“فوط صحية” لنساء غزة

 

نتابع في حزن وعجز شديدين ما يحدث في غزة. تُسرق أمام أعيننا حياة بشرية كاملة، مكونة من حكايات وقصص وأحلام وأحزان وذكريات، وضحكات طفولة بريئة لا ذنب لها في وحشية هذا العالم، ولم تختر المجيء لهذا المكان الموحش، ورحلت عنه سريعًا بشكل مفجع.

فقدت غزة في الأحداث الأخيرة ما يفوق 5700 ألف شهيد منهم 2360 طفل و1292 سيدة، وسط صمت وتخاذل وتواطؤ من حكومات العالم، تاركين كيان مجرم محتل على مدار 70 سنة يقتل ويذبح ويسرق أعمار شعب بأكمله، واليوم يمحي عائلات بأكملها في لحظة واحدة ويحاصرهم ويمنع عنهم الماء والطعام والعلاج، حتى يقضي على من بقى منهم على قيد الحياة.

وعلى الرغم من محاولة مصر تلبية بعض الاحتياجات منذ الأسبوع الأول للأحداث، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي احتجز المساعدات عند معبر رفح لأسبوع آخر، رغبة منه في تعجيز الشعب الفلسطيني واستنزاف موارده حتى وصلت الأمور إلى “بعض النساء بغزة تتناول حبوب منع الدورة الشهرية لانعدام الفوط الصحية وقلة مياه الغسيل والتعقيم، وفرصة أن تجد الفتاة مكان آمن وفيه مياه للاغتسال معدومة. ناهيك عن الي باغتتهم بهذه الأيام واجتمعت عليهم الآلام الجسدية مضاعفة منها ومن النوم على البلاط والخوف والبرد.” بحسب تويتة @Sara_Y_Ashour من فلسطين.

اقرأ أيضًا:الحصر الكامل غائب.. الإفراج عن 17 من متظاهري “دعم فلسطين”

يقدر عدد سكان قطاع غزة بحوالي 2.23 مليون نسمة، منهم 1.10 مليون أنثى. أكثر من مليون أنثى تفتقد كل المستلزمات النسائية الشهرية، لا تمتلك فوطة صحية واحدة عند الحيض، كما أن هناك 50 ألف سيدة حامل ومن المتوقع ولادة حوالي 168 سيدة يوميا وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، إلى جانب الولادات المبكرة وحالات الإجهاض المتوقعة في ظل هذه الأحداث.

تفتقر أحيانًا المساعدات التي تصل المناطق المنكوبة إلى المستلزمات النسائية الأساسية بل وتلتزم بعلاج الإصابات الناتجة عن العدوان الذي تعرض له هؤلاء، إلا أن الهلال الأحمر قد تدارك هذا الأمر وأضاف لقائمته الرئيسية بعض من هذه المستلزمات كالفوط الصحية وأدوية وقف النزيف الخاص بالإجهاض ومستلزمات تخص الولادة المبكرة.

لكن مع استمرارية الأحداث وصعوبة دخول المساعدات لغزة الآن، قد نصل لنقطة عدم كفاية ما سيصل بسبب استمرارية الحاجة لهذه المستلزمات خاصة الفوط الصحية للحيض، وهو ما دفع الكثير من المدونات والنسويات للإشارة لذلك من خلال تشجيع الناس على التبرع بعلب فوط صحية أو بمبالغ مالية مخصصة لذلك.

مبادرات نسوية

ومن هذه المبادرات، قامت مؤسسة مرسال بإرسال شحنة أولى في القافلة التي وصلت عند المعبر منذ ما يقارب 10 أيام، حتى بدأت بعض النسويات والمؤسسات في التواصل مع المؤسسة تحت شعار حملة #العدوان_لن_يمنعهن_عن_كونهن_نساء للتوسعة وإضافة بند ثابت للتبرع لكل المستلزمات النسائية في قوافل الإغاثة لغزة، مثل فوط الدورة الشهرية وفوط النفاس وأدوية وقف النزيف في حالات الولادة المبكرة والإجهاض وكذلك مضخات اللبن حيث يصعب على النساء في مناطق العدوان والحروب، من الحصول على فرصة آمنة بشكل مستمر لإرضاع أطفالها.

ومن جانبها استجابت مؤسسة مرسال لهذه الحملة، وقامت المؤسسات والمجموعات النسوية والتنموية التالية: سوبروومن وبراح آمن وإدراك و Y peer egypt بالنشر على صفحاتهم لتشجيع المتبرعين على اختيار بند المستلزمات النسائية حتى يساعدوا في توفير أكبر عدد من القائمة المطروحة.

نشعر بالعجز وكل ما هو في أيدينا فوطة صحية وبعض من المستلزمات التي قد لا تصل الآن لنساء غزة ولكن أملنا أن تخفف بعض الشيء من هول ما يحدث وما فقدوه، وندين هذا الكيان المجرم و نطالب العالم المتخاذل بالتدخل لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال سريع للمساعدات.

 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة