بسبب تردد المصري الديمقراطي.. مستقبل "ثلاثي الحيز المتاح" برلمانيًا يتحدد بعد أعياد الميلاد

كاد قطار التحالف الانتخابي لأحزاب "المصري الديمقراطي الاجتماعي، والعدل، والإصلاح والتنمية" يصل إلى محطته النهائية في الساعات الأخيرة، لولا تردد حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في تنفيذ الاتفاق، بحسب مصادر لـ "فكر تاني"، وسط مؤشرات بانتهاء المشاورات والإعلان عن التحالف بعد أعياد الميلاد.

وفي الأول من يوليو الماضي، انفردت "فكر تاني" بتفاصيل بدء تشكيل التحالف الانتخابي بعيدًا عن تحالف الحركة المدنية الديمقراطية المستقل، وذلك في إطار ما تؤمن به الأحزاب الثلاثة بأهمية العمل ضمن ما يُسمى بـ "الحيز السياسي المتاح"، لفتح المجال العام بشكل أكبر، وهو ما تجلى في تحالفهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ودعمه لفريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي.

وقال مصدر سياسي مطلع على نقاشات تدشين التحالف السياسي في حديث خاص: "المشاورات تقترب من نهايتها، وكادت أن تنتهي في الساعات الأخيرة لولا بعض الاختلافات التي تم منح المزيد من الوقت لها للتداول والنقاش، ولكن في النهاية، الأحزاب الثلاثة هي الأقرب لبعضهم البعض بشكل كبير في التحالف الانتخابي المقبل."

فيما أوضح مصدر ثانٍ، طلب عدم ذكر اسمه، أن تردد حزب المصري الديمقراطي هو السبب الرئيسي في تعطيل إعلان التحالف.

اقرأ أيضًا: الحركة المدنية في اختبار جديد.. تحالف انتخابي وشيك لثلاثي "الحيز المتاح"

100% من المقاعد الفردية

من جانبه، يقول حسام حسن، أمين التنظيم المركزي لحزب العدل، في حديث خاص لـ"فكر تاني": "نسعى لبناء تحالف انتخابي قوي على المقاعد الفردية بنسبة 100%، منفتحين فيه على الأحزاب الديمقراطية الشبيهة، وفي مقدمتها المصري الديمقراطي والإصلاح والتنمية".

حسام حسن أمين التنظيم بحزب العدل - تصوير محمد ليل
حسام حسن أمين التنظيم بحزب العدل - تصوير محمد ليل

ويوضح حسن أن التحالف يسعى لخوض المعركة على المقاعد الفردية، أيًّا كان شكلها، مع انتظار قانون الانتخابات لتنسيق المواقف مع هذا التحالف على القوائم مع ظهور ملامحها بصورة رسمية، بجانب الانفتاح على كيانات أخرى، تحفظ على ذكرها، نافيًا ما يتردد عن وجود حزبي الاتحاد والإصلاح والنهضة معهم في التحالف الثلاثي حتى تاريخه، مؤكدًا أنه لم يتم فتح الحديث معهما بعد.

ويضيف حسن أن التنسيق الانتخابي بين العدل والمصري الديمقراطي والإصلاح والتنمية مؤكد، ولكن لم يتم حسم تفاصيله بعد، فيما نفى وجود تردد لدى حزب المصري الديمقراطي كما قال مصدر آخر لـ"فكر تاني"، مؤكدًا أنه تم إرجاء حسم المناقشات لما بعد أعياد الميلاد.

ويُوضح أن حزب العدل مستعد للمعركة على المقاعد الفردية بشكل كامل، مشيرًا إلى اجتماع 8 ديسمبر بحزب العدل، حيث كان أول اجتماع للهيئة العليا عقب الانتخابات التكميلية، بحضور الدكتور حسام بدراوي رئيس مجلس أمناء الحزب، وقيادات الحزب، حيث ناقشوا خطة الحزب للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

حسام بدراوي - فيس بوك حزب العدل
حسام بدراوي - فيس بوك حزب العدل

"نحتاج إلى عمل مكثف لوجود 600 مرشح لاختيار الأكفأ من بينهم للنزول على ترشيحات الحزب سواء على الفردي أو القوائم"، أكد بدراوي في الاجتماع، مشددًا على ضرورة المشاركة في الانتخابات على أكبر عدد من المقاعد ليثبت الحزب أنه رقم مهم في المعادلة الانتخابية والسياسية.

"ياريت ننجز هذا التحالف"، بهذه الكلمات المقتضبة، علق بدراوي في حديث لـ"فكر تاني"، على المشاورات الدائرة حول تدشين التحالف، مؤكدًا أن أي تحالف قوي لأحزاب المعارضة هو قوة للدولة المصرية وللحياة السياسية والبرلمانية في الفترة المقبلة.

وتناول النائب عبد المنعم إمام رئيس الحزب في الاجتماع أيضًا الوضع السياسي الراهن وتوقعاته بشأن نظام الانتخابات القادم، ومشاورات الحزب حاليًا مع عدد من الأحزاب الديمقراطية لإعلان تحالف انتخابي خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضًا: عبد المنعم إمام: الفراغ سيجد من يملأه ولدينا البديل.. التحالفات الانتخابية قد تحمل مفاجأت.. التصويت العقابي لا يصلح كحل دائم (حوار)

المشاورات متواصلة

"المشاورات بيننا لا تزال متواصلة، ولم يتم الاتفاق بشكل نهائي، في انتظار الأحداث والأوضاع التي تحدث حولنا"، يقول السياسي محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في حديث خاص لـ"فكر تاني".

محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية
محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية

ويضيف السادات أن مشاورات حزبه لا تقتصر على المصري الديمقراطي والعدل، بل تمتد لآخرين، "ربما شخصيات مستقلة، وربما تكون أحزاب أخرى".

وفي سبتمبر الماضي، قرر الحزب تشكيل لجنة لإدارة الانتخابات لمجلسي النواب والشيوخ 2025/2026، برئاسة علاء عبد النبي، نائب رئيس الحزب، وممدوح محمد محمود ماضي، نائب الأمين العام، عضوًا باللجنة، وأسامة مغيث، عضو الهيئة العليا، عضوًا باللجنة.

اقرأ أيضًا: السادات في حوار خاص: مصر كلها "خسرانة" من استمرار الأوضاع الحالية

في انتظار العرض

"القرار لابد أن يصدر من المكتب السياسي والهيئة العليا للحزب"، هكذا أوضحت منى عبد الراضي، عضوة المكتب السياسي بالحزب المصري الديمقراطي، لـ"فكر تاني"، مؤكدة أن رئيس الحزب، فريد زهران، أبلغهم بصورة ودية بجلوسه مع حزبي الإصلاح والتنمية والعدل في مفاوضات تدشين التحالف السياسي، لكن لم ينتهِ الأمر إلى قرار حزبي بعد.

منى عبد الراضي
منى عبد الراضي

وأضافت أنه في حال عرض مشاورات التحالف الثلاثي على المكتب السياسي والهيئة العليا للحزب، ستكون في صف الموافقين على القرار، خاصة إذا لم يتم عرض أي تحالف انتخابي آخر، مشيرة إلى أن الحزبين هما الأقرب لحزبها على مستوى الفكر والتجارب المشتركة.

اقرأ أيضًا: فريد زهران: مصر تمتلك بديلًا مدنيًا آمنًا بعد 2030

ولفتت عضوة المكتب السياسي بالحزب المصري الديمقراطي الانتباه إلى أن تجربة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدت تواجد رئيس الحزب شهدت دعمًا ميدانيًا من حزب العدل، ودعمًا سياسيًا ومعنويًا من حزب الإصلاح والتنمية، ما يعزز فرص الاستمرار في التحالفات الانتخابية في الجولات القادمة.

فريد زهران - تصوير محمد الراعي
فريد زهران - تصوير محمد الراعي

وشددت على أن الأحزاب الثلاثة توجهها ديمقراطي، ومتقاربة إلى حد ما في البرامج والأفكار، بما يسهل التوافق على التحالف الانتخابي، مع ضم عدد آخر من الأحزاب.

وفي 8 يونيو الماضي، أصدرت الحركة المدنية الديمقراطية بيانًا في منتصف الليل، يعلن تشكيل تحالف انتخابي مستقل لخوض الانتخابات القادمة، وهو ما لم يلقَ هوى لدى حزبي المصري الديمقراطي والعدل المجمدين في الحركة، بحسب كلام رئيي الحزبين فريد زهران وعبد المنعم إمام في حوارين صحفيين لـ فكر تاني.

وأوضحت الحركة المدنية في بيانها أن تحالفها الانتخابي يضم أطرافها وكل من يرغب في خوض معركة تغيير السياسات الحالية "بعيدًا عن السلطة والموالين لها الذين صنعوا تلك السياسات وتسببوا فيما وصلنا إليه من أوضاع رديئة"، بحسب تعبير البيان، في إشارة إلى الحزبين.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة