عزز مصدرو المانجو والجوافة المصريون وجودهم في سوق الاتحاد الأوروبي هذا العام، وفقًا ما أظهرته بيانات موقع "إيست فروت" المتخصص بأخبار السوق في شرق أوروبا ووسط آسيا. حيث أظهرت بيانات الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، أن الاتحاد الأوروبي استورد المزيد من المانجو والجوافة المصرية أكثر مما استورد في عام 2022 بأكمله، وأن حجم الشحنات من مصر في هذا الاتجاه سيتضاعف ثلاث مرات على الأقل منذ عام 2018.

في مارس الماضي، كشف تقرير التجارة الخارجية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مصر صدرت في 2022 ما قيمته مليارين و200 مليون دولار من الفاكهة. حيث أوضح التقرير أن الصادرات تركزت في 14 صنفًا، احتل البرتقال واليوسفي فيها المركز الأول بـ 1.690 مليار دولار، بينما احتل المانجو المركز السادس بـ98.1 مليون دولار.
1500 طن من المانجو والجوافة المصرية
بينما منذ يناير إلى سبتمبر 2023، تم تصدير ما يقرب من 1500 طن من المانجو والجوافة المصرية إلى الاتحاد الأوروبي. وهي كمية قياسية، وفق "إيست فروت"، الذي أشار إلى رقم عام 2022 الذي بلغ 1300 طن. مضيفًا أنه بالنظر إلى أن ذروة موسم التصدير لهذا المنتج تستمر حتى نهاية نوفمبر، فإن النتيجة النهائية لهذا العام ستكون أكثر إثارة للإعجاب.
أشار تقرير "إيست فروت" كذلك إلى إسبانيا التي لا تزال الرائدة في استيراد المانجو والجوافة المصرية في عام 2023، حيث وصل حجم الإمدادات من مصر إلى السوق الإسبانية هذا العام إلى حوالي 300 طن.

ومن بين المستوردين الرئيسيين الآخرين في الاتحاد الأوروبي، إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا واليونان، والتي تمثل مع إسبانيا حوالي 94% من واردات الاتحاد الأوروبي من المانجو والجوافة من مصر في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023.
وقال فهين كوزين، محلل سوق الفواكه والخضروات في "إيست فروت": "الجزء الأكبر من الصادرات في هذه الفئة من مصر يتكون من المانجو الطازج، الذي يبدأ موسمه في الصيف وينتهي في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء. بينما يتم تصدير الجوافة الطازجة بكميات أقل بكثير، مما يولد إيرادات أقل بـ 5-7 مرات لمصر سنويًا من صادرات المانجو. ومع ذلك، فإن موسم تصدير الجوافة المصرية أطول: يبدأ في نهاية الصيف ويستمر طوال الخريف والشتاء، وينتهي في ربيع العام التالي".
وأضاف: "تصدر البلاد أيضًا المانجو المجفف والجوافة، لكن الصادرات السنوية لهذه الفئات الفرعية إلى جميع الأسواق لا تتجاوز 1 مليون دولار".
سوق المانجو والجوافة الأوروبي
وتعد دول الاتحاد الأوروبي واحدة من أكبر أسواق المانجو والجوافة في العالم. ففي عام 2021، استوردوا 409 ألف طن من هذه المنتجات من دول خارج الاتحاد الأوروبي، لكن الرقم انخفض بعد ذلك قليلًا إلى 390 ألف طن بسبب تضخم أسعار الغذاء وارتفاع التكاليف اللوجستية. بينما هذا العام، استأنفت الواردات نموها، وتجاوز الحجم في الفترة من يناير إلى سبتمبر (308 ألف طن).

الأسواق الأكثر جاذبية للمانجو والجوافة في الاتحاد الأوروبي هي هولندا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال وألمانيا.
وتعيد هولندا تصدير المانجو والجوافة بشكل أساسي إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى: في عام 2022، بواردات 280 ألف طن، بلغت صادراتها 220 ألف طن.
ويتمتع ممثلو الاتحاد الأوروبي الآخرون أيضًا بحصة عالية إلى حد ما من إعادة التصدير، لكن لكل سوق تفاصيله الخاصة، وفق ما يشير موقع "إيست فروت".
على سبيل المثال، تعد إسبانيا منتجًا كبيرًا للمانجو في أوروبا، وتستوردها لتوسيع صادراتها وللاستهلاك المحلي. بينما بلجيكا، مثل هولندا، هي في الأساس تعيد التصدير، وتستورد فرنسا المانجو والجوافة بشكل رئيسي من هولندا وإسبانيا، وتركز البرتغال على عمليات التسليم من إسبانيا والبرازيل وهولندا. أما البرتغال فلديها أيضًا واحدة من أعلى معدلات استهلاك الفرد من المانجو: وهي أعلى مرتين ونصف، على سبيل المثال، من ألمانيا، التي تفضل استيراد المانجو والجوافة بشكل غير مباشر، عبر هولندا أو إسبانيا.
المنافسون في سوق المانجو والجوافة
البرازيل وبيرو هما الموردان الرئيسيان للمانجو والجوافة إلى سوق الاتحاد الأوروبي، حيث يمثلان ما يصل إلى 75% من إجمالي الواردات كل عام. يوجد مصدرون كبار آخرون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (كوت ديفوار، والسنغال، وبوركينا فاسو، ومالي، وغيرها)، وفي أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي يُسجل ضمن المصدرون لأوروبا: جمهورية الدومينيكان، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، بالإضافة إلى مناطق مختلفة من آسيا، منها (إسرائيل، وباكستان، والهند، إلخ).
وبينما لم تصبح مصر بعد لاعبًا رئيسيًا في سوق الاتحاد الأوروبي، يبقى أنها في عام 2022، صدرت كميات من المانجو والجوافة أكثر من الهند أو كينيا أو بنغلاديش على سبيل المثال.
ما يمنع مصر من المنافسة الجادة؟
وتتمتع مصر بحضور منخفض في سوق المانجو في الاتحاد الأوروبي، حيث لا يزال المصدرون المحليون يفضلون العمل مع المشترين من روسيا والشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن شحناتها إلى الاتحاد الأوروبي آخذة في الازدياد.
وفي عام 2023 حققت مصر طفرة كبيرة مع حجم قياسي من الصادرات. ما يمثل فرصة واعدة للموردين المصريين، الذين يهدفون إلى الأسواق المتقدمة. ويمكن أن تكون الأصناف المحلية من المانجو، والتي بالكاد يتم تصديرها من مصر وغير مألوفة خارج حدودها. إذ لديها طعم حلو ورائحة مميزة، ما يجذب المستهلكين في الاتحاد الأوروبي. لكن رغم ذلك، فإن هذه الأنواع من المانجو ليست مناسبة للتخزين والنقل على المدى الطويل، لذلك سيكون التحدي الكبير الآخر لمصر هو ترتيب الخدمات اللوجستية لنقل هذه المانجو بالطائرات.