بضوء أخضر أمريكي.. إسرائيل تستأنف الحرب على غزة

بضوء أخضر أمريكي، استأنف الاحتلال الإسرائيلي الحرب في غزة، وفق ما نشره موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء. حيث شن الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على ما وصفه بأهداف تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء القطاع، ما أسقط إلى الآن 112 شهيدًا وعشرات المصابين في المخيمات، حتى وقت كتابة هذا التقرير.

تأتي هذه الضربات بعد شهرين بالضبط من توقيع اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، والذي توسطت فيه إدارة بايدن بمساعدة من إدارة ترامب.

وقد نقل مراسل الجزيرة عن شهود عيان قولهم إن انفجارات هزت المناطق الشمالية الغربية من قطاع غزة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، ذكر موقع والا الإخباري الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي رفعت حالة التأهب، تحسبًا لإطلاق صواريخ من غزة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

صورة متداولة لاستئناف الحرب على غزة (إكس)
صورة متداولة لاستئناف الحرب على غزة (إكس)

إسرائيل تتوعد وحماس تحمّلها مسؤولية خرق الاتفاق

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن الأوضاع في غزة ستشهد تصعيدًا غير مسبوق، مؤكدًا أن “أبواب الجحيم ستفتح” إذا لم تفرج حماس عن جميع الأسرى.

وفي المقابل، حملت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن التصعيد، معتبرة أن إسرائيل “انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار”، ما يعرض الأسرى في غزة لمصير مجهول.

ودعت حماس الوسطاء الدوليين إلى التدخل وتحميل إسرائيل المسؤولية عن خرق الاتفاق، كما طالبت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك لدعم الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة.

كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى انعقاد عاجل لإلزام إسرائيل بالقرار 2735، الذي ينص على وقف العدوان على غزة.

الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان بدء الهجوم الواسع

وأكد بيان مشترك صادر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أنه بناءً على توجيهات المستوى السياسي، بدأ الجيش في شن هجوم واسع على أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن القوات الجوية الإسرائيلية شنت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس أصدروا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حماس في غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلات إسرائيلية تشن غارات عنيفة على منازل وخيام في أنحاء مختلفة من شمال ووسط وجنوب غزة. بينما هدد الرئيس الأمريكي مجددًا بفتح أبواب الجحيم مجددًا ضد إيران والحوثيين وحماس دفاعًا عن الاحتلال الإسرائيلي.

صورة متداولة لاستئناف الحرب على غزة (إكس)
صورة متداولة لاستئناف الحرب على غزة (إكس)

خسائر بشرية وإصابات في صفوف الفلسطينيين

وأكد مراسل الجزيرة وقوع شهداء ومصابين إثر قصف إسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى غارة أخرى استهدفت خيامًا تؤوي نازحين في نفس المنطقة.

وتشير مصادر طبية للجزيرة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 112 شهيدًا في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مع وصول عشرات المصابين إلى مستشفى العودة بتل الزعتر بمخيم جباليا جراء استهداف منازل شمال القطاع.

تبرير إسرائيلي لاستئناف القتال

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قرار استئناف الحرب اتخذ “بعد أن رفضت حماس مرارًا وتكرارًا إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ورفضت جميع المقترحات التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء القطريون والمصريون”.

اقرأ أيضًا: كيف ومتى تنتهي الحرب على غزة؟

وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستزيد من قوة عمليتها العسكرية ضد حماس، وأن الخطة العملياتية للغارات الجوية قد تمت الموافقة عليها في نهاية الأسبوع الماضي من قبل نتنياهو ومجموعة من الوزراء الكبار.

ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بالضربات الجوية وأطلعتها على أهداف العملية العسكرية المتجددة في غزة. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن الولايات المتحدة أُطلعت على الهجمات في غزة قبل وقوعها، وهو ما أكده البيت الأبيض في وقت لاحق.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن قرار العودة للحرب اتخذ مساء السبت الماضي خلال جلسة مشاورات أمنية عقدها نتنياهو، وشاركت في الغارات 100 طائرة حربية إسرائيلية إلى جانب المفعية.

ما قاله تقرير مجلس الأمن

وأشار تقرير مجلس الأمن الصادر يوم أمس الإثنين، إلى أن قرار إسرائيل في 2 مارس بوقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة جاء في سياق المناقشات الجارية حول تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.

وأوضح التقرير أن المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي أفرجت خلالها حماس عن 33 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح أكثر من 1700 معتقل فلسطيني، تضمنت التزام إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في توصيل المواد الغذائية والطبية وغيرها من أشكال المساعدة.

وأكد تقرير مجلس الأمن أن المفاوضات حول معايير المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تحدد وقفًا دائمًا لإطلاق النار، تنسحب خلاله إسرائيل بالكامل من غزة وتطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل المزيد من المعتقلين، كان من المفترض أن تبدأ بحلول أوائل فبراير، لكن إسرائيل أرجأت بدء هذه المحادثات.

وأشار التقرير إلى أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار انتهت في 1 مارس دون اتفاق على المرحلة الثانية، على الرغم من أن الهدنة بين الطرفين استمرت إلى حد كبير.

ترامب ونتنياهو (وكالات)
ترامب ونتنياهو (ا ف ب)

الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة

وأشار تقرير مجلس الأمن إلى أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر من المتوقع أن يقدم إحاطة لمجلس الأمن حول آثار استمرار وقف المساعدات، الذي أدى إلى تقويض العمليات الإنسانية في غزة بشكل كبير.

وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في إحاطة صحفية في 14 مارس، أن وقف المساعدات منع برنامج الأغذية العالمي من نقل الإمدادات الغذائية إلى القطاع، مما أدى إلى إجهاد المخزونات الحالية، التي كانت كافية لمدة شهر واحد فقط.

وأضاف دوجاريك أن نقص الوقود أثر أيضًا على حركة المركبات في جميع أنحاء غزة وأبطأ عمل المستجيبين الأوائل، مع التأثير على العمليات المنقذة للحياة في المستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى إعاقة عمل محطة لتحلية المياه تدعمها اليونيسف، التي أفادت بوجود نقص حاد في المياه حيث يحتاج 1.8 مليون شخص في غزة – أكثر من نصفهم من الأطفال – إلى مساعدة “عاجلة” في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

وأفادت اليونيسف في بيان صحفي بتاريخ 16 مارس بأن ما يقرب من مليون طفل في غزة “يعيشون بدون الأساسيات اللازمة للبقاء على قيد الحياة” بعد وقف المساعدات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في تصريحات أدلى بها في قمة استثنائية لجامعة الدول العربية عقدت في القاهرة بمصر في 4 مارس، أن “المساعدات الإنسانية ليست قابلة للتفاوض” و “يجب أن تتدفق دون عوائق”، مضيفًا أن “إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يجب أن تمتثل لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي”.

وحذر المنسق الإنساني للأمم المتحدة مهند هادي، في بيان صدر في 10 مارس، من أن “دخول المساعدات المنقذة للحياة يجب أن يستأنف على الفور”، محذرًا من أن “أي تأخير إضافي سيزيد من عكس أي تقدم تمكنا من تحقيقه”.

ومع استئناف الحرب، أعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه تواجه صعوبات كبيرة في العمل نتيجة الغارات المتزامنة على مناطق عدة بالقطاع.

العدوان الأمريكي على اليمن (وكالات)
العدوان الأمريكي على اليمن (وكالات)

حرب إسرائيلية على غزة وأخرى أمريكية على اليمن

ويتزامن استئناف إسرائيل عدوانها على غزة مع عدوان أمريكي على اليمن، حيث ادعى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الضربات الأميركية تستهدف الحوثيين وليس اليمن، مشددًا على أن الجماعة “لا تمثل الحكومة الشرعية في البلاد” رغم سيطرتها على أجزاء واسعة من أراضيه.

وأشار روبيو، وفق وسائل إعلام دولية إلى أن الحوثيين هاجموا السفن البحرية الأميركية 174 مرة خلال الأشهر الـ18 الماضية، مؤكدًا أنهم “لا يملكون القدرة على تنفيذ هذه الهجمات دون دعم إيراني”.

وأضاف أن الحوثيين تمكنوا من تطوير طائرات مسيّرة مضادة للسفن، لكن هذه التكنولوجيا جاءت من جهات خارجية، متهمًا إيران بتوفير الخبرة والدعم المالي لهذه القدرات العسكرية.

واعتبر أن “إيران خلقت هذا الوحش المرعب” في إشارة إلى الحوثيين، مؤكدًا أنها “عليها الآن تحمل مسؤوليته”.

وينذر التصعيد الإسرائيلي – الأمريكي في غزة واليمن باشتعال الوضع إلى أقصى حدوده في الشرق الأوسط، الذي هدده الرئيس الأمريكي في تصريحات سابقة متتالية بالجحيم، في وقت تعمد تحدي القرار العربي مرارًا بشأن خطط إسرائيل لإبادة أو تهجير الفلسطينيين وإنهاء القضية الفلسطينية.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة