عام يحمل معه صناديق وقرارات ومستقبل أطفالنا

بداية عام جديد، أمنيات جديدة وتحديات جديدة وصعوبات حياة جديدة أيضًا، ليست مثل ما قبلها من تجارب، لأن هذه هي اختبارات الحياة مختلفة، ليس كل اختبار مثل ما قبله. أتتذكر حين كنا أطفالًا نراجع الامتحانات النهائية للسنوات التي مضت؟ كنا نعصر الكتب حتى تفرغ من حروفها وأرقامها، ولكن على الرغم من كل هذه المراجعات للامتحانات السابقة كنا دائمًا ما نتفاجأ بسؤال غير متوقع يجعلنا نقف أمامه ونتوه في الإجابة. هناك من استطاع وقام بتخطي الاختبار بالإجابة الصحيحة، ومنا من عرقله السؤال ولم يصب. هذه هي الدنيا، البعض ينجو والآخرون يستمرون بقوة الدفع. هذا هو الحال.

وها نحن على أعتاب ٢٠٢٣، تؤخذ الجديد من القرارات، حتى وإن كانت هذه القرارات أجنة لم تولد بعد، فمن منا يدخل هذا العام الجديد وليس لديه بعض القرارات في عقله؟ كاستبعاد أشخاص كانوا مؤذيين، أو تجنب البعض منهم، وهناك من يقرر أن يفتح هذا الحيز في حياته لأشخاص جدد ينعشون حياته من جديد، وهناك من يقرر أن يترك عمله، أو أن يغير مجاله، أو يفتح مشروعًا أو يغلق آخر لم يكن مربحًا.

هذه كلها قرارات فردية لا تعني أحد غير أصحابها، لكن هناك قرارات تقوم الدولة باتخاذها رغم كل الصعوبات التي تواجهها في وضع اقتصادي هكذا، وأنا لست بخبيرة اقتصادية، فحالي مثل حال الجميع، أعاني من ارتفاع الأسعار، وأجد نفسي أمًا لطفلتين تستهلكان حفاضات يتخطى سعرها  الـ١٣٠٠ جنيه شهريًا، وهذا مجرد منتج واحد لعملية الإخراج التي لا يمكن للطفل أو للأم التحكم فيها، فأنا لا أتحدث عن سلع أساسية مثل الأطعمة المختلفة كالخضار واللحوم والملابس، بخلاف الفواتير والأقساط.

لم أدرك الوضع بعد حتى سمعت عن مشروع قانون الأسرة الجديد لسنة ٢٠٢٣، وعن «صندوق الأسرة» الذي يدفع فيه المتزوج مبلغًا من المال كرسوم للزواج، تستخدم بعد ذلك لدعم الأبناء في حال سوء الوضع بين الوالدين في وقت الانفصال، وحتى لا يكون الضحايا هم الأطفال الذين ليس لهم أي ذنب في انفصال الشريكين، فعندما سمعت عن المشروع الذي نوه عنه فقط السيد الرئيس في آخر خطاب له، قلت في بالي إني من المحظوظون الذين تزوجوا في أيام الرخص.

وتداول رواد التواصل الاجتماعي شائعات تقول إن الرسوم تصل إلى 30 ألف جنيه، ثم 20 ألف جنيه، وكلها شائعات لأن الصندوق لم يُنشأ بعد، ولكن للحظات فكرت بتمعن ما الذي يمكن أن يحدث من وراء هذا الصندوق؟ الحفاظ على نفقة الطفل وما يحتاج إليه من ضروريات حياة، مثل مأكله و مشربه وتعليمه وصحته النفسية قبل كل شيء؟ إذًا ما الضرر الذي يمكن أن يلحق بالمقبل على الزواج في دفع مبلغ ليس بكبير، مثلًا 500 جنيه، يمكنها أن تؤمن مستقبل أطفاله؟! وهذا المبلغ كمثال يعتبر ثمن ٤ كيلو بانيه أو ٣ فرخات، مقارنة بالشبكة والفرح والقاعة .. إلخ. ويعتبر مبلغًا كهذا لا شيء في هذه الأيام.

إذًا لما العجلة في إصدار الأحكام ونحن لسنا على دراية كافية بحقيقة الصندوق ودوره؟ بل ونحاول أن نجد له من الآن أضرارًا وسلبياتٍ. فلنترك الآمر، ونضع بعض الصبر في قلوبنا، وفي الدولة، وفي ٢٠٢٣.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة