استيقظ العالم الخميس الماضي على خبر مفجع بعدما لقى العشرات حتفهم غرقًا أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا عبر أحد مراكب الهجرة غير الشرعية على السواحل اليونانية.
قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الخميس ١٥ يونيو، إن التقارير الأولى تشير إلى وجود ما بين 700 و750 شخصا كانوا على متن قارب المهاجرين الذي غرق قبالة الساحل اليوناني في الساعات الأولى من يوم الأربعاء.
فيما قال جيريمي لورنس، المتحدث باسم المكتب الأممي، إن ضحايا تلك "المأساة المروعة" وصل إلى 78 قتيلا، بينهم عدد من النساء والأطفال.
في السياق ذاته أشار المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في مكتب تنسيق البحر الأبيض المتوسط فلافيو دي غياكومو على تويتر، الخميس، إلى أن "التقديرات بين 700-750 شخصا كانوا على متن القارب، من بينهم 40 طفلا على الأقل، صحيحة".
وأضاف دي غياكومو أنه إذا تم تأكيد هذه الأرقام، "فسيكون ثاني أخطر تحطم لسفينة في البحر المتوسط، (بعد حادث أبريل 2015)".
وبحسب التحقيقات تم القبض على تسعة أشخاص يحملون الجنسية المصرية من الناجين المقدر عددهم ١٠٥ ناجي في ميناء كالاماتا الساحلي وذلك للاشتباه في أنهم من مهربي البشر.ويواجه المقبوض عليهم اتهامًا بتشكيل منظمة إجرامية، والتسبب في القتل الناجم عن الإهمال وبين هؤلاء قبطان المركب.
بدأ قارب الصيد رحلته من مصر قبل أيام قليلة، وبعدها توقف في طبرق بليبيا، لأخذ المزيد من الأشخاص، قبل أن يبحر صوب إيطاليا. ولا يزال نحو 500 شخص في عداد المفقودين بعد غرق قارب لمهاجرين.
كما أن هناك أكثر من 120 سوريا الجزء الأكبر منهم لا يزال في عداد المفقودين، كانوا على متن قارب المهاجرين، وفق ما أفاد ناشطون وأهالي الضحايا وبحسب ناشطين وسكان سوريين، فإن غالبية الركاب السوريين ينحدرون من جنوب البلاد، وخصوصا محافظة درعا. وبناء على مقابلات مع عائلات ركاب، وثق "مكتب توثيق شهداء درعا" حتى الآن 55 مفقودًا و35 ناجيا من جنوب البلاد.
بينما أعربت المنظمة الدولية للهجرة، بيان مشترك مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن القيام بأي عملية بحث وإنقاذ هو ما يتعين فعله للحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح.
كيف غرق القارب ؟
ووفق ما تم نشره على موقع بي بي سي فهناك روايتان أحدهما وفقا لمسؤول بالمجلس المحلي في مدينة كالاماتا اليونانية وهو تاسوس بوليكرونوبولوس: وقال "قام قارب خفر السواحل بربطهم ببعض الحبال وحاول جرهم إلى اليسار. ولسبب غير معروف انحرف القارب إلى اليمين وغرق فجأة".
وقدم أحد الناجين رواية مماثلة لرئيس الوزراء السابق أليكسيس تسيبراس خلال زيارة إلى كالاماتا الخميس.
وقال لتسيبراس: "طلب خفر السواحل اليوناني من السفينة أن تتبعهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. ثم ألقى خفر السواحل بحبل ولكن لأنهم لم يعرفوا كيفية السحب بالحبل، بدأ القارب يتمايل لليمين واليسار".
وأضاف: "كان قارب خفر السواحل يتحرك بسرعة كبيرة ولكن القارب كان يميل بالفعل إلى اليسار، وهكذا غرق".
وقال جورجيوس فاسيلاكوس، طبيب الإنقاذ المتطوع في الصليب الأحمر اليوناني، لبي بي سي إنه لم يكن من بين الناجين نساء وأطفال.وأضاف أن الناجين أفادوا أن "جميع النساء والأطفال كانوا معزولين في قاع القارب".
وتابع قائلا: "لهذا السبب، والأحداث المتلاحقة وانقلاب القارب الذي حدث بسرعة كبيرة، لم يتمكن الضحايا من الخروج في الوقت المناسب". ورجح أن من كانوا على متن القارب شربوا من مياه البحر لمدة يومين على الأقل قبل غرقه.
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
من جانبها دعت الأمم المتحدة يوم الجمعة (16 يونيو 2023) الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات لمنع غرق المزيد من المهاجرين في كوارث القوارب التي تقع في البحر المتوسط. وقالت فريدريكو سودا مديرة إدارة الطوارئ بمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة: "من الواضح أن النهج الحالي المتبع في البحر الأبيض المتوسط غير عملي". وأضاف: "على الدول أن تتكاتف وتعالج الثغرات في عمليات البحث والإنقاذ، وعمليات الإخلاء السريع، واتباع المسارات المنتظمة الآمنة".
ودعت جيليان تريجز، مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية بوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى مزيد من التنسيق والتضامن وتقاسم المسؤولية بين دول الإتحاد الأوروبي.
رحلة البحث عن الضحايا
امل العثور على أحياء يتضاءل بالرغم من تواصل أعمال البحث عن ناجين إلا أن الأمل في العثور على أحياء يتضاءل في كل دقيقة تمر ونحن بصدد كارثة حقيقية بحيث قد يتصاعد عدد الوفيات لحالي ٥٠٠ ضحية وهذا ما أكدته الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليونان ستيلا نانو لوكالة فرانس برس أن "الآمال في العثور على ناجين تتضاءل دقيقة تلو الأخرى بعد هذا الغرق المأساوي، لكن البحث يجب أن يستمر".
ووفقًا للصور التي نشرتها السلطات وبعض شهادات الناجين، كانت السفينة تقل المئات على متنها. ونقلت تقارير إعلامية عن ناجين قولهم إن حوالي 100 طفل كانوا في قاع القارب عندما غرق. ولا تزال السلطات تجري تحقيقات مع الناجين
واستمرت أعمال البحث في الأيام الثلاثة الماضية في منطقة غرق القارب وقالت متحدثة باسم خفر السواحل "حالياً تشارك فرقاطة وطائرة مروحية تابعتان للقوات البحرية وثلاثة قوارب في أعمال البحث في الموقع".
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أبدت "خشيتها من (غرق) مئات الأشخاص الإضافيين، في إحدى أسوأ المآسي في المتوسط خلال عقد".
عقوبات قاسية في انتظار المهربين
اتبعت اليونان سياسة أمنية مشددة لمواجهة الهجرة غير الشرعية منذ عام 2014، حيث أصدرت قانونا يقضي بمعاقية كل من ساعد بأي شكل في تسهيل عمليات الهجرة إلى سواحلها، حيث يقضي القانون بالسجن لمدة 10 أعوام عن كل مهاجرساهم المتهم في وصوله إلى اليونان.
اقرأ أيضاً: محكمة يونانية تعاقب صياد مصري بالسجن لمدة 280عاما