فلسطين تستغيث «لا تتركونا للجوع»

فوجئت الأسر الفلسطينية خلال اليومين السابقين برسائل نصية من برنامج الغذاء العالمي بوقف المساعدات لهم بداية من شهر يونيو القادم، الأمر الذي أثار الغضب ودفع الكثيرين منهم للتوجه إلى مقر الأمم المتحدة بغزة لتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضًا علي قرار برنامج الغذاء العالمي، تحت شعار «لا للجوع».

هذا وقد أوضح برنامج الغذاء العالمي في بيان له أنه يدرك صعوبة القرار على الأسر المعتمدة بصورة كبيرة على المساعدات الغذائية، لكنه اضطر لاتخاذ خيارات مؤلمة للتعامل مع محدودية الموارد المتاحة حاليًا، وأنه بذل قصارى جهده مع المانحين والشركاء لتأمين التمويل واستنفذ جميع الخيارات قبل اتخاذ قرار تعليق المساعدات الغذائية للآلاف من الأسر الفلسطينية بداية من الشهر القادم.

في السياق ذاته قال مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية سامر عبد الجابر لـ«رويترز» عبر الهاتف من القدس: «في ضوء النقص الحاد في التمويل، فإن برنامج الأغذية العالمي مضطر لاتخاذ خيارات مؤلمة بسبب الموارد المحدودة».

وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي سيضطر لبدء تعليق المساعدة لأكثر من 200 ألف شخص، أي 60 % من الحالات الحالية، اعتبارًا من يونيو القادم، وأنه ما لم يتلق البرنامج تمويلًا فسوف يضطر البرنامج إلى تعليق المساعدات بشكل كامل بحلول شهر أغسطس.

في المقابل عبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومقره مدينة غزة، عن قلقه الشديد من تأثيرات القرار، مبينًا أنه يؤثر على فقراء قطاع غزة، إذ يعاني أكثر من نصف سكان القطاع من الفقر بنسبة 53%، في حين يعاني 64.4% من أهالي غزة من انعدام الأمن الغذائي، وفق التقرير القطري الموجز لبرنامج الأغذية العالمية عن فلسطين، لشهر مارس 2023.

تمثيل برنامج الأمن الغذائية للأسر الفلسطينية

يقدم البرنامج التابع للأمم المتحدة للفلسطينيين المحتاجين قسائم (كوبونات) شهرية بقيمة 10.30 دولار للفرد وكذلك سلعًا غذائية. وسوف يشمل قرار التعليق كلا الوجهين من أوجه المساعدات.

ويعيش في غزة، التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ عام 2007، 2.3 مليون نسمة، 45% منهم عاطلون عن العمل، و80 % يعتمدون على المساعدات الدولية، وفقًا لسجلات فلسطينية وبيانات الأمم المتحدة.

فيما قدرت إحدى الأوراق البحثية الصادرة عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية 2022 ارتفاع في معدل انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة بنسبة وصلت إلى 69% في عام 2021 بين الأفراد، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الحصار المفروض على القطاع من العام 2007 وحتى تاريخه، والذي أثر بدوره على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية. يضاف إلى ذلك انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة نسبة البطالة المرتفعة من جهة وتدني الرواتب دون الحد الأدنى الذي أقرته الحكومة في رام الله، بالإضافة إلى ذلك تقليص رواتب الموظفين العموميين في قطاع غزة، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي تأثرت بها فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، وأدت إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الرئيسية وخاصة المستوردة منها.

نبذة عن برنامج الغذاء العالمي

برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة هو المنظمة الإنسانية الرائدة في مجال إنقاذ الأرواح وتوفير المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ والعمل مع المجتمعات المحلية من أجل تحسين التغذية وبناء القدرة على الصمود.

تأسس البرنامج عام ١٩٦١ بناء على طلب الرئيس الأمريكي «دوايت أيزنهاور» كتجربة لتقديم المعونة الغذائية من خلال منظومة الأمم المتحدة، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠٢٠.

ويأتي تمويل البرنامج من الحكومات التي تعد المصدر الرئيسي للتمويل، حيث لا يحصل البرنامج على أي مستحقات أو حصص من المساهمات المقررة للأمم المتحدة. ففي المتوسط، تتكفل أكثر من 60 حكومة بالمشروعات الإنسانية والإنمائية لبرنامج الأغذية العالمي. تأتي كافة أشكال الدعم الحكومي على أساس تطوعي بالكامل، كذلك متاح المنح من الشركات والأفراد سواء من مؤسسات القطاع الخاص أو مؤسسات غير هادفة للربح.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة