رفقًا بالحيوانات.. للعنف صدى يتردد في سلوك البشر

في أحد صباحات الصيف الحارة بصعيد مصر.. تحترق الشوارع قيظًا، فيذوب الجمع المتزاحم في يوم السوق. نحكي “قصة الكلب وصديقته العجوز”.

في شارع البوستة بنجع حمادي، عند تقاطع ضيّق مزدحم، اعتاد الناس رؤية سيدة في عقدها السادس تجلس على الرصيف كل صباح، ترتدي ملابس بسيطة، وتحمل على كتفها قفصًا به حمام وبط وأرانب من تربية بيتها، تذهب بهم إلى السوق لبيعهم. 

لم يعرفها أحد، فلم تلفت النظر إليها يومًا، حتى صاحبها الصغير الذي لم يفارقها. كان بني اللون، سريع الحركة، نحيف الجسد، ممزق الأذن، أطلقوا عليه الناس اسم “سلطان” قبل أن يعرفوا اسمه الحقيقي.

تصميم سلمى الطوبجي

سلطان لم يكن “كلب حراسة” كما تصوّره الأفلام، ولم يكن حتى بصحة جيدة. لكنه كان يقف دائمًا بينها وبين المارة، كأنه جدار يحميها من العالم. لم يطلب طعامًا، ولم يلهث بجنون، فقط عيون يقظة وسكون مطمئن.

في ذلك اليوم، وبينما كانت العجوز تهمّ بعبور الشارع، انطلقت نحوها دراجة نارية مسرعة خرجت من زحام الحارات دون صوت تنبيه أو لحظة توقف. رأى البعض الدراجة تقترب، لكن لم يكن هناك وقت للصرخات أو أي ردّ فعل. وحده سلطان، كأنه طلقة، اندفع بجسده الصغير أمام الدراجة، ليصطدم بعجلتها الأمامية ويغيّر مسارها قبل أن تدهس العجوز.

 تدحرج سلطان بجسده النحيل على الإسفلت، وتبعثرت الدراجة في فوضى من الصراخ والغبار. ركضت العجوز حافيةً نحو سلطان، الذي ظل حيًا للحظات، وعيناه تبحثان عن وجهها كأنهما تسألانه: “هل أنت بخير؟”.

جلسنا نُشاهد لحظة وضعت فيها رأسه على ركبتها، تبكي كطفل وسط صمت المارة. لم يُلتقط أي مشهد، لم يكن هناك وقت أو جرأة لرفع هاتف، لأن اللحظة كانت مؤلمة جدًا، وإنسانية جدًا، وصادقة إلى حدّ لا يحتمل عدسة.

مات سلطان، رفيقها وملاكها الحارس، وقف بجسده الهزيل حاجزًا بينها وبين الموت.

وفي اليوم التالي، وضع أحدهم وردة بلاستيكية صغيرة في زاوية الرصيف، وكتب على ورقة بيضاء ابتلت بماء الشارع: “هنا.. مات كلبًا قد علّمنا معنى الوفاء“.

وعلى الجانب الآخر من المدينة، في حي اللبيني فيصل بمحافظة الجيزة، جلس إبراهيم أمام مدخل عمارة قديمة تطل على شارع مزدحم، مستندًا إلى كرسي خشبي مهترئ، يحتسي كوبًا من الشاي وهو يتأمل حركة المارة. إلى جانبه، يرقد كلب أسود ضخم لا يتحرك إلا بتحرك صاحبه، ولا ينبح إلا عند اقتراب غريب.

الكلب “زعتر” الذي صار خلال السنوات الأربع الأخيرة جزءًا من ملامح المكان. سكان العمارة يحيّونه كما يحيّون إبراهيم، والأطفال يربتون على رأسه بثقة، أما المارة فصاروا يعرفونه بـ “كلب الحارس”.

لكن هذه العلاقة لم تولد بسهولة. يقول إبراهيم لـ فكّر تاني، وهو يبتسم ويغمض عينيه متذكّرًا التفاصيل: “كان شتاءً قارصًا، وكنت ما زلت جديدًا في العمل بالعمارة، وسمعت صوت أنين من جانب سلة القمامة. وجدت كلبًا صغيرًا مجروحًا في قدمه، وكان ينظر إليّ بـ ‘نظرةٍ كسرتني‘، أحضرت له بطانية قديمة وبعض من ‘العيش الناشف‘ ومن ساعتها لم يفارقني”.

في البداية، اعترض بعض السكان على وجود كلب في مدخل العمارة، لكن زعتر أثبت، بمرور الوقت، أنه حارس هادئ ووفي. في إحدى الليالي، أنقذ طفلًا من حادث حين قفز فجأة أمام دراجة نارية اقتربت من المدخل. تحوّل الاعتراض إلى امتنان، وبات زعتر “ابن الحي”.

ورغم أن دخل إبراهيم محدود، ولا يتيح له ترف رعاية حيوان، إلا أنه يتشارك مع السكان في إطعام زعتر، ويخصص له قطعة قماش نظيفة ينام عليها كل ليلة.

يقول إبراهيم: “فيه ناس بتشوفه كلب، وأنا بشوفه صاحبي. نص يومي بتكلم معاه، وبيحس بيا من غير كلام“.

قبل الغروب قليلًا، يتسلل زعتر إلى الزقاق المجاور، ليطمئن على قطةٍ صغيرة تُرضع صغارها، ثم يعود إلى مكانه، كأنما ورث عن صاحبه إبراهيم طيبة صامتة تجعل لحيوانات الشارع مكانًا دافئًا في قلب المدينة.

اقرأ أيضًا:حكايات لا تُحكى.. أرواح يحبسها الخوف

ندوب خفية

لا يمرّ العنف ضد الحيوان دون أثر. وسط صمت العاجز عن التعبير، يكشف أطباء بيطريون عن آثار خفيّة، لكنها دامغة، تروي ما لا يُقال، وتشهد على ما يتعرض له الحيوان من قسوة أو احتواء.

تقول الطبيبة البيطرية مريم عبدالرحمن إن سلوك الحيوان لا ينفصل عن طريقة تعامل البشر من حوله، موضحةً أن العنف يصنع حيوانًا متحفزًا ودائم القلق، ويعاني من اضطرابات سلوكية قد تتطور إلى اكتئاب حاد أو عدوانية بلا مبرر، في حين يفتح الاحتواء أبوابًا من الطمأنينة والارتباط، تجعل منه كائنًا متزنًا يسهل تواصله مع الإنسان والبيئة.

توضح مريم عبدالرحمن في حديثها لـ فكّر تاني، أن الحيوانات لا تدخل دائمًا للعلاج من أمراض جسدية، بل كثير منها يحمل ندوبًا نفسية سببها الإهمال أو الإيذاء: “نرى قططًا توقفت عن الأكل تمامًا بعد تعنيفها، وكلابًا ترفض الحركة أو تئن بصوت منخفض عند اقتراب أي يد بشرية منها.. كل هذه مؤشرات على الألم النفسي”.

وتؤكد أن علامات ما بعد الصدمة لا تختلف كثيرًا عن البشر: “تظهر في صورة انسحاب اجتماعي، واضطراب في النوم، وفقدان الشهية، أو حتى سلوكيات عدوانية قد تُفهم خطأ على أنها شراسة، لكنها في الواقع استجابة مباشرة لأذى سابق”.

وترى الطبيبة البيطرية، أن وجود الحيوان في بيئة آمنة، وسط أسرة توفر له الرعاية الجسدية والنفسية، لا يحميه فقط من المرض، بل يُحسّن نوعية حياته بشكل عام، ويزيد من متوسط عمره، مشيرة إلى أن “الرعاية السليمة تعني تغذية مناسبة، متابعة صحية، وأهم من كل ذلك، شعور بالأمان”.

أما عن الأطفال، فشدّدت مريم على أهمية تعريضهم منذ الصغر لمشاهد الرفق بالحيوان لترسيخ قيم الرحمة والتعاطف، وقالت: “الطفل يقلد أكثر مما يسمع، فإن نشأ على احترام الحيوان يحمل هذا الاحترام معه في كل علاقاته لاحقًا، سواء مع بشر أو غيرهم”.

تصميم سلمى الطوبجي

“الحيوان يُكوّن ذاكرة شعورية، وإذا ربط الألم بشخص أو حتى صوت معين، فإن استجابته غالبًا ما تكون هجومية أو انسحابية، وأحيانًا يتحول الأمر إلى خوف دائم من البشر عمومًا”.

ولأن التربية تبدأ بالقدوة، أكدت مريم أن إدخال مفهوم الرفق بالحيوان إلى المناهج التعليمية أو برامج التوعية المجتمعية قد يسهم في كسر دائرة العنف المتكررة: “لا يمكننا أن نطالب مجتمعًا بالرحمة إذا لم نربه على ذلك من الأساس، والحيوان هو البداية الأصدق”.

اقرأ أيضًا:على عربة خضراء.. حُلم فلسطيني يتمدد

علاقة طردية

يؤكد الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية، أن طريقة تعامل الإنسان مع الحيوانات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تعكس حالته النفسية وتؤثر عليها بصورة مباشرة، مشيرًا إلى أن التقرب من الحيوانات الأليفة يُسهم في تحسين المزاج العام، ويُستخدم أحيانًا كوسيلة علاجية مصاحبة لبعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، خاصةً عندما يشعر الشخص بوحدة ناتجة عن خذلان بشري أو تجارب مؤلمة.

يشرح الدكتور ريمون لـ فكّر تاني، أن التفاعل مع الحيوان الأليف، سواء عبر اللعب أو الحديث، يؤدي إلى خفض مستويات هرمون “الكورتيزول” المسؤول عن التوتر، وفي المقابل يعزز إفراز هرمون “الأوكسيتوسين” المعروف بهرمون الدفء والثقة، وهو ما يرفع الإحساس بالارتياح والتعاطف والطمأنينة، ويضيف: “مجرد تبادل النظرات أو العناق بين الإنسان وحيوانه الأليف قد يترك أثرًا نفسيًا فوريًا وملموسًا”.

رسائل نفسية خفية

في المقابل، يشير الدكتور ريمون إلى أن التعامل العدائي أو المؤذي تجاه الحيوانات قد يكون انعكاسًا مباشرًا لحالة نفسية غير مستقرة، موضحًا: “بعض الأشخاص يُخرجون ما بداخلهم من كراهية أو غضب دفين عبر ما يُعرف نفسيًا بـ”الإزاحة”، حيث يُفرغون انفعالاتهم على طرف لا يمتلك وسيلة للدفاع عن نفسه”.

تصميم سلمى الطوبجي

“وغالبًا ما يكون هذا النمط السلوكي، نتيجة لخلل في تنظيم المشاعر يستدعي تدخلًا نفسيًا عاجلًا”، محذرًا من أن انعكاسه لا يتوقف عند العلاقة بالحيوان فقط، بل يمتد إلى باقي التصرفات الاجتماعية.

ويؤكد ريمون، أن بعض جلسات العلاج النفسي تتضمن اقتراح تربية حيوان أليف لتعزيز مشاعر الود والرحمة، موضحًا أن تصرفات الحيوان تعكس تجاوبًا عاطفيًا يسهم في تحسين علاقات الشخص بالآخرين أيضًا.

اقرأ أيضًا:في كل قطعة معمول.. مقاومةٌ لا تُرى

طفلٌ يرى عنفًا.. رجلٌ يرتكب جريمة

يُركز الدكتور ريمون على الأثر العميق الذي يتركه العنف ضد الحيوانات في وجدان الصغار، حيث يتأثرون بما يرونه أكثر من تأثرهم بالكلمات، إذ يتشبّعون بالسلوك الذي يتكرر أمامهم: “إذا شاهد طفل مشهد عنف مرة واحدة، فإنه يحتاج إلى ثلاثة مواقف إيجابية لمعادلة هذا الأثر السلبي”.

“الطفل لا يفرق بين العنف الموجه لإنسان أو حيوان، فإذا رأى حيوانًا يُضرب أمامه، فقد يكتسب سلوكًا عنيفًا تجاه أقرانه، وربما يتحول هذا السلوك إلى اندفاع وتهور، خاصةً إذا غابت لديه القدرة على استيعاب النتائج، ما يهدد بتكوين سلوكيات عدوانية في المستقبل”.

تصميم سلمى الطوبجي

ويؤكد استشاري الصحة النفسية، أن مشاهد الرحمة تجاه الحيوانات تترك أثرًا طيبًا في سلوك الطفل، فهذه المرحلة تتسم بالتعميم، وإذا رأى الطفل مشهدًا مليئًا بالعطف على الحيوان، فيعيد إنتاج هذا النمط في سلوكياته اليومية، سواء مع الحيوانات أو مع الأطفال الآخرين.

ويشدّد الدكتور ريمون، على أن تربية الحيوانات الأليفة لا تقتصر على كونها تجربة إنسانية دافئة، بل تُعدّ وسيلة علاجية وتربوية ونفسية شاملة، تُعزز المشاعر الإيجابية، وتساهم في مقاومة الاضطرابات، وتعديل السلوك على المدى الطويل.

ثغرات قانونية 

يرى المحامي الحقوقي عمرو محمد أنه بالرغم من وجود قوانين، إلا أن الشارع المصري لا يشهد تطبيقًا حقيقيًا لها، مشيرًا إلى غياب التوعية بهذه النصوص، وعدم وجود إرادة حقيقية في تطبيقها بصرامة: “بعض حملات الضغط على مواقع التواصل الاجتماعي تساهم أحيانًا في تحريك المياه الراكدة، لكنها لا ترقى إلى المستوى الرادع المطلوب”.

“التعامل القانوني مع حيوانات الشارع في مصر يخضع لعدة تشريعات سارية حتى اليوم، من بينها قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، الذي يمنع صيد أو قتل الحيوانات البرية بغرض الحيازة أو الإيذاء، إضافة إلى قانون رقم 29 لسنة 2023 بشأن تنظيم حيازة الحيوانات، إلى جانب مواد في قانون العقوبات مثل 355 و357، التي تجرّم قتل أو تسميم الحيوانات”.

ويؤكد المحامي الحقوقي، أن الثغرات القانونية تفتح الباب أمام تكرار الانتهاكات، وأبرزها غياب اللوائح التنفيذية لبعض القوانين مثل القانون رقم 29 لسنة 2023، إلى جانب ضعف العقوبات التي تقتصر غالبًا على غرامات بسيطة لا تتناسب مع جسامة الأفعال. وأضاف أن هذه الأزمة تتفاقم في ظل غياب ثقافة عامة تعتبر إيذاء الحيوان جريمة.

وعن سبل الإبلاغ، يوضح عمرو محمد أن المواطنين يمكنهم التواصل مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أو مع الجمعيات المتخصصة في رعاية الحيوانات، التي تنشط مؤخرًا من خلال حملات أرضية تقدم الدعم الطبي وتستقبل البلاغات وتنسق مع الجهات المختصة.

“هناك واقعة حديثة تُجسّد حجم الأزمة، حين ظهر شاب في بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يذبح قطة بسكين، ما دفع السلطات إلى القبض عليه وإحالته للتحقيق. كما رصد عددًا من الحوادث المشابهة التي تعرضت فيها كلاب الشارع للاعتداء، وبعض مرتكبي هذه الحوادث خضعوا بالفعل للمساءلة، إلا أن عدد هذه القضايا ما يزال محدودًا مقارنة بالوقائع الحقيقية”.

وفيما يخص حوادث التسميم الجماعي للحيوانات في الأحياء السكنية، يدعو المحامي عمرو محمد إلى تفعيل القوانين القائمة، وتشكيل فرق تدخل سريع للتعامل مع البلاغات بجدية، وإطلاق حملات توعوية لتغيير الثقافة المجتمعية المتسامحة مع تعذيب الحيوانات، فضلًا عن فرض رقابة فاعلة على الخدمات البيطرية لرصد أوضاع حيوانات الشارع بشكل دائم.

رفيقة الكلاب

تصميم سلمى الطوبجي

عند الثامنة صباحًا، وقبل أن تفتح المحال المجاورة أبوابها، تفتح نهلة باب صيدليتها المطلة على الشارع الجانبي من حي السلام بمحافظة الإسماعيلية، لا تلتفت إلى سكون المكان، لأن الضجيج الذي يعنيها ينتظرها على الرصيف، بخطوات خفيفة وعيون تلمع من خلف صناديق الكرتون الفارغة.

يعرفونها باسم “أم الكلاب”، وهي تحب هذا اللقب كثيرًا، هو جزء من هويتها. كل يوم، تُخرج من كيس بلاستيكي كبير أوانٍ صغيرة تملؤها بـ “الدراي فوود” والأرز المطهو بمرق الدجاج. توزع نهلة الأطباق على الكلاب الصغيرة أمام الصيدلية، بينما تتقافز الصغار من حولها.

ملجأً للكلاب في قلب الصيدلية

تقول الدكتورة نهلة لـ فكّر تاني، وهي تمسح بقايا الطعام عن يديها: “أنا بشتغل في مهنة علاج، مش بس للناس، للحيوانات كمان، مفيش فرق كبير، اللي بيتوجع بيتوجع، سواء كان بني آدم أو قطة مرمية في الشارع”.

كانت بداية علاقتها بالكلاب قبل سبع سنوات، حين عثرت على كلبة صغيرة مصابة بكسر في قدمها، حملتها إلى صيدليتها، وبدأت في علاجها بما توفر لديها من أدوات بسيطة. منذ ذلك الحين، أصبحت الصيدلية أكثر من مجرد مكان لبيع الدواء، تحولت إلى مساحة مشتركة بين الرفوف والأرواح، تستقبل في زواياها صناديق دافئة لحيوانات تتعافى، أو كلاب صغيرة تستلقي قرب المدفأة خلال الشتاء.

“عندي 12 روح بيستنوني كل يوم، وبيطبطبوا عليّا من غير كلام”.

ورغم غرابة المشهد، تقبّله الزبائن بمرور الوقت. بعضهم صار يشاركها في إطعام الكلاب، وآخرون يسألون عن أدوية خاصة بالحيوانات. تقول نهلة: “أوقات الناس تسألني عن مضاد حيوي ينفع لكلب أو قطة صغيرة وُجدت تحت سيارة أو داخل موتورها، وأصبحت صيدليتي، هي الصيدلية البيطرية الوحيدة المجانية تقريبًا في المنطقة”.

لكن دور نهلة لا يتوقف عند الطعام والدواء، إذ تتلقى اتصالات من سكان الأحياء المجاورة حين يشاهدون حيوانًا مصابًا. تُجهز حقيبتها وتتحرك بسيارتها الصغيرة لإسعافه، أو تتواصل مع طبيب بيطري تعرفه، وتتحمل التكلفة من دخلها الخاص إذا استدعى الأمر.

داخل صيدليتها وبجوار الثلاجة، علقت لافتة كُتبت بخط يدها: “إذا وجدت روحًا ضعيفة في الطريق، فأنت مسؤول عنها“. لا تعتبر نهلة هذه اللافتة مجرد كلمات، بل قانونًا تعيش به، وتؤكد: “مش لازم أغير العالم، بس لو قدرت أغير مصير قطة أو كلب كان بيموت من البرد.. كفاية”.

أما عن العنف الموجه ضد الحيوانات، فقد أدانت الجمعية المصرية للرفق بالحيوان حادثة قتل 120 كلبًا ضالًا في محافظة الفيوم، بعد التخلص منهم باستخدام طعوم مسمومة، ووصفت الحادث بأنه عمل وحشي، مطالبة بتبني حلول علمية مثل التعقيم والإخصاء، بدلًا من اللجوء إلى القتل.

ووفقًا لتصريحات إعلامية لجمعيات الرفق بالحيوان في مصر، تتفاوت تقديرات أعداد الكلاب الضالة، حيث تشير بعض التقديرات إلى وجود نحو 6.5 مليون كلب، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن العدد قد يصل إلى 30 مليونًا عام 2024.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة