شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة "فكر تاني"، في نشرتها الإخبارية "نص الليل"، ومنها: نشرة "نص الليل": تفاصيل عملية اغتيال حسن نصر الله.. السيسي يؤكد دعم مصر للبنان.. رد أمريكا على أحداث الضاحية الجنوبية.. تصاعد المواجهات بين الاحتلال ومحور المقاومة.
تفاصيل عملية اغتيال حسن نصر الله
أعلن حزب الله، السبت، اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، في غارات استهدفت، مساء الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وبما يصل إلى نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنًا من المتفجرات، ألقت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، السبت، أن إسرائيل كانت على علم بمكان زعيم حزب الله، منذ أشهر، لكنها اختارت استهدافه الأسبوع الماضي، معتبرةً أنها كانت تمتلك فرصة زمنية محدودة قبل أن ينتقل إلى موقع جديد.
وأكدت الصحيفة أن معلوماتها مستندة إلى تصريحات ثلاثة مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية الموضوع.
ونقلت الصحيفة عن اثنين منهم أن إسرائيل ألقت أكثر من 80 قنبلة خلال دقائق معدودة لاستهداف نصر الله، دون تحديد نوع أو وزن القنابل المستخدمة.
العثور على جثة نصر الله
وأفاد المسؤولون بأن معلومات استخباراتية من داخل لبنان أشارت إلى أن عناصر حزب الله عثروا على جثة نصر الله صباح السبت، بالإضافة إلى جثة القيادي العسكري علي كركي.
وأشار المسؤولون إلى أن الضربة التي استهدفت نصر الله دمرت ستة مبانٍ كاملة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في هجوم هو الأعنف منذ حرب 2006. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الأسلحة، رجحت مصادر إسقاط قنابل تزن أكثر من 2000 رطل (907 كيلوجرامات تقريبًا).
وكشف اثنان من المسؤولين أن العملية خُطِّط لها في وقت كان القادة الإسرائيليون يتشاورون مع نظرائهم الأميركيين بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، وقبل أن يغادر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى نيويورك لإلقاء خطابه أمام الأمم المتحدة.
اختيار خليفة نصر الله
وأضاف المسؤولون أن هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وأحد أبرز قادة حزب الله، لم يكن ضمن المستهدفين، مرجحين أن يتم اختياره أمينًا عامًا جديدًا للحزب.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الضربة تمت بعدما تأكدت إسرائيل من وجود نصر الله وكبار قادة الحزب في مقرهم المركزي بالضاحية الجنوبية.
وجاءت العملية عقب تصريح نتانياهو في الأمم المتحدة بأن إسرائيل لن تتسامح مع وجود قوات حزب الله على حدودها.
عملية اغتيال نصر الله أُطلق عليها "النظام الجديد"
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني، أن العملية، التي أُطلق عليها اسم "النظام الجديد"، نُفذت يوم الجمعة، مستغلةً معلومات استخباراتية دقيقة حول اجتماع نصر الله وقيادة الحزب.
وكشف مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي أن الطيارين تلقوا تفاصيل الهدف قبيل الإقلاع.
ووصف الجيش الإسرائيلي مقتل نصر الله بأنه "جعل العالم أكثر أمانًا"، مؤكدًا استمرار استهداف قادة الحزب. وأشار بيان عسكري إسرائيلي إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفوروشان، إلى جانب عدد من قادة الحزب.
وأضافت وكالة "إرنا" الإيرانية أن قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله، علي كركي، قُتل أيضًا في الهجوم، ما أثار شكوكًا حول كفاءة الحزب في حماية قياداته العليا.
ووصفت "الحرة" أن هذه العملية جاءت في وقت حساس، إذ تخطط إسرائيل لتعزيز أمنها على الحدود، وسط تصاعد الضغوط الدولية لتهدئة الوضع في لبنان.
السيسي يؤكد دعم مصر للبنان
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، السبت، دعم مصر الكامل لأمن وسيادة لبنان، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيه ورفض المساس باستقراره.

ودعا السيسي إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كل من لبنان وغزة، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير أحمد فهمي.
وشدد السيسي على أن "عدم قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه فلسطين ولبنان يعرض المنطقة لخطر التصعيد وتهديد السلم الإقليمي والدولي". وأعلن عن توجيه مصر بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى لبنان لدعمه في هذه الظروف.
ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، عن تقديره للموقف المصري، مثمنًا دعم القاهرة لبلاده في هذه المرحلة الحرجة.
واستعرض ميقاتي نتائج الاتصالات التي تجريها الحكومة اللبنانية لاحتواء التصعيد، مشيرًا إلى التحديات الأمنية التي يواجهها لبنان عقب التطورات الأخيرة.
وكان ميقاتي قد حذر، السبت، من خطورة الأوضاع في لبنان، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وجاء تحذيره خلال اجتماع طارئ للحكومة اللبنانية عقب عودته من نيويورك، حيث لم يذكر نصر الله في خطابه بشكل مباشر، لكن مكتبه أعلن لاحقًا قرارًا بإعلان الحداد لثلاثة أيام في لبنان.
ولم يتطرق البيان المصري بشكل مباشر إلى اغتيال نصر الله، مكتفيًا بالتأكيد على دعم استقرار لبنان ورفض أي تصعيد يهدد أمنه.
رد أمريكا على اغتيال الأمين العام لحزب الله
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يمثل "إجراءً يحقق العدالة لضحاياه الكثيرين، بمن فيهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين".

وأكد في بيان أن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله والجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حماس والحوثيين.
وأشار بايدن إلى أنه أصدر توجيهًا لوزير الدفاع الأميركي بـ"تعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط" بهدف ردع أي عدوان ومنع اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
هاريس: نصر الله "إرهابي"
ووصفت نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية للانتخابات المقبلة كامالا هاريس، الأمين العام لحزب الله بـ"الإرهابي"، مؤكدةً أن يديه "ملطّختان بدماء أميركية". وأضافت: "اليوم، حصل ضحايا حزب الله على قدر من العدالة"، مشددةً على دعمها المستمر لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
واشنطن تجلي الدبلوماسيين وتحثّ المواطنين على مغادرة لبنان
وفي ظل تصاعد التوترات، أمرت وزارة الخارجية الأميركية عائلات الدبلوماسيين في لبنان بالمغادرة، كما سمحت لبعض الموظفين بالمغادرة الطوعية "نظرًا للوضع الأمني المتوتر وغير المستقر في بيروت".
ودعت المواطنين الأميركيين إلى مغادرة لبنان طالما كانت الرحلات التجارية متاحة.
البنتاجون يواصل التنسيق مع إسرائيل
وأجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اتصالين مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، لمناقشة الأوضاع في لبنان.
وأكد أوستن دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، مشددًا على التزام واشنطن بحماية القوات والمنشآت الأميركية في المنطقة.
الجمهوريون: "عهد نصر الله انتهى"
وفي واشنطن، رحب قادة الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي بمقتل نصر الله، مؤكدين أن "عهد نصر الله انتهى بعد أن كان قائمًا على القمع والإرهاب".
مخاوف أميركية من التصعيد
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل أطلعت وزارة الدفاع الأميركية والقيادة الوسطى على تفاصيل عملية اغتيال نصر الله، لكن الإدارة الأميركية تشعر بالإحباط بسبب افتقار إسرائيل للشفافية الكاملة. وأبدى المسؤولون قلقهم من أن تؤدي هذه الضربة إلى دفع إيران نحو التصعيد.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن إدارة بايدن تشعر بالإحباط لأن إسرائيل لا تتشاور بشكل كافٍ قبل تنفيذ عمليات كبيرة، ثم تطلب من واشنطن المساعدة في مواجهة ردود الفعل الإيرانية.
إسرائيل تطلب الدعم الأميركي لردع إيران
وكشفت مصادر أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لردع إيران عن الرد على اغتيال نصر الله. وفي الوقت نفسه، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤول أميركي أن إسرائيل تستعد لهجوم بري محدود في لبنان، رغم دعوات بايدن المتكررة للتركيز على الحل السياسي.
وأكد المسؤول أن قيادة حزب الله باتت في "حالة من الفوضى" بعد مقتل نصر الله، وأن هناك انعدامًا للثقة بين قادة الحزب المتبقين، وسط شكوك بوجود جواسيس في صفوفهم.
تصاعد المواجهات بين الاحتلال ومحور المقاومة
فرضت إسرائيل حصارًا عسكريًا على لبنان بالتوازي مع حملة قصف مكثّفة طالت عدة مناطق لبنانية، وذلك بعد يوم من اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان مناطق البقاع، ضاحية بيروت الجنوبية، وجنوب لبنان بإخلاء منازلهم فورًا حتى إشعار آخر، وحذّرهم من الاقتراب من أي منشأة تابعة لحزب الله.

قصف إسرائيلي غير مسبوق وحركة نزوح واسعة في لبنان
وأفادت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" أن الجيش أطلق أكثر من 3500 قنبلة وصاروخ على لبنان خلال الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه العمليات هو إضعاف حزب الله. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات أسفرت عن مقتل 1640 شخصًا وإصابة 8408 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أعلنت الوزارة عن خطط لإخلاء المستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت نظرًا لتصاعد حدة القصف. وفي ظل هذه الظروف، بلغ عدد النازحين من المناطق المتضررة نحو 86,600 شخص، موزعين على 644 مركز إيواء في مختلف المحافظات اللبنانية، بحسب وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.
حزب الله يردّ بإطلاق صواريخ واستهدافات جوية
وفي المقابل، واصل حزب الله إطلاق رشقات صاروخية باتجاه شمال إسرائيل، مما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق إسرائيلية مثل الجليل، نهاريا، ورأس الناقورة. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن طائرتين مسيّرتين اخترقتا الأجواء الإسرائيلية في مدينة نهاريا وتم اعتراضهما بنجاح.
كما أطلق حزب الله صواريخ باتجاه القدس، مما أدى إلى دوي انفجارات في عدة مستوطنات قرب رام الله وشمالها، إضافة إلى سقوط صاروخ في مستوطنة "معاليه أدوميم". وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أن أحد المنازل في منطقة بنيامين شرق القدس تعرض لأضرار جسيمة جراء سقوط صاروخ من لبنان.
أنصار الله في اليمن يتبنى استهداف مطار بن غوريون
في تطور آخر، أعلنت جماعة "أنصار الله" في اليمن عن إطلاق صاروخ باليستي من نوع "فلسطين 2" استهدف مطار بن غوريون أثناء وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في محاولة لإحداث تغيير في ميزان الردع مع إسرائيل.
تصعيد في غزة وارتفاع حصيلة الضحايا
وفي قطاع غزة، قالت كتائب القسام إنها استهدفت دبابة إسرائيلية، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش رصد نشاطًا متزايدًا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمالي قطاع غزة.
فقد قالت القسام الجناح العسكري لحركة حماس إنها استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية، بقذيفة الياسين 105، في حي التنور شرق رفح جنوب القطاع.
في المقابل، قالت صحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي رصد نشاطا متزايدا لحركة حماس في مناطق شمالي قطاع غزة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي بلغت 41,586 شهيدًا و96,210 جريحًا.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الإسرائيلية ارتكبت أربع مجازر ضد العائلات في الـ48 ساعة الماضية، أسفرت عن 52 شهيدًا و118 جريحًا.
وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض في المناطق المتضررة، في ظل صعوبة وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليهم بسبب استمرار العمليات العسكرية.
تدهور الوضع الإنساني في غزة
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة إلى دمار هائل في البنية التحتية، ومجاعة خانقة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتجاهلت إسرائيل قرارات مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب بشكل فوري، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.