكب بحق هؤلاء الأفراد منذ الصغر.

ما هي ثنائية الجنس البيولوجي؟ وكيف يؤثر الختان على هؤلاء الأشخاص؟؟

ثنائية الجنس البيولوجي أو الجنس البيني هو مصطلح يقصد به حالات يولد فيها أشخاص بأعضاء جنسية مختلطة بين ما يعرف بالمؤنث وما يعرف بالمذكر، وعادة ما يتم التعامل معه/ن في مجتمعاتنا  باستخدام ألفاظ مهينة و غير مقبولة مثل “مخنث”  أو “جنس ثالث” إلا أنها ألفاظ ذات دلالات جارحة، والأصح استخدام لفظ “بينيي الجنس” كتعبير مقبول ويصف الحالة بشكل طبي. أحيانا يتم اكتشاف بينية الجنس أثناء الولادة أو في مرحلة المراهقة، وبعض الحالات يتم اكتشافها في مرحلة الزواج والبعض لا يتم اكتشافه مطلقًا إذا كان جزء من الأعضاء غير ظاهر “مدفون”.

المشكلة الحقيقية والجريمة هنا تكمن في الحالات التي يتم اكتشافها بعد الولادة مباشرة، حيث يقوم الأهل والأطباء ببتر بعض الأعضاء لكي يبدو الطفل ذو هوية جندرية معيارية مقبولة مجتمعيًا، ويتم تحديد جنس الطفل دون التأكد من حقيقته ودون موافقته، فكثير من هذه الحالات تعيش في معاناة طوال حياتها بسبب هذا الإجراء الإجرامي.

اقرأ أيضًا: الوقوع في قبضة “تصنيفك”.. عن “الميول الجنسية” المختلفة

الأهل والمشرط يقرران جنس المولود

لا يشترط مطلقًا ل”بينيي الجنس” أن يقوموا بإجراء جراحي – فكل حالة تختلف عن الأخرى-  ولكن تكمن الخطورة هنا في اختيار “الأهل”  لجنس محدد للمولود وإجراء الجراحة على هذا الأساس، في حين أنه في الواقع قد يميل لكونه من الجنس الاخر أو لا يشعر بانتماء للجنسين.

لذلك ففي حالة إجراء الجراحة بموافقة ورغبة  الفرد نفسه يستلزم ذلك أن تكون موافقة يتوفر بها ركن المعرفة والمسؤولية وتكون مستنيرة وواعية، كما يجب أن يكون في عمر مناسب و قادر على الاختيار وأن لا يتم الضغط على هذا  الشخص بأي شكل أو دفعه قسرًا لأي إجراء، فهو اختيار شخصي بالكامل وهو ما لا يحدث في حالات الختان بعد الولادة ويطلق عليه اصطلاحا “تصحيح” وهو أبعد ما يكون عن التصحيح، إنما هو انتهاك آخر يضاف إلى سلسلة الانتهاكات القائمة على أساس النوع الاجتماعي.

قد يكون في حياتك أحد بيني الجنس بالفعل، الذي من الممكن أن يكون لا يدرك ذلك، أو أن يتعمد إخفاء ذلك خوفًا من الوصم وحفاظًا على سلامته النفسية والجسدية من أي اعتداء أو تنمر، أوخوفًا من السؤال المعتاد “عن حقيقة جنسه” والذي يوجه لأي شخص ذو هيئة أو هوية غير معيارية مختلفة نسبيًا عن المجتمع وهو سؤال شائع بالفعل، أو بسبب الاعتراف القانوني في حالة تقرير عدم إجراء جراحة، إذ لا يوجد تعريف قانوني باسم بيني الجنس ويجب أن يسمى اصطلاحا إما ذكر أو أنثي حتى لو كان هذا التصنيف بعيدا عن الصحة.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة