بدأت السلطات المصرية، اليوم الأربعاء، فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب لمواطني ومصابي غزة، في وقت ذكرت هيئة الحدود والمعابر في القطاع، أنه سيتم السماح لأكثر من 500 مواطن أجنبي ومزدوجي الجنسية بمغادرة القطاع، وفق ما نقله موقع قناة "الحرة"، بينما أشارت مصادر مطلعة -في حديث مع منصة "فكر تاني"- إلى دفعة أولى من العابرين شملت 81 فلسطينيًا من حاملي الجنسية.
فيما أشارت مصادر لـ "فَكر تاني" إلى وصول فريق طبي مكون من 12 طبيبًا تركيًا إلى سيناء للمساعدة في إجراء الجراحات العاجلة والدقيقة.
علاج عشرات من مصابي غزة بمصر
يعاني القطاع الصحي في غزة حالة انهيار شبه كامل، جراء نفاد مخزونات الوقود والمستلزمات الطبية، رغم دخول شحنات إغاثية عاجلة منذ يوم 21 أكتوبر الحالي، لا تكفي لسد احتياجات القطاع، في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على حظر دخول الوقود، الذي يستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء بالمشافي الفلسطينية. في وقت انتقدت مصر إصرار الاحتلال على تقييد المساعدات المنقولة من مصر إلى القطاع، قبل تدخلات أمريكية سمحت بتدفق المساعدات بوتيرة أسرع خلال الأيام الأخيرة.
اقرأ أيضًا: بلومبرج: هذا مخرج مصر الوحيد من أزمة "تهجير الفلسطينيين"
وسجلت الحرب على غزة 8525 شهيدًا فلسطينيًا، معظمهم مدنيون، ثلثهم تقريبًا من الأطفال والنساء، فضلًا عما يزيد عن 20 ألف مصاب، وفق أحدث حصيلة لسلطات القطاع الصحية.
وفي تصريحات متلفزة أمس الثلاثاء، قال محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، إن السلطات المصرية أنشأت مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد، بالقرب من معبر رفح البري، يستوعب 50 من الجرحى، على أن يتم نقل 300 آخرين من الحالات الحرجة إلى مستشفيات مدن القناة للعلاج.
وسبق لوزارة الصحة المصرية أن أعلنت تخصيص مستشفى العريش بشمال سيناء لاستقبال الحالات الحرجة التي تحتاج إلى جراحات عاجلة ورعاية طبية لا تتوافر في قطاع غزة، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية لإحكام الحصار على القطاع حالت دون خروج أي من الحالات المرضية أو المصابين من القطاع الفلسطيني.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في وقت سابق العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام الجهود المصرية للتخفيف عن سكان القطاع، مشيرًا إلى أن بطء دخول شاحنات المساعدات ومنها المواد الطبية يأتي نتيجة "وجود تشدد كبير من الجانب الإسرائيلي في إجراءات التفتيش، بل ورفض دخول الكثير من المساعدات لاعتبارات سياسية وادعاءات أمنية مختلفة، فضلًا عن البطء في إجراءات التفتيش، والتصعيد العسكري المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر".
طوابير أهالي ومصابي غزة تنتظر العبور
ومنذ صباح اليوم، اصطفت طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام أكشاك العبور لفحص جوازات السفر والوثائق الأخرى، تمهيدًا لعبورهم إلى الجانب المصري. فيما تمركزت سيارات الإسعاف المصرية استعدادًا لنقل الجرحى والمرضى.
وتتدفق قوافل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عبر معبر رفح منذ الشهر الماضي. لكن لم يسمح لأي شخص بالعبور من المعبر حتى صباح الأربعاء.
صور مباشرة لفتح #معبر_رفح وعبور مدنيين من #غزة إلى #مصر#العربية pic.twitter.com/r2ExQULLFe
— العربية (@AlArabiya) November 1, 2023
وقال حاتم عمر، مراسل قناة "الجزيرة" في معبر رفح، إن سيارات الإسعاف ما زالت تنتظر، ولم يُسمح لأحد بمغادرة غزة بعد، مشيرًا إلى أن وضع الانتظار يشمل أيضًا الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تنتظر في الجانب المصري، تمهيدًا للانتقال إلى الجانب الفلسطيني.
وتعرضت المنطقة المحيطة بالمعبر -من الجانب الفلسطيني- للقصف بغارات جوية إسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي، التي تقول سلطات الاحتلال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين. فضلًا عن 240 محتجزًا إسرائيليًا اقتادتهم عناصر المقاومة الفلسطينية من مستوطنات غزة إلى داخل القطاع.
اقرأ أيضًا: "لو لم تكن لاخترعناها".. أمريكا تنزع "رداء الأخلاقيات" دومًا لإسرائيل
مدبولي يزور المعبر
وعلمت "فكر تاني" من مصادر موثوقة داخل سيناء، إن الاستعدادات قائمة على قدم وساق من أجل تسهيل عملية استقبال الفلسطينيين القادمين من غزة إلى مستشفيات سيناء، لتلقي العلاج اللازم، وفقًا لكل حالة.
وصباح اليوم، زار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، معبر رفح في جولة تفقدية رفقة وزير الصحة خالد عبد الغفار، للوقوف على آخر الاستعدادات الخاصة باستقبال المصابين.
مستشفيات القناة تستعد لمصابي غزة
وتضم قائمة المستشفيات التي ستسقبل الفلسطينيين: المستشفى الميداني بالشيخ زويد (سعة 50 سريرًا)، والشيخ زويد العام، والعريش المركزي، وبئر العبد النموذجي، إلى جانب نقل الحالات شديدة الخطورة إلى مستشفيات بورسعيد المركزي، والمجمع الطبي بالإسماعيلية، ومستشفى السويس العام، ومعهد ناصر في القاهرة، وذلك لإجراء الجراحات العاجلة.
ووفق محمود عامر، مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، تحركت 150 سيارة إسعاف من منطقة التمركز في قرية أبو طويلة -تبعد عن المعبر 15 كيلومترًا- إلى بوابات المعبر من الجانب المصري مباشرة، لتكون على جاهزية تامة لاستقبال المصابين ونقلهم إلى المستشفيات المصرية.
وحسب تصريح أحمد عبد الفتاح، مدير مستشفيات شمال سيناء، فإن المستشفيات الثلاثة في داخل سيناء خصصت 400 سرير لاستقبال الحالات، فيما تم تخصيص 300 سرير في المستشفى الميداني بالشيخ زويد، والمقامة على مساحة 2500 متر.
ووفق مصدر موثوق، فإن هناك فريق طبي مكون من 12 طبيبًا تركيًا وصل إلى سيناء للمساعدة في إجراء الجراحات العاجلة والدقيقة، موزعين على عدد من المستشفيات أبرزها المستشفى الميداني. كما عبر 10 أطباء من منظمة أطباء بلا حدود إلى داخل غزة يوم الجمعة الماضية للمساهمة في إسعاف الجرحى وإجراء عمليات دقيقة.