شهد الأسبوع الأول من رمضان ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الدواجن وبعض السلع الأساسية، متأثرًا بتزايد الطلب ونقص المعروض. فوصل سعر كيلو الدواجن البيضاء إلى 107 جنيهات، بينما بلغت الدواجن البلدي نحو 131 جنيهًا للكيلو. كما ارتفع سعر كرتونة البيض إلى 175 جنيهًا، ليصل سعر البيضة الواحدة إلى 6 جنيهات، في حين استقر سعر البانيه عند 210 جنيهات للكيلو.
وفي قطاع الحبوب، ارتفع سعر الفول المعبأ بنسبة 1.5% ليصل إلى 56 جنيهًا للكيلو، بينما سجل الأرز زيادة طفيفة ليبلغ 35 جنيهًا في المتوسط. أما أسعار اللحوم، فاستقرت عند 397 جنيهًا للكيلو، فيما ارتفع سعر الجبن الأبيض إلى 241 جنيهًا للكيلو. كما شهد الدقيق زيادة طفيفة بنسبة 0.08% ليصل إلى 26 جنيهًا، وارتفع سعر السكر إلى 36 جنيهًا للكيلو.
أسعار الكتاكيت لم تؤثر على السوق
"ستنخفض الأسعار تدريجيًا"؛ يقول أحمد أبو الخير صاحب سوبر ماركت، تواصلت معه فكر تاني، وقد أوضح كيف أن زيادة الإقبال من المواطنين على الشراء لتدبير احتياجات الشهر هي ما رفعت أسعار المنتجات، ومنها الفول والجبن ومنتجات الألبان.
ويعزو عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، ارتفاع أسعار الدواجن إلى زيادة أسعار الكتاكيت في بداية الدورة الإنتاجية، حينما سجل الواحد منها 61 جنيهًا قبل أن تتراجع لـ35 و40 جنيهًا، بفضل جهاز حماية المنافسة.
وأحال جهاز حماية المنافسة، أخيرًا، 162 شركة من منتجي كتاكيت التسمين للنيابة العامة، وذلك لاتفاقهم على تحديد أسعار بيع كتاكيت التسمين بشكل يومي، مما أثر على الأسعار ووصول الدواجن للمستهلك بأسعار مبالغ فيها، مضيفًا أن الشركات المذكورة كانت تتبادل المعلومات التجارية السرية فيما بينهم مثل كميات الكتاكيت المتوفرة في السوق، وأسعار التنفيذ والخامات، والأعلاف، والطلب وغيرها من البيانات الأساسية.
وأضاف السيد أن النصف الثاني من رمضان غالبًا ما يشهد تراجعًا في الطلب على الدواجن مع توجه القوى الشرائية نحو شراء كعك العيد والملابس استعدادًا لعيد الفطر، لكنه أكد وجود بدائل للمستهلك تتمثل في الدواجن المجمدة التي توفرها الدولة عبر منافذها خاصة منافذ "أهلًا رمضان".
انخفاض طفيف للأسماك وتحرك باللحوم
وعلى الرغم من انخفاض الطلب على الأسماك في الأسبوع الأول من رمضان، لم تشهد الأسعار تراجعًا ملحوظًا، باستثناء بعض الأصناف التي سجلت انخفاضًا طفيفًا. حيث تراجع سعر الجمبري بنسبة 7.5% ليصل إلى 286 جنيهًا للكيلو، بينما انخفض سعر البلطي بنسبة 2.5% إلى 94 جنيهًا، والمكرونة السويسي بنسبة 2.5% إلى 116 جنيهًا، والسبيط بنسبة 2.1% ليبلغ 324 جنيهًا للكيلو.
وأرجع محمد عمر، مدير محل أسماك بمدينة 6 أكتوبر، هذا الثبات النسبي في الأسعار إلى زيادة الطلب على الأسماك، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن هذا الموسم. وأوضح أن الإقبال غير المتوقع دفع المحل إلى تقليص عدد أيام الإغلاق المعتادة في الأسبوع الأول من رمضان، ليقتصر الإغلاق على يومين فقط قبل استئناف العمل استجابةً لطلبات الزبائن.
وفي سياق متصل، قررت محلات الجزارة تثبيت أسعار اللحوم، مع خفض سعر المفروم لتحفيز الطلب، مستفيدةً من إمكانية زيادة نسبة الدهون لتعويض تقليل السعر دون التأثير على هامش الربح.
وبحسب شعبة القصابين، فإن أسواق اللحوم الحمراء شهدت تحركًا في المبيعات، بنسبة 50% مقارنة بالأشهر التي تسبق رمضان، متوقعة استمرار الطلب أول أسبوعين فقط قبل أن ينتقل المستهلكين في النصف الثاني من الشهر إلى شراء الحلويات ومستلزمات العيد.
ارتفاع الخضروات.. نقص معروض أم تلاعب
خلال الأسبوع الأول من رمضان، سجلت بعض الخضروات ارتفاعا كبيرًا فكيلو الليمون الذي سجل 100 جنيه في بعض الأماكن والفلفل الرومى 40 جنيها والخيار ما بين 20 و22 جنيهًا والكوسة 36 جنيهًا والملوخية 30 جنيهًا والبامية ما بين 60 و70 جنيهًا.
وأبدت مروة هاشم، ربة منزل، استغرابها من القفزة التي سجلتها أسعار الخضروات في رمضان، قائلة :"كيس الملوخية الذي لا يزيد على ربع كيلو بيتاع متقطف بـ 40 جنيه.. والمجمدة اللي هي 400 جرام وجاهزة على الاستخدام يتباع بـ 20 جنيه.. فقه حاجة غلط".
لكن حاتم النجيب، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، يقول إن أسعار الخضروات سترجع لطبيعتها خلال الأيام القادمة نتيجة تراجع الطلب تدريجيًا، فضلاً عن ظهور الإنتاج الجديد من الليمون وورق العنب الذي يقلل من نقص المعروض.
طلب متنامي.. هل يتحرك التضخم؟
تشير التقديرات إلى أن معدل إقبال المصريين على شراء السلع في العشرة الايام التي تسبق شهر رمضان الكريم يزيد بثلاثة أضعاف الأيام التقليدية أي زيادة 300%، ولا يقتصر الاستهلاك على صنف واحد، ولكن غالبية أصناف السلع الغذائية حتى سريعة التلف منها.
ويقول الخبير الاقتصادي نادي عزام إن الأسعار ترتفع قبل رمضان وفي الثلث الأول بسبب اتجاه المستهلكين إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية ما يخلق طلبا عليها لا يقابله زيادة في المعروض فترتفع الأسعار.
ويضيف عزام أن الأسر تلجأ إلى توفيق أوضاعها وفقًا لظروفها والبحث عن بدائل أقل سعرًا، فارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خلق طلبًا على الدواجن البيضاء ما رفع أسعارها، كما يلجأ البعض لتقليص الكميات المشتراة فبدلًا من 2 كلو يشتري كيلو واحد وهكذا.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء أخيرًا، إن التضخم في انخفاض، وكل هم الحكومة في المرحلة الحالية هو ضبط الأسواق، مضيفًا: "كنت أراجع وأتابع على مدار الساعة مع وزراء التموين والزراعة والبترول وكل الجهات مدى توافر جميع السلع والمستلزمات، بهدف أن تكون الأسواق مستقرة مع دخول شهر رمضان المعظم، ونحاول بقدر الإمكان أن نشهد أيضًا انخفاضًا في أسعار السلع، حيث بدأ بالفعل انخفاض في أسعار مجموعة من السلع مثل الخضر وبعض السلع الأخرى، ونعمل على متابعة هذا الأمر والتأكد من ضبط الأسواق بالتنسيق مع الجهات المعنية".