وتناول بايدن، الذي كان يتحدث خلال حفل استقبال بالبيت الأبيض بمناسبة عيد يهودي، علاقته المستمرة منذ عقود مع نتنياهو. وأشار إلى ما كتبه على صورة قديمة لهما، قائلًا: “كتبت في الأعلى: بيبي (اسم يشتهر به نتنياهو)، أنا أحبك ولكني لا أتفق مع أي شيء لعين تعين عليك قوله”.

وقد نال الدعم غير المحدود لإسرائيل من شعبية إدارة بايدن في الداخل الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة، مع تصاعد المظاهرات الرافضة للحرب على غزة، وما يبدو من إصرار إسرائيلي على مواصلة الحرب، التي تحاول واشنطن دفعها إلى الهدنة، مع استمرار خسائر قوات الاحتلال على الأرض، وتواصل العدوان الذي خلف في غزة آلاف الضحايا، وتدمير شامل على الأرض، أفقد إسرائيل صورتها كقوة متطورة تجيد التعامل مع أهدافها دون إضرار بالمدنيين.
الحرب على غزة
الحرب على غزة

جنوب غزة يُباد.. والدفع للحدود متواصل

وفي الأيام القليلة الماضية، دعا جيش الاحتلال سكان أحياء عدة في مدينة خان يونس للمغادرة إلى جنوب قطاع غزة. وطالب الجيش في بيان نشر على منصة “إكس” سكان الأحياء المعنية في خان يونس بالتوجه نحو مناطق “مخيم الشابورة وتل السلطان والفخاري”، وهي مناطق في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود المصرية.

وطالت أوامر “التهجير” أحياء المحطة والكتيبة وحمد والسطر وبني سهيلا ومعن في خانيونس، التي صنفتها إسرائيل بأنها منطقة “أعمال حربية”. وسبق أن وجهت أوامر مماثلة لسكان مناطق خزاعة وبني سهيلا وعبسان والقرارة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر مماثلة لسكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة في غزة، ونشرت أرقام الأحياء السكنية المطلوب خروج السكان منها والتوجه إلى مراكز الإيواء والمدارس في أحياء الدرج والتفاح وغرب مدينة غزة.

ونبّه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان صادرٍ عنها، بحسب “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى خطورة ما يجري في خانيونس ومجمل قطاع غزة من جرائم وحشية وإبادة جماعية، مؤكدة ضرورة التحرك الفوري من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وإلزام إسرائيل بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها.

وأشارت مؤسسات حقوقية إلى أنّ “القصف الشديد وتواليه دون انقطاع ساهم في خلق حالة غير مسبوقة من الهلع، بين الأطفال والنساء، الذين شوهدوا صباحًا وهم يحاولون الانتقال للجزء الغربي من خانيونس بحثًا عن مأوى أو موقع أكثر أمنًا”.

وقالت إنّه وفق معطيات رسمية نشرتها “الأونروا”، فإنه حتى 3 ديسمبر الجاري، كان ما يقرب من مليون نازح من أصل 1.9 مليون نازح، يقيمون في 99 مرفقًا في محافظات الوسط وخان يونس ورفح. ومن بين تلك المرافق 64 مرفقًا في خانيونس ورفح.

وقالت “الأونروا” في بيانها: “إنّ مؤسساتنا تعيد التحذير بأن هذه التطورات الخطيرة، تدلل على أن إسرائيل ماضية في خطتها لتهجير سكان قطاع غزة خارج حدوده باتجاه الجنوب، وإحداث نكبة جديدة بدأت فصولها تتضح”. وحذرت من أنّ الاحتلال يسعى لتحقيق أهدافه من خلال علميات القتل الجماعي الهادفة لترويع المدنيين، وتدمير جزء لا بأس به من الشعب الفلسطيني، من خلال قصف المنازل ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها.