في ليلة شتاء حزينة، ومقاومة للدخول في نوبة بكاء بدون سبب واضح، جلست كامرأة في عامها السبعين ترتدي شالها الصوف وتحتسي الشاي بالنعناع وهي تشاهد صورًا وفيديوهات لمشاهير وغيرهم على منصات السوشيال ميديا، وهم يحتفلون بعيد الحب، وتذكرت مقولة نزار قباني: «الحب للشجعان».
ألهيت حزني من العالم «واللي فيه» في التفكير، هل الحب للشجعان فقط؟ ربما الإجابة نعم وربما لا، فالجميع يقع في الحب ولكن الأكيد أن قليل جدًا من يستطيع تحمل ناره والفوز به والإعلان عنه أمام الملايين.
وأثناء تفكيري عن الحب والشجعان و«ليه الحب مبيكملش» بصوت تامر عاشور، جاء أمامي فيديو لكواليس إعلان أحد الشجعان حبه، وهو يركع على قدميه دون خجل أو تكبر لينال الموافقة على الزواج ويسمع نعم من حبيبته.
وبعد ثوان من مشاهدة الفيديو، ظهر أمامي أخبار ومنشورات عن الشاب وحبيبته وأصدقائه وكواليس حياته منذ 15 عامًا.
فكرت، أنه أمر لطيف معرفة معلومات واضحة من مواقع ذات اسم عن أحد شجعان الحب حاول بكل الطرق إسعاد محبوبته بالطريقة التي يراها مناسبة له ولها، في فيديو منشور على حسابه، وأنه بلوجر يدعى عمرو راضي ولديه مشروع خاص به وأحد مشاهير السوشيال ميديا، ويخطط للزواج من شابة تدعى هدير النحاس تعمل عارضة في مجال الأزياء.
وتوقعت أن قصة فيديو إعلان حبهما ستمر مرور الكرام، فـ«البروبوزال» أصبح أمرًا دارجًا ويحدث من سنوات، ولا يستحق الضجة التي تحدث تجاهه مع كل فيديو ينشر لكابلز.
لكن ما حدث مع عمرو راضي وهدير كان مخيفًا، فبعد ثوان معدودة من انتشار الفيديو، تحولت الأخبار والمنشورات التي تتحدث عن قصة حبهما إلى مادة سامة تحمل في مضمونها انتهاك للخصوصية وتحريض على العنف والخوض في شرفهم وعرضهم، وللأسف شارك في هذه الفعل بعض متابعين الكابلز والفنان هاني رمزي.
الحقيقة، شعرت بصدمة من منشور هاني رمزي، حيث شارك جمهوره «إفيه» على حسابه الشخصي من فيلم «عايز حقي» يسخر به من عمرو راضي وينتهك حياته الخاصة. وبسبب منشور هاني رمزي، زاد التطاول على عمرو راضي وخطيبته. أتذكر متابع كتب له أنه حلال قتله لظنه أنه ينتمي لمجتمع الميم ع، وآخر وصف الفتاة بكلمات لا أحد يقبلها على نفسه، بجانب أن هناك مواقع نشرت صورهما بدون سبب.
مجتمع مخيف، يشجعنا على الحب من شجعان مثلما قال نزار، وينتهك عرضنا من نخبة تستحق المحكمة.