طالب رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة "يفغيني بريغوجين" خلال مقطع مصور نشر أمس السبت، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف بالقدوم لمقابلته في مدينة "روستوف أون دون" الجنوبية.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشرته الخدمة الإعلامية الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه موجود الآن في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية، وهي في روستوف أون دون.
وأكد قائد "فاغنر" صباح السبت أنه داخل المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الذي يشكل مركزاً أساسياً للهجوم الروسي على اوكرانيا وسيطر على مواقع عسكرية وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشر على "تيليغرام"، "إننا في المقر العام، إنها الساعة 7:30 صباحاً" مضيفاً أن "المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار" فيما كان رجال ببزات عسكرية يسيرون خلفه.
وقال بريغوجين في المقطع المصور "وصلنا إلى هنا ونريد لقاء رئيس هيئة الأركان العامة وشويغو.. إذا لم يأتيا، سنكون هنا.. سنحاصر مدينة روستوف ونتجه إلى موسكو".
اقرأ أيضا: هل يمكن لروسيا أن تنتصر؟
بوتين: ما يحدث خيانة وطعنة في الظهر
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة صباح أمس السبت، اتهم فيها قائد مجموعة فاغنر بخيانة روسيا وطعنها بالظهر، مؤكداً أن الرد على ذلك سيكون "صارماً وقاسياً"، وسيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن روسيا. وقال بوتين إن الأجهزة الأمنية تلقت أوامر بإعلان حالة مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن "المعركة التي تخوضها روسيا تتطلب منا الوحدة للتصدي للمخططات الخارجية" ونبذ أي خلاف أثناء "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
كما أكد أنه لن يسمح بحدوث "حرب أهلية" جديدة في روسيا مشيراً إلى الحرب الأهلية بعد الحرب العالمية الأولى. وأضاف، "كل اضطراب داخلي هو تهديد قاتل لدولتنا وأمتنا. هو ضربة لروسيا ولشعبنا. وستكون إجراءاتنا لحماية الوطن من تهديد مماثل حازمة".
وتعهد الجيش الروسي بـ"ضمان سلامة" مقاتلي "فاغنر" إذا أنهوا تمردهم، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان موجه إلى المقاتلين أنفسهم إن بريغوجين "خدعهم واستدرجهم إلى مغامرة إجرامية". وناشدت الوزارة المقاتلين التواصل مع ممثليها وممثلي هيئات إنفاذ القانون ووعدتهم بضمان سلامتهم.
الوضع الميداني
قال مصدر أمني روسي لوكالة رويترز إن مسلحي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج على بعد 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو.
وفي وقت لاحق، قال حاكم منطقة فورونيج إن الجيش الروسي يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل التصدي ل "فاغنر". وأوضح الحاكم ألكسندر غوسيف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، "في إطار عملية مكافحة الإرهاب في فورونيج تتخذ القوات الروسية الاستعدادات العملياتية والقتالية الضرورية"
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" فجر السبت بتشديد الإجراءات الأمنية في موسكو.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني لم تسمه قوله إن "الإجراءات الأمنية شددت في موسكو. والمواقع الأكثر أهمية تخضع لإجراءات أمنية مشددة"، وكذلك أجهزة الدولة ومنشآت النقل".
اقرأ أيضاً: فاغنر أداة مشتركة لبسط النفوذ الروسي على أفريقيا وتمويل الحرب الروسية الأوكرانية
وساطة بيلا روسيا تنجح وفاغنر تعود أدراجها
أعلن قائد مجموعة "فاغنر" الروسية المسلحة بصورة مفاجئة مساء السبت أن قواته، التي بدأت الزحف إلى موسكو مساء الجمعة إثر تمردها على القيادة العسكرية، "تعود أدراجها" إلى قواعدها حقناً للدماء.
وقال بريغوجين في تسجيل صوتي بثّه مكتبه "نحن سعداء للغاية لأنّنا تمكنّا حتى الآن من تجنّب إراقة الدماء. لقد انطلقنا في 23 يونيو في مسيرة من أجل العدالة. وفي يوم واحد وصلنا إلى بُعد 200 كيلومتر من موسكو". وأضاف أنّه "طوال هذا الوقت، لم نسفك قطرة واحدة من دماء مقاتلينا".
وتابع "الآن هو الوقت الذي يمكن فيه إراقة الدماء. لذلك، وإدراكاً منّا للمسؤولية الكاملة عن حقيقة أنّ دماء روسية ستراق على أحد الجانبين، فنحن ندير وجهة أرتالنا ونعود إلى المعسكرات الميدانية وفقاً للخطة".
جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن رئيس مجموعة "فاغنر" أبلغه السبت موافقته على "وقف تحركات" مقاتليه في روسيا وتجنب أي تصعيد إضافي للوضع.
وقالت القناة غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية على "تيليغرام" إنّ "يفغيني بريغوجين وافق على اقتراح رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو بوقف تحرّكات مسلحي مجموعة فاغنر واتخاذ تدابير لتهدئة التوتّرات".
وأضافت القناة أن الوساطة جرت بالاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستمرت طوال اليوم. وتابعت "ما هو مطروح الآن مقبول تماماً لحل الوضع، مع ضمانات أمنية لمقاتلي فاغنر".
هذا وقد شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو على جهوده التي أفضت الى تراجع مجموعة فاغنر عن تقدّمها نحو موسكو بعد تمرّدها المسلّح، وفق ما أعلنت الرئاسة في مينسك السبت.
وقال حاكم مدينة روستوف الروسية إن مقاتلي جماعة فاغنر العسكرية الخاصة غادروا المدينة الواقعة في جنوب البلاد ويعودون إلى معسكراتهم الميدانية.
وبدأ أفراد الجماعة المدججة بالسلاح، الذين زحفوا نحو موسكو السبت، في التراجع، مما قد يساهم في خفض التصعيد، في تحد كبير لقبضة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة، في خطوة قال رئيس الجماعة والكرملين إنها ستؤدي لتجنب إراقة الدماء.
اقرأ أيضاً: ما الذي يحدث في أوكرانيا؟
ما الذي تعرفه عن فاغنر؟
فاغنر هي شركة عسكرية روسية رغم قلة المعلومات عن بدايتها إلا أن التقارير الاستقصائية تشير إلى أن هذه المجموعة قد بدأت عملياتها الميدانية في أوكرانيا عام ٢٠١٤، بعد أن قام الجيش الروسي بضم جزيرة القرم الأوكرانية.
وقد أشار تحقيق نشرته "بي بي سي" أن الشركة العسكرية الروسية قد أسسها ضابط سابق بالقوات الخاصة الروسية يدعى "ديمتري اوتكين" ثم انتقلت إدارتها بعد ذلك إلى بريغوجين الملقب بطباخ بوتين.
وقد اتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية في وقت سابق، مسلحي فاغنر بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليهم، بخلاف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وعدد من الحكومات الغربية.