أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء حملته لإعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها في مايو القادم.
وقال أردوغان أمام الآلاف من أنصاره وكوادر حزبه المجتمعين بقاعة رياضية بأنقرة، الثلاثاء ١٢ إبريل، وبطريقة خطاباته الشعبوية المعروفة: «ليس أمام تركيا خيار سوى البقاء قوية وزيادة قوتها حتى لا تخضع للعبودية السياسية والاقتصادية». وأضاف في لقاء متلفز استمر لمدة ساعة ونصف أن العالم الإسلامي كله ينتظر ليرى ما سيحدث في 14 مايو.
فهل ينجح أسلوب الخطاب الشعبوي مع أردوغان هذه المرة؟
نشر موقع «إندبندت» تحليلًا عن الانتخابات التركية بعنوان «أردوغان أطلق حملته الانتخابية الجديدة بنفس أسلوبه الشعبوي القديم». وأشار الكاتب إلى أن أردوغان يعتمد على الأحاديث عن القومية الشعبوية لتعبئة أنصار حزب العدالة والتنمية، بحيث حاول في المؤتمر الانتخابي انتقاد النظام الحالي الذي بناه هو على مدار عقدين، كذلك أشار إلى أن الرئيس التركي كان دائمًا سيد الانتخابات والتصويت، ولديه قاعدة تضمن له مكانًا في الجولة الثانية من الانتخابات التركية، ولكنه في هذه المرة يحتاج لإقناع كتلة من المصوتين الجدد أو المتشددين.
خريطة الانتخابات التركية
السباق الرئاسي التركي يشتد بين رجب طيب أردوغان ممثلًا عن تحالف الجمهور الحاكم وبين كمال كلينجدار مرشحًا للمعارضة وممثلًا لتحالف الأمة أو الطاولة السداسية، فيما تعتبر هذه الانتخابات مصيرية وحاسمة للطرفين، فقد اتحدت المعارضة في وجه أردوغان بمرشحها الوحيد كمال كلينجدار.
وضم تحالف الجمهور الحاكم خمسة أحزاب، هم العدالة والتنمية، حزب الوحدة الكبرى، حزب الحركة القومية اليميني المحافظ، حزب الرفاه من جديد الإسلامي وحزب هدي بار الذي يضم شريحة من المتدينين الأكراد.
ويرى المحللون السياسيون أن الاستقطابات تكمن في تحالفات الأحزاب الصغيرة في حالة عدم قدرة حزب العدالة والتنمية في الحصول على نسبة الـ ٥٠ % في الجولة الأولى من الانتخابات، وهذا ما يدفعه إلى التحالف مع هذه الأحزاب. وبالرغم من ذلك لم ينجح تحالف الجمهور لضم عدد أكبر من الأحزاب مقارنة بتحالف الطاولة السداسية الذي استقطب ٧ أحزاب إلى تحالفه
وبالحديث عن الخريطة الانتخابية يجب ذكر الدور الكردي في الانتخابات التركية، فقد اصطف حزب الشعوب الديمقراطية الكردي مع المعارضة، وهو يعد واحد من أقوى الأحزاب الكردية في تركيا، فقد تمكن بالفوز بنسبة ١٢% من الأصوات في الانتخابات العامة لعام ٢٠١٨، كذلك استطاع بالفوز في الانتخابات المحلية ببلدية أنقرة وأسطنبول بالتحالف مع المعارضة.
إلغاء القانون ٦٢٨٤ شرط التحالف مع أردوغان
واشترط حزبا «الرفاه الجديد» و«الدعوة الحرة» شرطًا لدخولهم تحالف الجمهور الحاكم، وهو إلغاء القانون ٦٢٨٤ الخاص بإلزام الدولة بحماية النساء من العنف وعدم الكشف عن هويتهن إذا اقتضى الأمر، وتزعم هذه الأحزاب والحركات الإسلامية أن مثل هذه القوانين تؤدي إلى ارتفاع نسب الطلاق، وتمثل تدخلًا غربيًا في تركيبة العائلات التركية المسلمة، ومنذ سنوات يشن الإسلاميون حملات ضد النفقة التي تدفع للنساء، وبسبب الضغط قام الرئيس رجب طيب أردوغان قبل عامين بالانسحاب من معاهدة أسطنبول لحماية النساء من العنف.
ومع إعلان الحزبين الآن دخولهم تحالف الجمهور لدعم رجب طيب أردوغان، فهل وافق على إلغاء القانون؟ أم تراجع الحزبان عن موقفهما تجاهه؟ وخاصة أن صدى هذا الشرط على الشارع التركي أثار الكثير من الغضب في أوساط النساء وهم كتلة تصويتية لا يمكن الاستغناء عنها.