ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو زواجي الحديث بعد سنوات من حياة العزوبية، في محاولة لفهم المرأة بعيدًا عن الصور الذهنية المتعلقة بالزوجة، عندما كانت حياتك حرّة بلا قيود. لقد أخطأت في هذا التعبير.. آسف.. هل الزواج يمثل قيودًا ومنعًا للحرية؟
أولًا، ما هي حرية الرجل؟ ولماذا يجب أن نكسر الصورة النمطية عن المرأة حتى تستقيم الحياة؟ صدقني.. أنت الرابح أيها الرجل.
المرأة لا تُعلمنا.. أنا رجل
إن ما يُحركنا في هذا العالم هو هلاوس الصورة الذهنية التي تتشكل بفعل التراث وما تربينا عليه، وبفعل التجارب الحياتية التي يعيشها الإنسان، سواء كان رجلًا أو امرأة، فنحن عبيد لتصوراتنا.
والصورة النمطية هي تداخل السلوك الواعي مع اللاواعي، فينتج عنها الشخص الذي يتفاعل ويتعاطى مع مفردات الحياة. وإذا أردنا أن نعيش حياة متزنة ومتوازنة، يجب أن نكسر قيود الصور النمطية في حياتنا.
علمونا أن المرأة لا تعمل، لكنها أصبحت ناجحة في مجالات عدة. وإذا نظرت إلى الحياة، ستجد نماذج من النساء الناجحات في حياتهن الشخصية والعملية على حدٍ سواء.
إن هذه الصورة الذهنية عن المرأة تشكلت بفعل أنانية الرجل قديمًا، حيث كان يُفترض أن دور المرأة يقتصر على تربية الأطفال والطهي والغسيل وكي الملابس. لماذا نفترض أن الزوجة خادمة؟
اقرأ أيضًا:كيف تناولتهن الدراما؟
يجب عليها خدمتك؟ إذا فعلت ذلك، فهو بمنطق الحب والعشرة والمساعدة. أنت تعمل وهي أيضًا تعمل، تعودان إلى المنزل وتتشاركان الحياة. هي تطبخ وأنت تغسل المواعين، هي تغسل الملابس وأنت تنشرها، تخدمك مثلما تخدمها، إذا افترضنا أن كلمة خدمة جائزة في هذا السياق.
حتى إذا كانت المرأة بلا عمل، فليس فرضًا عليها خدمتك. فأنت رجل بذراعين وقدمين وعقل وقلب، تُساعدان بعضكما في الحياة. إذا كانت الحياة مشاركة وتعاملت من منطق المشاركة، وليس من منطلق أن لك أمة في المنزل تقوم على خدمتك، ستزول نصف مشاكلك، وتكسر الصورة النمطية عن المرأة التي تعيش معها.
زوجتي تعمل في مجال الملابس ولديها براند ناجح. لا تعتمد على أنها نجحت في بيع منتجاتها، بل أجدها تذاكر الجديد من الـAI حتى تشكل وعيها بالمفردات الحديثة، وأنا أتعلم منها في هذا المجال.
في هذا العالم الجديد، الذي أقف أمامه جاهلًا. أرفض هذا التطور السريع غير المناسب لطريقة تفكيري وإنجازي في العمل. ولولا أنها تفتح لي آفاقًا جديدة في هذا المجال، ما كنت سأعرفه وأظل بتفكيري القديم.
هنا، تم كسر الصورة الذهنية أمام فكرة أني لا أتقبل التعلم من امرأة، فالرجل تربى على أن النساء متلقيات فقط، لكنها الآن أصبحت صانعة ومعلمة.
ذات مرة، كنت أركب مع سائق في شركة أوبر وأخبرني أنه صيدلي وكان يعمل في إحدى الشركات. سألته لماذا تركت شركتك وعملت سائقًا، فقال: جاءوا في الشركة بسيدة وأصبحت مديرة علينا، وأنا لا أقبل أن تتحكم فيّ وتتأمر عليّ سيدة ومديرة. أخبرته: إنك على حق، واخترت طريقك السليم في تحقيق حلمك كسائق، وتركت مكانك لصيدلي آخر أهم يعمل بدلًا منك، فهو أولى. أكمل في تفكيرك هذا.
إن الصورة الذهنية لدى هذا الرجل جعلت منه سائقًا فقط، ولم يكمل عمله في مجال الصيدلة. ليس عيبًا في عمل السائق، لكن العيب في أن يترك الرجل مكانه من أجل أن المديرة سيدة. سألته: كيف تتأمر عليك المديرة؟، قال: هات كذا ودي كذا فين الورق، فين التارجت؟. فسألته: الرجل هيفرق في إيه عنها هنا، غير إنهم بيشوفوا شغلهم؟، قال: بصراحة، هيعمل نفس الحاجة، بس دي ست مش راجل.
اقرأ أيضًا: وعملوها الستات.. المناصب القيادية ليست للرجال فقط
في نهاية الحوار، وعدني أنه سيرجع للعمل وسينجح، وأن المرأة تقوم بعملها مثل الرجل. هنا، عندما كسر الصورة الذهنية، استفاد بعودته للعمل.
ملحوظة: هذا الرجل كان يضع صور رامي عياش في السيارة، وينظر نحوي كثيرًا علني ألاحظ شيئًا، ولم ألاحظ شيئًا. فقال: شايفك بتبص على صور الفنان كتير، معلش، أصلي بحبه. الناس بيقولولي إني شبه رامي عياش جدًا. عندما نظرت إليه، وجدته يشبه محمد منير أكثر.

المرأة نكدية..
ظلت هذه الصورة ثابتة وأصبحت نكتة على مر العصور. فهل فعلًا هي نكدية؟ وهل النكد عندها درجات؟ هل تتفنن في هذا النكد لتصنع وجبة جاهزة من النكد على الغداء؟
أقول لك إن هناك سيدات يتعاملن بنكد طوال الوقت، لكن في الحقيقة، هناك رجال لديهم نفس السلوك. فالنكد سلوك إنساني يخص مجموعة من الرجال والسيدات. إذًا، هو ليس سلوكًا نسائيًا فقط. المنطق يعلمنا التفكيك والمقدمات والنتائج. الصورة الذهنية عن المرأة النكدية لها بعد اقتصادي. كيف هذا؟
هذه نكتة مضمونة في الأعمال الفنية الدرامية التي نملأ بها الشاشة، وأنا أحد هؤلاء الذين قدموا هذا. كُلنا فاسدون، إذا ضمنت الضحك فأنت ناجح، وتحصل على المقابل المادي، وهذا نجاح. فتظل هذه النكتة دائمة.
إذا كنت تجلس وسط مجموعة، فإنك تريد أن تضحك المحيطين. دائمًا ما تعتمد على الضحكة المضمونة فتلجأ لوضع مبدأ عام، وهو أن المرأة نكدية: ياااه على نكد الستات.. نفس العجينة يا أخي.. دكتورة، مهندسة، وزيرة، جاهلة، أجنبية، مصرية.. نفس النكد.. معجنونين بالنكد. صور نمطية جاهزة لطبيعة المرأة، وهذا التداول لهذه المعلومة مثل البورصة، تنجح فور فتح هذا الموضوع، فتكسب أرضية وسط المحيطين.
سواقة الستات
اقرأ أيضًا:تلاقي اللي سايقة واحدة ست!
هل للزواج قيود؟
نعم، له التزامات ما بين الطرفين. أنا اخترت هذه الحياة بكامل إرادتي. فيا عزيزي، عندما ترتبط بفتاة، فأنت ملتزم تجاهها. ألا تفعل ما يغضبها في غيابها قبل حضورها، هذه حرية وليست قيودًا. أنت تحاول إسعادها وهي تحاول إسعادك، هذه حرية وليست قيودًا.
إذا كسرت صورتك الذهنية عنها، فإنها ستتعامل معك بحرية. والشئ المستمر، مهما تطورت الحياة ومهما كسرت صورتك الذهنية عنها، سيبقى خذ كيس الزبالة وأنت نازل منهجًا. اعتبره جزءًا من الحرية، وستكسب رضاها.
أخبرونا بالصور النمطية المأخوذة عن المرأة، ونحاول معالجتها معًا.
وللحديث بقية..
رائع المقال يا باسم منطقى وواقعى وموضوعى ورمانسى اللغة كمان سهل ممتنع راقية وبسيطة فى نفس الوقت .
ربنا يسعد ايامكم ويفرحكم