شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني“، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: السيسي يتحدث عن هدنة اليومين في غزة.. اجتماعات الدوحة تؤكد مقترح وقف إطلاق النار قصير الأمد.. طبيبة بريطانية: عدد الأطفال المصابين بنيران إسرائيل في القطاع مروع.. حملة كامالا هاريس لا ترغب في دعم بايدن بعد انخفاض شعبيته.
السيسي يتحدث عن هدنة اليومين في غزة
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم الأحد، عن إطلاق مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة يومين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث أوضح السيسي أن المبادرة تتضمن إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتابع أنه خلال عشرة أيام من الهدنة، سيتم التوافق على استكمال الإجراءات في القطاع للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى سكان غزة، الذين يتعرضون لحصار صعب للغاية يصل حد المجاعة.
وأكد السيسي على وجود توافق تام بين الدول العربية حول أهمية إعادة الاستقرار في المنطقة، بعيدًا عن “التدخل في شؤون دولة أخرى أو التآمر أو إذكاء الفتن”. وأوضح أن القضايا الرئيسية التي تتفق عليها الدول العربية تشمل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لسكان غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وجدد السيسي رفضه لأي شكل من أشكال التهجير القسري لأهالي غزة، مشيرًا إلى أن ذلك “ليس في صالح القضية الفلسطينية”. وأشار إلى أن مصر تقوم بدورها في وقف إطلاق النار والحفاظ على القطاع رغم الدمار الكبير الذي تعرض له.
وكان موقع “أكسيوس” قد نقل عن مصادر إسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن مصر تقدمت بمقترح “مصغر” لصفقة تبادل رهائن مع حركة حماس، يتضمن وقفًا محدودًا لإطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت التقارير أن المدير الجديد لجهاز المخابرات العامة المصرية قدّم فكرة لصفقة “مصغرة” لرئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، تهدف إلى تمهيد الطريق لمفاوضات بشأن اتفاق أوسع.
كما تناول السيسي الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار للحيلولة دون امتداد الصراع إلى حرب إقليمية. ودعا أيضًا لوقف إطلاق النار في السودان وتشكيل حكومة لتنظيم انتخابات في البلاد، نافيًا أي تدخل مصري في الشأن السوداني.
وفي 19 أكتوبر الجاري، بحث السيسي مع وفد من مجلس النواب الأميركي، برئاسة توم كول، سبل استعادة السلم والأمن في المنطقة، وتجنب تحول الصراع إلى حرب إقليمية. وركز اللقاء على الأوضاع الإقليمية، حيث حرص وفد الكونجرس على الاستماع إلى رؤية الرئيس المصري بشأن كيفية استعادة السلم والأمن وتجنب توسع دائرة الصراع.
وشدد السيسي على ضرورة وضع حد للحرب الدائرة في غزة ولبنان، والمضي قدمًا بقوة نحو وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكبير، تكفي لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تبون في القاهرة
واستقبل السيسي في مطار القاهرة نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في زيارة تستمر ليومين، حيث ناقشا عددًا من قضايا التعاون الثنائي وملفات إقليمية، منها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأزمة الليبية.

ومن المقرر أن تتبع هذه الزيارة زيارة إلى سلطنة عُمان، وهي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى هذا البلد.
وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس تبون إلى القاهرة منذ توليه السلطة في ديسمبر 2019، حيث سبق أن زار العاصمة المصرية في يناير 2022.
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد زار القاهرة في سبتمبر الماضي، حيث أجرى مباحثات ثنائية مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في إطار التحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة، وخاصة الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية-المصرية.
اجتماعات الدوحة تؤكد مقترح وقف إطلاق النار قصير الأمد
تواصلت الاجتماعات في العاصمة القطرية الدوحة بين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، بهدف بحث صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار، يشمل إطلاق سراح بعض الرهائن لدى حركة حماس مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.

ومن جهتها، أفادت شبكة فوكس نيوز بأن الهدف الرئيسي للاجتماع هو بحث إمكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار يمتد لأقل من شهر. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) لم ينضم إلى الوفد الإسرائيلي في الدوحة. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وقطريين قولهم إنه ليس واضحًا ما إذا كانت حماس مستعدة للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مفاوضات الدوحة ستختبر عملية اتخاذ القرار لدى حماس بعد مقتل رئيس الحركة يحيى السنوار.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الخميس الماضي أن خطة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو لا تزال على الطاولة، لكنه أشار أيضًا إلى الاستعداد لاستكشاف “أطر جديدة” للسعي إلى الإفراج عن المحتجزين.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن برنيع سيناقش مع مختلف الأطراف في الدوحة “الخيارات المتعددة لبدء مفاوضات إطلاق سراح الرهائن لدى حماس في ضوء أحدث التطورات”.
وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أنه “لا يمكن تحقيق كل الأهداف من خلال العمل العسكري فقط”، مشيرًا إلى أن إعادة المحتجزين في قطاع غزة “يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة”.
وجاءت تصريحات جالانت خلال كلمته في المراسم الرسمية لما يُعرف بـ “يوم الحداد الوطني” في جبل هرتسل بالقدس، لإحياء ذكرى قتلى عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.
وأكد مسؤول في حماس أن وفدًا من الحركة ناقش في القاهرة مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار، وأشار إلى جاهزية الحركة لوقف القتال إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر موقع “أكسيوس” أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري التقى وفد حماس بعد استشهاد السنوار، حيث أبلغوه بأنهم لا يزالون متمسكين بالورقة المقدمة في أغسطس الماضي، التي أشارت إلى أن “الشعب الفلسطيني لا يمكنه قبول صفقات جزئية اليوم، ويجب أن يبدأ أي جهد لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس بوقف إطلاق النار”.
طبيبة بريطانية: عدد الأطفال المصابين بنيران إسرائيل في القطاع مروع
قالت طبيبة جراحة بريطانية عائدة من مهمة في قطاع غزة إن الإصابات التي عاينتها هناك نتيجة الحرب الإسرائيلية كانت كبيرة بشكل مخيف، مشيرة إلى أنها رأت العديد من حالات البتر “لم تر لها مثيلًا في أي حرب أخرى”.
وفي حديثها للجزيرة، أوضحت الطبيبة فيكتوريا روز أن عدد الأطفال المصابين في القطاع أصابها بالصدمة، حيث كشفت أن 80% من مرضاها كانوا بين سن الخامسة والـ16. وأكدت أن إصابات معظمهم غيرت حياتهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، عن ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 42,924 شهيدًا و100,833 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023.

نبهت روز إلى أن زيارتها الأولى للقطاع كانت بعد مسيرات العودة عام 2018، حيث كانت الإصابات آنذاك لفتية في سن الـ16 بسبب “طلقات نارية لا تهدد حياتهم”.
وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في 30 مارس 2018، وشارك فيها الآلاف أسبوعيًا قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، ليواجهها جيش الاحتلال بإطلاق أعيرة نارية على المشاركين.
ومع ذلك، قالت روز إنها شاهدت في زيارتها الأخيرة لغزة دمارًا شاملًا مختلفًا للمدنيين لم تره من قبل، حيث تحدثت عن إصابات عديدة وحالات بتر للأطراف. وأضافت أن معظم إصابات الأطفال في الحرب الحالية كانت نتيجة الانفجارات، مما أسهم في إصابات سريعة فتاكة “لم نر لها مثيلًا في أي حرب أخرى”.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، مما يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
وأوضحت روز، التي كانت بمهمة في المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس، أن الأطفال الذين عاينتهم أصيبوا بعيارات نارية بالأطراف، مشيرةً إلى أنها لم تتمكن من علاج بعض الأطفال بسبب نقص المستلزمات الطبية.
وأكدت فيكتوريا روز أن إسرائيل تقيد عدد الأطباء المسموح لهم بدخول القطاع، محذرةً من أن نقص المستلزمات الطبية ومنع إخراج المصابين خارج غزة قد يؤدي إلى وفاة عدد كبير منهم.
وشنت إسرائيل خلال الحرب هجومًا كبيرًا على مستشفيات قطاع غزة، مما أخرج معظمها عن الخدمة نتيجة القصف والتدمير، كان أبرزها مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بالإضافة إلى اقتحام مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي شمالًا ومجمع ناصر الطبي جنوبًا.
كما أسفرت الحرب عن قتل واعتقال مئات الكوادر الطبية في القطاع، واستهدفت أيضًا سيارات الإسعاف ومنعت تزويد المستشفيات والمراكز الطبية بالوقود والمستلزمات الطبية.
كامالا هاريس لا ترغب في دعم بايدن بعد انخفاض شعبيته
أفادت شبكة أكسيوس أن فريق كامالا هاريس لا يرغب في دعم جو بايدن لنائبته خلال المرحلة الأخيرة من الانتخابات، بسبب انخفاض شعبيته وما وصفه البعض بزلّاته.

وبينما يسعى بايدن للمشاركة في الحملة الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية، لم يقدم فريق هاريس ردًا حاسمًا على دعواته، مما يعكس مخاوفهم من أن مشاركته قد تمثل عبئًا سياسيًا. وعلى الرغم من احترامهم لجهود بايدن، فإنهم يترددون في التصريح بشكل علني عن هذا القلق، في ظل التحديات التي تواجههم.
وصف أحد المصادر هذه الديناميكية بـ”الانفصال البطيء”، حيث يخشى فريق هاريس من تأثير بايدن السلبي على حملتها في ضوء شعبيته المنخفضة التي تبلغ 39% وفقًا لاستطلاع FiveThirtyEight. في حين أن الكثيرين يرون في بايدن تذكيرًا بالأربع سنوات الماضية، يسعى فريق هاريس لتقديم “رؤية جديدة للمستقبل” في حملتها.
على الرغم من تخصيص فريق بايدن أيامًا للمشاركة في فعاليات الحملة، لم يستفد فريق هاريس من هذه الفرص. بينما نفى مسؤول في البيت الأبيض وجود أي خلاف، مؤكدًا على استمرار التنسيق بين الجانبين، فإنه لا توجد فعاليات مشتركة محددة بين بايدن وهاريس قبل يوم الانتخابات المقرر يوم الثلاثاء المقبل.
يعتقد فريق بايدن أن وجوده قد يكون مفيدًا لهاريس، خاصة في الولايات الحيوية مثل بنسلفانيا، حيث يتمتع بايدن بدعم الناخبين البيض من الطبقة العاملة.
ومع ذلك، جاء إعلان بايدن عن زيارته المفاجئة لمدينة بيتسبرج خلال عطلة نهاية الأسبوع دون تنسيق مع فريق هاريس، مما أثار استياء بعض أعضاء حملتها.
كما تسبب ظهوره غير المتوقع في غرفة الصحافة بالبيت الأبيض في تقليص التغطية الإعلامية لحدث أقامته هاريس بولاية ميشيجان.
ومع تصريحات مثيرة للجدل من بايدن، بما في ذلك دعوته خلال فعالية في نيوهامبشاير إلى “سجن ترامب” قبل توضيحه أنه يقصد “إقصاءه سياسيًا”، استغل الجمهوريون هذه التصريحات للتأكيد على أن إدارة بايدن تتعامل مع ترامب بطريقة غير عادلة.
وفي إطار جهودهم لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي في ولايتي ميريلاند وديلاوير، يجري فريق بايدن مشاورات لتنظيم جولات انتخابية، مع الحرص على تقليل ظهوره الإعلامي تلبية لرغبة فريق هاريس في إبقاء الرئيس بعيدًا عن الأضواء الرئيسية.
وأكد متحدث باسم البيت الأبيض أن رحلات بايدن تأتي بالتنسيق مع حملة هاريس، نافيًا وجود أي خلافات بين الطرفين.