شهر مارس هو بحق شهر المرأة

شهر مارس هو شهر المرأة، ففيه نحتفل بيوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية وكذلك عيد الأم. كل هذه الاحتفالات خلال شهر مارس تعطي قيمة كبيرة لنضال المرأة وجهادها في مجالات عديدة، سواء كانت هذه المجالات تخص عملها أو نشاطها السياسي أو كونها زوجة وأم.

ولأن الكثير من النساء يقمن ببعض أو كل هذه المسئوليات، فإنهن يحملن الكثير من المسئوليات والضغوط النفسية. فالنساء تواجه في مجال العمل الكثير من التحديات والصعوبات والمنافسات والإخفاقات، وإن كان لها نشاط سياسي فإنها تعاني الكثير والكثير حتى تستطيع أن تثبت لنفسها وللآخرين أنها على قدم المساواة مع الرجل وقادرة على تحمل المسئولية.

وبالإضافة إلى عملها اليومي ونشاطها السياسي إن وجد فهي غالبًا أم وزوجة، ولنا أن نتخيل كم المسئوليات التي تحملها النساء خارج وداخل المنزل، والتي تقوم بها بشكل يومي ودائم مما يسبب لها مع الوقت حالة من الملل وفقدان الشغف وعدم استقرار لحالاتها النفسية، وخصوصًا إذا كانت لا تتلقى الدعم المناسب ممن حولها.

فكل إنسان مهما بلغ من المكانة الاجتماعية والعملية يحتاج إلى سماع كلمات تشعره بقيمته وبقيمة ما يفعله، وكذلك بعض الأفعال التي تهون عليه ما يحمله من مسئوليات وضغوط، فما بالنا بالنساء وهن يرغبن دائمًا بسماع كلمات يملؤها التقدير والحب ممن حولهم! وإلا فلا نشتكي من حالات النكد التي تصيب بيوتنا من آن لآخر، فقط يقول الرجال: «ست نكدية»، ولكنه لا يسأل نفسه يومًا لماذا هي غير سعيدة؟ لماذا هي فاقدة لشغفها وحبها لما تقوم به؟

ويمكننا أن نقوم بعمل تجربة صغيرة، وهي أن يقوم الزوج أو الأخ أو الأب أو الأبن بمدح ما تقوم به السيدة أو الفتاة التي تعيش معه، ويثني عليها فيما تفعله ويشعرها بالحب وبقيمة ما تفعله، ويستمر في ذلك بحب واهتمام، وسيرى النتيجة الإيجابية بعد ذلك، وأن هذه الإيجابية ستعود على حياته كلها بالخير والسعادة. 

ولكننا لا نستطيع تغيير من حولنا، ولكن نستطيع تغيير أنفسنا، فيجب علينا أولًا أن نعي ما نشعر به، يجب على كل امرأة أن تبوح بما داخل صدرها من مشاعر سلبية حتى تكون هذه هي أول خطوة في طريق راحتها واستقرارها النفسي، وذلك لأن الكثير من النساء لا يفصحن عما يشعرن به حتى لا يتهمن ممن حولهن بأنهن شكاءات.

ولكني هنا أنبهها بأن كتمان ما تشعر به من مشاعر سلبية وضغوط سيكون له تأثير سيء على المدى البعيد، بمعنى أنها لن تستطيع أغلب الوقت الحفاظ على هدوئها، وإن استطاعت أن تحافظ علي هذا الهدوء في عملها فلن تستطيع فعل ذلك في بيتها، فتصبح مثارة من أقل الأفعال أو الكلمات التي تحدث داخل أسرتها.

ولكن هل كل سيدة أدركت أنها يجب أن تبوح بما تشعر به لديها القدرة المالية للذهاب لمعالج نفسي أو حتي شخص موثوق فيه تتحدث معه وهي مطمئنة؟ للأسف القليل من النساء من يمتلكن ذلك.

فماذا تفعل النساء حتى تستطيع تفريغ الطاقة السلبية بداخلها واستعادة توازنها النفسي؟

أولًا على المستوى الشخصي..

سيدتي إذا كنتي تملكين أصدقاء موثوق بهم فلا تترددي في قضاء بعض الوقت معهم، حاولي ممارسة الرياضة لمدة خمس دقائق كل يوم، حاولي تعلم مهارة جديدة، احتفظي دائمًا بنوتة ورقية خاصة بك وأكتبي فيها ما يجول بخاطرك، أبحثي مع نفسك عن الأنشطة أو الأشياء التي تخفف من قلقك وتوترك، فالبعض يرتاح إذا شاهد فيلمًا جميلًا، وآخريات يمارسن هوايات مثل الأشغال اليدوية أو الاهتمام بالزرع أو الرسم والتلوين أو قراءة رواية وهكذا.     

ثانيًا على المستوى العام..

لماذا لا تقام في شهر المرأة العديد من الفعاليات التي تسبب السعادة والراحة لها؟ فتشعر فيه النساء بأنه شهر المرأة بحق ليس فقط لتسليط الضوء على نضالها وكفاحها في كل المجالات ولكنه أيضًا شهر تقام فيه أنشطة مختلفة تلتحق بها السيدات من كافة المستويات مثل «اليوجا – مجموعات المساندة النفسية – ورش كتابة – ورش تمثيل – عروض أفلام – تقديم خدمات نفسية بأسعار مخفضة»، وكل من يستطيع تقديم مساعدة نفسية للنساء عليه أن يدلو بدلوه في هذا الشهر، حتى تشعر النساء بأنه أحدث فارقًا هامًا معهن.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة