شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: مصر تنفي إغلاق معبر رفح وتندد بـ”محاولات التشويه”.. واشنطن توافق على بيع صواريخ متطورة للقاهرة.. كاتب إسرائيلي: صور المجاعة في غزة تذكر بالهولوكوست.. حماس ترد على تصريحات ويتكوف “السلبية”.. فرنسا ستعترف بفلسطين.
مصر تنفي إغلاق معبر رفح وتندد بـ”محاولات التشويه”
أعربت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج عن استهجانها الشديد لما وصفته بـ”حملات الدعاية المغرضة التي تروّج لها بعض القوى والتنظيمات، وتهدف إلى تشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، متهمةً مصر زورًا بالمساهمة في الحصار المفروض على قطاع غزة عبر منع دخول المساعدات الإنسانية”.

وفي بيان رسمي صادر أمس، أكدت الوزارة أن هذه الاتهامات “واهية وسطحية”، وتفتقر إلى المنطق وتتعارض مع ثوابت الموقف المصري ومصالحه الوطنية، كما تتجاهل الجهود المصرية المتواصلة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، سواء في إطار الدفع نحو وقف إطلاق النار أو قيادة عمليات الإغاثة وإدخال المساعدات عبر معبر رفح، فضلًا عن إطلاق وترويج خطة إعادة إعمار القطاع التي حظيت بدعم عربي ودولي واسع.
وأوضحت الخارجية المصرية أن هذه الحملة الإعلامية لا تستهدف سوى بث الفرقة بين الشعوب العربية، وتحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية للأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، في وقت تقف فيه مصر إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة محاولات التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي، وفي الدفاع عن حقهم في البقاء والكرامة.
وأكد البيان أن معبر رفح لم يُغلق يومًا من الجانب المصري، وأن السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر تخضع لسلطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تتحكم فعليًا في حركة المرور ومنع النفاذ.
وحذّرت مصر من خطورة الانسياق وراء هذه الروايات التي تُروّج عن عمد ضمن حملات منظمة للحرب النفسية، تستغل معاناة الشعب الفلسطيني لإضعاف الرأي العام العربي وزعزعة الثقة بين الشعوب والدول، بما يخدم أجندات مكشوفة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وفي ختام البيان، شددت الخارجية على أن مصر ستواصل جهودها من أجل التخفيف من معاناة أهالي غزة، ودعم جهود وقف إطلاق النار، وتأمين تدفق المساعدات، وانطلاق عملية إعادة الإعمار، إلى جانب مساعيها لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحقيق التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية، تمهيدًا لانطلاق عملية سياسية تُفضي إلى تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
واشنطن توافق على بيع صواريخ متطورة للقاهرة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الخميس، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة محتملة لبيع منظومة صواريخ أرض-جو متطورة (NASAMS) لمصر، إلى جانب عناصر الدعم اللوجستي وبرامج الدعم الفني ذات الصلة، بقيمة تقديرية تبلغ نحو 4.67 مليار دولار.

وأوضح البيان أن شركة آر.تي.إكس كورب هي المقاول الرئيسي للصفقة، في حين يشير اختصار NASAMS إلى “النظام الوطني المتقدم للصواريخ أرض-جو”، الذي يُعد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا ومرونة على المستوى العالمي.
تُمكّن منظومة NASAMS القوات المسلحة من تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة مختلف التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار (المسيّرات)، إلى جانب صواريخ كروز والتهديدات الجوية الناشئة الأخرى، عبر بنية هندسية معيارية وموزعة تتيح دمج تقنيات جديدة بسهولة.
ويُستخدم النظام حاليًا من قِبل 13 دولة، منها الولايات المتحدة، والنرويج، وفنلندا، وهولندا، وإسبانيا، وقطر، وأستراليا، وأوكرانيا، وغيرها.
كما جرى دمجه ضمن منظومة الدفاع الجوي للعاصمة الأمريكية منذ عام 2005، مع الالتزام الكامل بمعايير التشغيل المشتركة لحلف الناتو (الناتو).
ويتميز NASAMS بتكامل متقدم بين البرمجيات والمكونات المادية، ما يمنحه القدرة على التحديث المستمر وتوسيع قدراته وفق التهديدات المستقبلية.
وقد طُوّر بالتعاون بين شركة Kongsberg Defence & Aerospace النرويجية وشركة RTX الأمريكية، ليُشكل أحد أعمدة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة حول العالم.
كاتب إسرائيلي: صور المجاعة في غزة تذكر بالهولوكوست
قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إن المجاعة التي تضرب قطاع غزة حاليًا، والتي تتجاهلها وسائل الإعلام الإسرائيلية، تُعيد إلى الأذهان صور الناجين من معسكرات الاعتقال النازية، معتبرًا أن تحويل التجويع إلى “سلاح شرعي” يُعدّ المرحلة الأكثر شيطانية في الحرب الجارية.

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس، وصف ليفي الصور الواردة من غزة بـ”صور الجحيم”، إذ تُظهر أطفالًا هياكلهم العظمية بارزة، وأعينهم وأفواههم مفتوحة، وهم مستلقون على الأرض أو على أسرّة خالية، أو يُنقلون على عربات تجرّها الحمير، مشيرًا إلى أن بعض الإسرائيليين يشككون في صحة هذه الصور، فيما يُبدي آخرون فرحًا بها.
وأوضح أن التجويع المتعمد أصبح أداةً رئيسية تُستخدم بوعي ضمن حملة تطهير عرقي، إذ تسعى إسرائيل – على حد قوله – إلى جعل غزة مكانًا غير صالح للعيش، ما يدفع سكانها إلى النزوح القسري، متسائلًا “إلى أين؟.. لا أحد يعلم”.
وأكد الكاتب أن هذه الحرب – التي دخلت يومها الـ658 – باتت “الأكثر فظاعة وإجرامًا” في تاريخ إسرائيل، مشددًا على أن تعمّد تجويع مليوني إنسان لم يسبق له مثيل، وأن التجاهل أو التشجيع الإسرائيلي لهذه المأساة يمثل انحدارًا أخلاقيًا خطيرًا.
ومن جهته، أعلن مجمع الشفاء الطبي وفاة مواطنَين اثنين – أحدهما مريض بالسكري – نتيجة الجوع، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة في غزة إلى 115 شخصًا، وفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي.
أما وكالة “أونروا”، فأكدت أن واحدًا من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، بينما قال المتحدث باسم “اليونيسف” في فلسطين إن “الموت أقرب إلى أطفال غزة من وصول المساعدات”، واصفًا الوضع بـ”غير المسبوق والمأساوي”.
وفي السياق نفسه، واصل جيش الاحتلال قصفه للمدنيين والنازحين، حيث قُتل أكثر من 60 فلسطينيًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، من بينهم 24 شخصًا أثناء انتظارهم المساعدات، في إطار حملة إبادة جماعية مستمرة منذ ما يزيد على 21 شهرًا.
وفي غضون ذلك، أعلن تحالف “أسطول الحرية” انقطاع الاتصال بالسفينة “حنظلة”، التي أبحرت من إيطاليا في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، وسط مخاوف من تعرضها لهجوم، خاصةً بعد رصد تحليق طائرات مسيّرة في محيطها.
حماس ترد على تصريحات ويتكوف “السلبية”
أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف بشأن ردها الأخير على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن موقفها الأخير يعكس انفتاحًا حقيقيًا على التوصل إلى اتفاق شامل يوقف العدوان وينهي معاناة الفلسطينيين.

وقالت الحركة، في بيان صدر مساء الخميس، إنها تعاملت مع المسار التفاوضي منذ بدايته بـ”مسؤولية وطنية ومرونة عالية”، وحرصت على إنجاح المبادرات المقدّمة من الوسطاء. وأشارت إلى أن ردها الأخير جاء عقب مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وراعى جميع الملاحظات المطروحة، بما يعكس التزامًا جديًا بجهود التهدئة.
وأضافت حماس أن تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ”السلبية”، تتناقض مع الترحيب الذي أبداه الوسطاء بالموقف الفلسطيني، مشددة على أن الحركة ما تزال منفتحة على استكمال المفاوضات، وتذليل العقبات من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان المبعوث الأميركي قد اتهم الحركة بـ”غياب حسن النية والتصرف بأنانية”، معلنًا في الوقت ذاته أن واشنطن أعادت فريقها من الدوحة للتشاور، وبدأت في دراسة “خيارات بديلة” لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، أعلنت إسرائيل سحب وفدها التفاوضي من الدوحة لإجراء مشاورات، غير أن مصدرين مطلعين على سير المحادثات أكدا لوكالة رويترز أن هذا التحرك لا يشير بالضرورة إلى انهيار المحادثات.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين من عدة دول أن “انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي قد يكون خطوة تكتيكية ضمن إدارة التفاوض”.
ويُذكر أن قطر ومصر تتوسطان منذ أكثر من أسبوعين في جولة مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، بدعم من الولايات المتحدة، سعياً للتوصل إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقفًا لإطلاق النار مدته 60 يومًا، يُمهّد الطريق نحو إنهاء الحرب بشكل كامل.
وتبقى الخلافات الأساسية بين الطرفين محصورة في قضايا تتعلق بمدى انسحاب القوات الإسرائيلية من داخل غزة، وعدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين المشمولين بالاتفاق، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
فرنسا ستعترف بفلسطين
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي “وفاءً بالتزام فرنسا التاريخي بإحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط”.

وفي رسالة نشرها عبر منصّتي “إكس” و”إنستجرام”، شدد ماكرون على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة وإنقاذ المدنيين من الكارثة الإنسانية الجارية، معتبرًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثّل دعمًا عمليًا لمسار حل الدولتين، الذي ظل لسنوات محل إجماع دولي.
وفي أول ردود الفعل، رحّبت أيرلندا بالموقف الفرنسي، واعتبرته “مساهمة حاسمة في دعم حل الدولتين”. وأشارت وزارة الخارجية الأيرلندية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري، والإفراج عن الأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
في المقابل، ندد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ياريف ليفين بالقرار الفرنسي، واصفًا إياه بأنه “وصمة عار” و”تشجيع للإرهاب”، وفق تعبيره. وأضاف أن “الوقت قد حان لإحلال السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”، معتبرًا ذلك “ردًا تاريخيًا عادلًا” على الاعتراف المرتقب.
وتعزيزًا لهذه الخطوة، أعلنت باريس أنها ستترأس بالاشتراك مع السعودية اجتماعًا دوليًا في مقر الأمم المتحدة يومي 28 و29 يوليو الجاري، بهدف التوصل إلى خارطة طريق واضحة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. ويأتي هذا المؤتمر بعد تأجيل سابق بسبب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، واعتذارات من عدة وفود شرق أوسطية، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن دبلوماسيين أمميين.
ومن جانبه، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو من أن فرص قيام دولة فلسطينية باتت “مهددة أكثر من أي وقت مضى”، في ظل المجاعة والدمار الذي يضرب قطاع غزة، مؤكدًا أن الظرف الإقليمي يتطلب تحركًا دوليًا حاسمًا للحفاظ على فرص السلام.
