شابة أتيحت لها الفرصة لحضور منحة تدريبية هامة لتطويرها في مناحٍ متعددة في حياتها المهنية والاجتماعية، ولكنها تواجه ضغوط من جانب الأسرة، تمنعها من التفرغ للحضور والتفاعل، وأخرى لم تجد فيما تحصل عليه ما يلبي لها احتياجاتها، ومثلهن الكثيرات مع اختلاف الأسباب، يفقدن الشغف للمعرفة والتطوير.
شاب في مقتبل عمره مازال يدرس في كليته، ولكنه من آن الي آخر يفصح لوالدته بأنه يتمنى أن يموت صغيرًا، وعندما تنزعج والدته مما يقوله وتسأله عن السبب، يقول لها وماذا سأفعل في المستقبل؟ كيف سأتزوج وما هي الوظيفة التي ستفي بكل مستلزمات الحياة؟، فاقد لشغف السعي والتطوير لإحساسه بالعجز عن توفير ما يجعله يحيا حياة يرغبها.
وعلي الجانب الآخر، توفرت بعض فرص التدريب والتثقيف لبعض الفتيات لكنهن لا يتفاعلن ولا يبدين اهتمامًا بما يحصلن عليه وليس لديهن حماس لاستكمال ما بدأن فيه من فرصة قد تتوفر للبعض ولا تتوفر للآخرين سواء أن كانوا شبابًا أو شابات.
وفي نتائج استبيان حديث لعدد (60) فتاة من عمر 18 حتى 30 عام بسؤالهن عن أسباب فقدان الشغف لديهن، جاءت الإجابات:
- الفشل أكثر من مرة، عمل علي عدم الرغبة في خوض تجارب جديدة.
- الإحساس بحالة من الخوف والرهاب الاجتماعي عند الاختلاط مع أناس مختلفين أو غرباء.
- الإحساس بالإحباط لعدم الحصول علي الدعم الكافي من المحيطين.
- الضغوط النفسية الناتجة عن الظروف المجتمعية السريعة.
- التركيز علي الاحتياجات الأساسية، والماديات دون التفكير في التطوير والمواكبة.
- عدم إتاحة المعلومات وسهولة الوصول إليها.
- التعرض للتنمر والسخرية عند الرغبة في محاولة عمل أي شيء جديد.
- عدم وجود فرص لتلبية رغبات الشباب واقتراحاتهم.
- عدم وعي الشخص القائم على تقديم المعرفة بكيفية احتوائه للأشخاص المختلفين.
- 10- عدم إشراك الفتيات للبرامج الموضوعة لتطويرهم للوقوف على احتياجاتهم بشكل حقيقي.
- الحماية الزائدة من جانب الأهل، يقلل من فرص التنقل ومعرفة الجديد.
- الوساطة في الحصول علي الفرص تعمل علي وجود حالة من الإحباط وعدم العدالة.
- التعامل المفرط مع السوشيال ميديا تسبب في حالة من الانعزال والتوحد والاكتفاء بالهاتف المحمول دون التعامل مع الآخرين.
- التأثر بآخرين حاولوا ولم ينجحوا.
ولكن من يعملون مع الشباب والشابات عن قرب يرون أن هناك أسبابًً أخرى لفقدان الشغف:
- عدم وجود الرؤية أو الهدف: قد لا يجد بعض الشباب معنى أو هدفًا لسعيهم، لا يمتلكون خطة لحياتهم ومستقبلهم وبالتالي يفضلون الراحة وعدم السعي لعدم وجود شيء ملح عليهم تحقيقه.
- ü كذلك عدم وجود الدافع الكافي لدى بعض الشباب للمشاركة في الأنشطة المختلفة التي تساعد علي تطويرهم قد يكون بسبب عدم الثقة في النفس أو الخوف من الفشل.
- كذلك عند وجود الرغبة في المعرفة والتطوير وتحديد الاحتياجات، يواجه الكثير من الشباب زيادة تكلفة البرامج المخصصة لذلك، فيصابون بالإحباط والسلبية تجاه السعي.
- إستعجال الشباب في لمس الأثر، يجعلهم يملون بشكل سريع ويقررون عدم استكمال ما بدأوه.
- وجود نظرة تشاؤمية لدي الكثير من الشباب تجاه المستقبل القريب والبعيد، ناتجة عن العجز عن اللحاق بمتطلبات العصر.
- حدوث تغيرات اجتماعية وثقافية سريعة، مثل التحول الرقمي وضرورة المواكبة السريعة له، كذلك صعود من لا يملكون القدرات والمواهب علي القمة مقارنة بشباب حاصلين علي مؤهلات متميزة ولكنهم لا يملكون ما يملكه أقرانهم الأقل تعليمًا وموهبة.
أما إذا تحدثنا بشكل محدد حول الشابات فسنجد الآتي....
- الضغوط الاجتماعية والاقتصادية: تواجه الشابات المصريات ضغوطًا اجتماعية واقتصادية أكبر من الشباب المصريين، مما قد يؤدي إلى انخفاض نسب الشغف لديهن.
- التوقعات المجتمعية: يمكن أن تؤدي التوقعات المجتمعية التقليدية إلى الحد من فرص الشابات المصريات في اكتشاف شغفهن وتطويره.
- الافتقار إلى الموارد والدعم: تفتقر الشابات بشكل خاص إلى الموارد المخصصة لدعمهن، كذا الافتقار إلى الدعم الأسري والمجتمعي الذي يساعد عن اكتشاف الشغف والبحث عنه.
- وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" عام 2022 علي الشباب المصري، فإن 55% من الشباب والشابات لا يعتقدون أن لديهم شغفًا في الحياة.
- ووجدت دراسة أجرتها مؤسسة "ماكينزي" عام 2020 أن الشباب والشابات المصريين الذين يعملون في وظائف لا تتوافق مع شغفهم هم أقل عرضة للسعادة والرضا عن حياتهم المهنية.