شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني”، في نشرتها المسائية، ومنها: مصر تتفق مبدئيًا على تخفيض المكون الإسرائيلي في اتفاقية “الكويز”.. وأزمة تخفيف أحمال الكهرباء في مصر مستمرة حتى مارس.. وإثيوبيا اعترضت على “تصرف مصر الأحادي” بإنشاء العاصمة الإدارية.
مصر تتفق مبدئيًا على تخفيض المكون الإسرائيلي في اتفاقية “الكويز”
كشفت ثلاثة مصادر لـ “العربية Business”، أن الولايات المتحدة الأميركية ومصر وإسرائيل وهم أطراف اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة اختصارا بـ”كويز -QIZ”، أتمت المفاوضات الخاصة بتخفيض مساهمة المكون الإسرائيلي في صادرات الملابس المصرية إلى أميركا من 10.5 إلى 8.5%، بعد توافق الدول الثلاث على النسبة الجديدة.
أوضحت المصادر، أن المفاوضات بين الأطراف الثلاثة في هذا الملف بدأت قبل فترة طويلة، لكن تم التوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن تخفيض نسبة المكون قبل أحداث 7 أكتوبر الماضي.
و”الكويز” هي اتفاقية تجارية تضم كلًا من مصر وإسرائيل وأميركا، وتسمح للمنتجات المصرية بالدخول إلى الولايات المتحدة دون جمارك بشرط أن يدخل فيها مكون إسرائيلي بنسبة محددة، وأُعلنت نهاية 2004، ودخلت حيز التنفيذ في شهر فبراير 2005، وكانت نسبة المكون الإسرائيلي عند بداية تفعيلها 11.7%، وانخفضت بعدها بعامين إلى 10.5%.
ظهرت الاتفاقية بموجب الإعلان رقم 6955 الذي أقره الكونغرس الأميركي في 1996، الذي يُجيز منح إعفاء جمركي للسلع المنتجة داخل مناطق صناعية، تعتمد على نسبة من المكونات الأولية القادمة من إسرائيل وأميركا في إنتاجها.
الحرب في غزة عطلت تعديل اتفاقية “كويز”
أضافت المصادر أن “الحرب في غزة أحد الأسباب الرئيسية التي عطلت توقيع الاتفاق الرسمي، لكن من المتوقع أن يحدث في أقرب وقت، ربما خلال أيام، إذ يجري وضع اللمسات النهائية على الاتفاق بالتعاون مع بعض الجهات المعنية في الدول الثلاث”.
ولم ترد وزارة الصناعة والتجارة المصرية على طلب “العربية Business” التعليق.

وقال رئيس إحدى شركات الغزل والنسيج الكبرى والعاملة في نطاق الاتفاقية، إن خفض المكون الإسرائيلي سيخدم صناعة الملابس في مصر نظرا لعدم امتلاك إسرائيل طاقات إنتاجية تكفي احتياجات الصناعة المصرية بغرض التصدير ضمن اتفاقية الكويز”.
وتوقع أن ترتفع صادرات مصر من الملابس عبر اتفاقية الكويز بنحو 50% بعد بدء العمل بالنسبة الجديدة للمكون، حال زيادة الإنتاج بشكل عام في المصانع المحلية وفتح الباب أمام الاستثمارات الجديدة الأجنبية والمحلية.
150 مليون دولار سنويًا لاستيراد منتجات إسرائيل
وقال مصدر آخر مطلع على ملف “الكويز” لـ “العربية Business”، إن مصر تستورد منتجات إسرائيلية تدخل في المنتجات التي يتم تصديرها إلى أميركا بنحو 150 مليون دولار في المتوسط سنويًا، تزيد أو تقل بحسب ظروف السوق والإنتاج كل عام، في حين بلغت صادرات مصر من الملابس عبر الاتفاقية في العام الماضي نحو 1.5 مليار دولار.
أوضح المصدر، أنه مع خفض نسبة المكون الإسرائيلي، ستقل الحاجة إلى المدخلات من إسرائيل بدون التأثير على الصادرات، والتي بلغت ذروتها ولم تعد تستطيع أن تضيف طاقات أخرى في الفترة الأخيرة”.
وأضاف أن هذا هو أحد أبرز الأسباب التي دفعت إسرائيل وأميركا للاستجابة إلى طلب مصر المتكرر بتخفيض نسبة المكون، ولم تصدر منهم الموافقة إلا بعد أن تأكدوا من عدم التأثير على الصادرات الإسرائيلية بهذا الخفض.
وذكر المصدر أن مصر خلال المفاوضات أوضحت أن الاتفاقية تضم على قائمتها التصديرية ما يقرب من 1100 شركة، لكن ما يعمل منهم بشكل جدي لا يتجاوز 200 شركة على أقصى تقدير، ما يضيع الفرص الكبيرة التي يمكن أن تستغلها المصانع التي لا تستطيع شراء مكون إسرائيلي لعدم كفاية المتاح.
فيما قال مصدر ثالث إن تنمية صادرات الملابس بحاجة إلى عوامل تنظيم أبعد من مجرد تخفيض المكون الإسرائيلي فقط، فهي تحتاج إلى استراتيجية تُحدد بدقة النقطة التي وصلت إليها الصناعة ومستهدفاتها المستقبلية.
أوضح أنه لابد من خلق بيئة استثمارية مواتية لزيادة أعداد المصانع المنتجة للملابس بهدف التصدير، ودعم الصناعة المصرية من كافة النواحي الاقتصادية والتكنولوجية، وإلا كان أي تخفيض لنسبة المكون الإسرائيلي لن تحدث منه أي استفادة بسبب ضعف أرقام الإنتاج.
أزمة تخفيف أحمال الكهرباء في مصر مستمرة حتى مارس
كشف مسؤولون بارزون بوزارة الكهرباء، في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، عن استمرار تخفيف أحمال الكهرباء في مصر حتى شهر مارس المقبل، وذلك بسبب انخفاض كميات الوقود المورد لمحطات الإنتاج للاستفادة من تصدير الغاز خلال الأشهر المقبلة.

تخفيف الأحمال اليومي سيتراوح بين 600 إلى 800 ميجاوات، وسيتم توزيع هذه القدرات على جميع محافظات الجمهورية بما لا يتجاوز 10 دقائق، بحسب ما ذكره المسؤولون.
ومن المقرر تشكيل لجنة من عدة وزارات لوضع سيناريوهات لخطة تخفيف الأحمال بما لا يضر مصلحة المواطنين وفي نفس الوقت لا يكبد الدولة أعباء دولارية إضافية لاستيراد المازوت، وفقًا لما قاله المسؤولون.
الاحتياطي الاستراتيجي لوزارة الكهرباء من المازوت حاليًا -بخلاف الإمدادات اليومية من وزارة البترول المصرية- يبلغ 150 ألف طن، والإمدادات اليومية الواردة من وزارة البترول بشأن المازوت تتراوح بين 10 إلى 12 ألف طن مازوت، بحسب المسؤولين.
مقترحات تخفيف الأحمال
والسيناريوهات المتوقع مناقشاتها في اللجنة المقرر انعقادها خلال أيام تتضمن مقترحات بتحديد موعد لغلق المحال التجارية والمقاهي عند منتصف الليل، وكذلك إقامة مباريات كرة القدم والأنشطة الرياضية نهارًا قدر الإمكان، وفقًا لما قاله المسؤولون.
وقد تعود الحكومة لتطبيق نظام العمل من المنزل لكافة العاملين، وذلك يوم من كل أسبوع -لكن المقترح مازال مطروحًا، وعلى طاولة اللجنة الحكومية- وحال تطبيقه سيسهم في حل أزمة تخفيف الأحمال بشكل مؤقت، بحسب المسؤولون.
وشهدت مصر في يوليو الماضي، أزمة كهرباء هي الأولى من نوعها منذ 2014، بررتها الحكومة بأنها ناتجة عن موجة الحر التي ضربت البلاد، ما دفعها آنذاك إلى تخفيف الأحمال.
ووعدت الحكومة حينها بحل الأزمة عبر توفير الاحتياجات اللازمة من المواد البترولية لشبكات الكهرباء ورفع ضغط الغاز. وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي آنذاك عن استيراد شحنات إضافية من المازوت لمحطات الكهرباء بقيمة 300 مليون دولار.
وتحتاج وزارة الكهرباء يوميًا لنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز، و10 آلاف طن من المازوت، حتى تنتهي الانقطاعات المتكررة للكهرباء في مصر.
عضو التفاوض بسد النهضة: إثيوبيا اعترضت على “تصرف مصر الأحادي” بإنشاء العاصمة الإدارية
أكد الدكتور علاء الظواهري، عضو الوفد المصري المشارك في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، أن توقعات فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات مع إثيوبيا كانت متوقعة. وأشار إلى أن هذا التوقع قد طرأ خلال الاجتماع الثالث الذي عُقد في القاهرة.
وخلال تصريحاته في برنامج “على مسئوليتي” الذي بُثت حلقته على قناة “صدى البلد”، قال الظواهري إن الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري استياءه واستنكاره للموقف الإثيوبي المتعالي أثناء الاجتماع.

ولفت إلى مقابلة إثيوبيا التحفظات المصرية حول إجراءات الملء الأحادي؛ بقائمة من التصرفات الأحادية المصرية تتضمن تحفظها على المشروعات الزراعية وبناء العاصمة الإدارية الجديدة ونفق الشهيد أحمد حمدي وتجديد القناطر دون العودة إليها.
وأضاف: “المثير للسخرية هو اعتبار إثيوبيا أن نفق الشهيد أحمد حمدي هو مشروع مائي وليس نفقا للسيارات”، مشيرًا إلى رفض وزير الموارد المائية والري المصري مواصلة التفاوض بعد انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات.
كما أوضح الظواهري أن الجانب الإثيوبي دعا إلى إعادة تعريف مصطلح “الجفاف” خلال الاجتماع. وأوضح أنه قبل الاجتماع، سافر عضوان من الوفد المصري إلى إثيوبيا للاتفاق على التعريف، إلا أن الجانب الإثيوبي رفض الاعتراف بالأرقام والإحصائيات المتعلقة بفترات الجفاف التي اتفق عليها في اجتماع واشنطن.
تفاصيل اليوم 79 من حرب غزة
دخلت الحرب على قطاع غزة يومها الـ79 حيث تستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع، وسط كارثة إنسانية وصحية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد تكثيف عملياته العسكرية ضد حركة “حماس” في مناطق جنوب قطاع غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي نيته مواصلة عملياته في جنوب القطاع بحثا عن قياديي “حماس” الذين تعهدت إسرائيل “بالقضاء عليهم” عقب هجوم الـ7 من أكتوبر الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش يوناتان كونريكوس في حديث متلفز: “محور العمليات العسكرية انتقل إلى الجنوب، ونركّز عملياتنا الرئيسية على معقل آخر لحماس وهو خان يونس أكبر مدن جنوب القطاع”، لافتا إلى “أن المعارك في الشمال ستستمر لكن بوتيرة أقل”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل 9 من عسكرييه في المعارك الدائرة بالقطاع، ليرتفع عدد قتلاه منذ الـ7 من أكتوبر الماضي إلى 486، بينهم 158 منذ بدء العملية البرية، فيما بلغ إجمالي المصابين 1996، بينهم 826 منذ بدء العملية البرية.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع منذ الـ7 من أكتوبر إلى 20424 شهيدًا و54036 جريحًا.

وفي السياق، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها معركة للتعلم واكتساب الخبرات بالنسبة لمقاتلي حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وقالت الصحيفة في مقالها: ” “في معركة التعلّم التي لا تنتهي، تظهر حماس صبرا كبيرا في الميدان وتحسّن أداءها القتالي، ما أسفر عن وقوع هذه الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الجيش “الإسرائيلي”.
وأضافت الصحيفة: “في الأيام الأخيرة تضاعفت التقارير الواردة من مختلف محاور القتال في شمال وجنوب قطاع غزة والتي تفيد باستخدام مقاتلي الفصائل الفلسطينية للقناصة ضد جنود الجيش الإسرائيلي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية يبحثون عن نقاط الضعف لدى القوات الإسرائيلية في غزة وينفذون هجماتهم على هذا الأساس.
