خرافات شائعة عن مجتمع الـ LGBT

هناك بعض الخرافات والمعلومات المغلوطة الشائعة حول مجتمع ال LGBT أو مجتمع ال “ميم عين”، وهو مجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والعابرين والعابرات جنسيًا، لماذا نقول خرافة وما السبب في انتشارها ؟؟

الخرافة هي اختلاق أكاذيب أو هي اعتقاد قائم على تخيلات مجردة ليس لها أساس من الصحة ودون وجود قاعدة عقلية أو منطقية تقوم على أساسها، والخرافات هي أحد الأدوات التي تحكّمت طويلاً في الفكر المجتمعي والتي تحولت إلى وسيلة للسيطرة  على الأفراد الأكثر ضعفًا في المجتمع .

الخرافة الأولى والأكثر تداولًا والتي يقع الكثيرون أسرى لتصديقها، أن الدفاع عن حقوق مجتمع الميم عين هو ترويج للمثلية ويؤدي لانتشارها، وهذا أمر عار تمامًا من الصحة فلا يوجد ما يسمى بالترويج للمثلية، والحقيقة أن بعض الأفراد قد يولدون مثليين وآخرين يولدون مغايرين، وهذا أمر لايمكن الترويج له.

الخرافة الثانية المنتشرة بكثرة أن المثلية الجنسية والعبور الجندري هي أمراض نفسية تستحق العلاج، والحقيقة أن منظمة الصحة العالمية قد أزالت المثلية الجنسية من التصنيف الدولي للأمراض، واعتبرت أن الانجذاب العاطفي أو الجنسي لأشخاص من نفس الجنس لا يعد اضطرابًا عقليًا، ورغم ذلك يصر بعض الأطباء حتى الآن علي اعتبارها مرضًا نفسيًا ويمارسون ما يسمى “بالعلاج التحويلي” أو محاولة تغيير ميول الفرد وهويته الجندرية إلى هوية معيارية يقبلها المجتمع بغض النظر عن موافقة هذا الشخص .

اقرأ أيضًا: طاله الختان ..أيضًا

أيضا من الخرافات الشائعة أنه يمكنك توقع ميول الفرد أو هويته الجندرية -سواء معيارية أو غير معيارية- من خلال ملابسه أو هيئته أو طريقة كلامه، وهو الأمر الذي يعتبر “تنميط” واضح، هذا بخلاف أنه من غير اللائق أو المقبول توجيه السؤال عن هذه الأشياء لو لم يصرح الفرد بها، فالميول والهويات ليس المفترض أن تكون هي أساس تعاملنا الإنساني مع الأفراد أو قبولهم/ن، كما أن الإفصاح قد يشكل خطرًا كبيرًا على بعض الأشخاص، كذلك لا يجوز السؤال لماذا لم تتزوج/ين حتى الآن، أو اعتبار أن امتناع شخص ما عن الزواج نتيجة خيار شخصي فيتم تفسيره على أنه بالتأكيد من مجتمع الميم عين.

اقرأ أيضًا: فيروس نقص المناعة.. كيف ارتبط في أذهان العامة بأصحاب الميول اللامعيارية؟

خرافة أخرى شائعة وهي أن النساء من مجتمع الميم عين يكرهن الرجال، وكأن الميول الجنسية ترتبط بمحبة وكره جندر معين وليست تفضيلات شخصية طبيعية، وبالطبع هذا ليس حقيقيًا.

كما يشاع أيضًا أن أحد أسباب المثلية الجنسية هو التعرض لحادث مؤلم في سن صغيرة كالتحرش مثلًا، وهذا الادعاء فيه إسقاط واضح على أن هناك مسببات نفسية أو اضطرابات ما وراء المثلية، أو النظر إلى العابرين/ات على أنهم مرضى اضطراب عقلي أو هرموني، مع عدم الالتفات إلى الانزعاج الجندري أو الديسفوريا الجندرية وأن أعضاء جسده لاتتناسب مع تعبيره الجندري، إلا أن المبرر الأسهل قبولًا في المجتمع هو الأقرب دائمًا لوصم المختلف.

إشاعة أخرى، أن العابرين/ات يتوجب عليهم أن يقوموا بإجراء جراحة تأكيد جندري أو أنهم يواظبون على تناول الهرمونات، والحقيقة أن هذا أمر غير ملزم أبدًا بل هو خيار شخصي يقوم به الفرد وفقًا لظروفه وإمكانياته المادية ومدي توافر مساحة أمان خاصة به، كذلك قد تتوافر كل هذه العناصر ويظل اختياره الشخصي عدم الخضوع لإجراءات طبية.

أخيرًا، يقال أن الأفراد من مجتمع الميم عين يتبنون أفكارًا غربية وغريبة عن مجتمعنا بهدف إفساد المجتمع، لكن الواقع الذي قد يجهله الكثير أو يتناسونه أن التاريخ والشعر العربي يحوي العديد من النصوص في وصف المثلية مثل ما ذكر في كتب أبو نواس وتاريخ الخليفة العباسي الأمين.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة