تهديدات بالقتل وقضايا ومحاكم.. عشان رانيا قلعت الحجاب!

ربما تكون مثل الأغلبية وترى أن حكايات الفتيات مع خلع الحجاب باتت مستهلكة والحديث عنها يأتي بدون جدوى أو هدف، لكن إذا قرأت قصة رانيا رشوان ابنة إحدى قرى الفيوم من المؤكد أنك ستصاب بصدمة كبيرة مثلنا وتتسائل في عقلك: «هو ده بيحصل لسه في مصر؟».

الحقوني عايزين يقتلوني

رانيا تبلغ من العمر 23 عامًا، تدرس علم النفس في كلية الفيوم، منذ عامين وربما أكثر فكرت في خلع الحجاب، وعندما واجهت أسرتها وأخوها الوصي عليها تعرضت للضرب والسب والحبس. تقول رانيا: «كنت استحالة أخذ الخطوة دي بسبب أهلي وأخويا الكبير. أبويا مات في 2017 ومن يومها أخويا الواصي عليا، لما قلعت الحجاب حبسني في البيت وقعدني من شغلي ومنع عني معاش أبويا».

ما حدث مع رانيا رشوان الطالبة في السنة الثالثة بكلية آداب علم نفس جامعة الفيوم من قبل أخوها الكبير وأسرتها بشكل عام، حدث مع عدد كبير من الفتيات ومازال يحدث، لكن أن تهاجمها قرية كاملة هو الأمر الغريب هنا.

القرية تتهم رانيا بالإلحاد والتنصير

تعرضت رانيا كذلك إلى السب والقذف والانتهاك، حيث قام كبير القرية بنشر إشاعة عنها: «قال إنه شافني في الكنيسة وإن في قسيس جه زارنا في بيتنا، وبسببه ناس من القرية هددوني بالقتل وأهلي منعوني من الخروج ولو مشيت في الشارع كنت بلبس كمامة ونظارة عشان محدش يعرفني».

تنمر ومضايقات وتحرش في الجامعة

توقعت رانيا أن تكون الجامعة مصدر الأمان الوحيد لها، وأن الذهاب إليها سيكون باب النجاة من ضرب أخوها وانتهاك أهل قريتها، لكن ما حدث معها كان فوق التوقعات: «الأولاد كانوا بيتلموا عليا ويضايقوني وكنت بسمع تنمر وكلام سلبي من البنات، وكان بيجيلي رسايل تهديد بالقتل. وكنت كل ما أروح لمسؤول يقولي هحل الموضوع وبعدين ينفضلي».

انتحار شقيق رانيا بسبب تعرضه لنفس أزمتها

في وسط حديث رانيا عن أزمتها ومحاولتها تقديم طلب لجامعة الفيوم لنقلها إلى جامعة القاهرة، للابتعاد عن تهديدات القتل والانتهاك والضرب والسحل وبدء حياة هادئة لحد ما، حكت رانيا لنا أن لها شقيق انتحر منذ عدة سنوات، وأنه أقدم على هذه الخطوة بسبب شائعة أطلقها أحد أبناء القرية عنه أنه تنصر وأنه يتحدث عن الدين الإسلامي بشكل غير لائق، وبسبب هذه الشائعة انتحر شقيقها وهو في المرحلة الإعدادية.

إجراءات قانونية أقدمت عليها رانيا لحمايتها

رغم صغر سن رانيا وغياب الدعم ممن حولها، استطاعت الوصول إلى أحد المؤسسات الداعمة للنساء وقضايا مكافحة العنف، والتي بدورها ساعدتها في تقديم محاضر ورفع قضايا على كل من تعدى عليها قولًا وفعلًا: «أنا كملت الـ 21 سنة من سنتين ورغم كده رفضوا يخلوني أعمل محضر، فكان لازم ألجأ لحد يقدم ليا الدعم القانوني. أخدت حكم ضد اللي طلع عليا الإشاعة وكان المفروض يتحبس شهر، ورفعت محضر ضد طلاب الكلية اللي تعرضوا ليا».

مكتب مكافحة التحرش بجامعة الفيوم

قبل لجوء رانيا إلي القانون في قضيتها وخاصة مع طلاب كليتها، لجأت إلى مكتب مكافحة التحرش في الجامعة، وهو عبارة عن وحدة دعم أصبحت متوفرة في أغلب الجامعات، تعمل على دعم الفتيات وتقديم الحلول لهن والتصدي للتحرش والانتهاك.

لم يقدم مكتب دعم مكافحة التحرش في جامعة الفيوم حل نهائي لمشكلة رانيا: «سمعوني ونفضوا ليا.. ولما قولت إن رقمي متوزع على الشباب وبيبعتوا ليا كلام وتفاصيل وحشة قالوا ليا هنتصرف وسكتوا».

طلب رانيا الوحيد

عند قراءة قصة رانيا ترى أنها تحتاج إلى أسرة تدعمها، ومال تستطيع من خلاله الوقوف على قدميها وعمل يجعلها مستقرة ماديًا، لكن الحقيقة هي لديها مطلب واحد لا غيره: «عايزة أحول من الكلية.. تعبت جدًا وبقوا يدخلوني لجنة خاصه عشان تهديدات القتل اللي بتيجي ليا».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة