تحت عنوان “لبيك جنين” أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية والتي تضم 12 حزبًا سياسيًا، إقامة مؤتمر تضامني مع مدنية جنين بالضفة الغربية الخميس في مقر النادي السياسي لحزب المحافظين.
وتعرضت مدينة جنين ومخيمها لعملية عسكرية إسرائيلية بدأت منذ صباح الإثنين، واستمرت لنحو 48 ساعة بداعي ملاحقة مسلحين، وأسفرت عن مقتل 12 فلسطينيًا وإصابة نحو 120 آخرين بينهم 20 في حالة حرجة، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية للمخيم.
واستهدف جيش الاحتلال الطواقم الطبية بالمخيم بالرصاص، وكذلك مستشفى ابن سينا، ومستشفى الأمل، إضافة إلى «التجريف والهدم أمام مستشفى جنين الحكومي وإطلاق قنابل الغاز عند مدخله». كما أجبر الاحتلال مئات المواطنين من سكان مخيم جنين على إخلاء منازلهم بعدما هددهم بقصفها عبر مكبرات الصوت – بحسب شهود عيان.
ومنذ العملية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين على جنين ومخيمها، وهو يعتمد على القصف الجوي للضفة الغربية للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا. بخلاف استخدام الجرافات التي أحدثت تدميرًا واسعًا في البنية التحتية المتداعية بدورها بمدينة جنين ومخيمها.
وجاءت العملية العسكرية في جنين بعد أيام من الهدوء الحذر الذي ساد الضفة الغربية، عقب عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين في مستوطنة “عيلي” بين رام الله ونابلس، وسط الضفة الغربية. وما تبعها من سلسلة اعتداءات وهجمات للمستوطنين على الفلسطينيين العزل.
اقرأ أيضاً: جنين حاضنة المقاومة وشعلتها التي لاتنطفئ
كما جاءت تلك العملية أيضًا في اليوم الذي دعت فيه المعارضة الإسرائيلية إلى الاحتشاد بقوة وإغلاق مطار بن غوريون احتجاجًا على مضي نتنياهو وحكومته في المخطط الذي أسموه “إضعاف القضاء”، وهو ما أثار الشكوك والتساؤلات حول توقيت العملية.
وتظهر الرواية الرسمية الإسرائيلية أن هناك قرارًا بقلب الوضع رأسًا على عقب في الضفة الغربية وخاصة جنين مع تصاعد الهجمات الفلسطينية.
فيما يرى خبراء في الشأن الفلسطيني أن تنامي قدرات المقاومة والفصائل المسلحة في جنين دفع نتنياهو إلى شن العملية العسكرية بعد أن كانت مؤجلة أو يتم التلويح بها كورقة ضغط وتهديد للتنظيمات الفلسطينية. وأشاروا إلى أن توقيت العملية العسكرية له دوافع وأسباب سياسية داخلية وعلى رأسها الأزمات التي تواجهها حكومة نتنياهو في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد خطة إضعاف القضاء.
ولفت إلى أن هذه العملية العسكرية تحمل رسائل داخلية أيضًا من أجل تحصين حكومة نتنياهو وإرضاء الشركاء في الائتلاف الحكومي الذين طالبوا منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة بشن عملية عسكرية بالضفة.
فخلال الأشهر الأخيرة، تعالت الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية، لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، وكان يكرر هذا المطلب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير بعد كل هجوم فلسطيني.
وشارك في هذه العملية 2000 جندي، وهو رقم كبير نسبيًا مقارنة بعشرات أو مئات الجنود الذين يشاركون يوميًا في اقتحام المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. واستعان الجيش الإسرائيلي في العملية بالجرافات المجنزرة العملاقة “دي 9″، وهي آليات ثقيلة لم يستخدمها في تجريف المناطق الفلسطينية منذ الانتفاضة الثانية، وأحدثت هذه الآليات دمارًا كبيرًا غير معهود منذ سنوات.
اقرأ أيضاً: فلسطين تستغيث “لاتتركونا للجوع“