شباب يتزوج بالقسط

أثناء ما يتم المناداة بتخفيف أعباء وتكاليف الزواج، من إلغاء للنيش وإلغاء للفرح والاكتفاء بكتب الكتاب، وإلغاء الشبكة وتخفيف المهر أو إلغائه أيضًا عند كثير من الأسر، إلى جانب توفير قروض ميسرة للزواج، وظهور مبادرات اجتماعية وصفحات على السوشيال ميديا لتيسير ونشر ثقافة تيسير الزواج، من خلال الاستغناء عن الكماليات وقطع الأثاث غير الضرورية، وبعض بنود الزواج التي تتسم بالإسراف والبذخ، مثل إقامة الأفراح وليالي الحناء التي لا أصل لها في الدين.

حث الدين على تيسير أمور الزواج للشباب، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه عنه الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء». وقال الله تعالى فى سورة النور: «وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم»، كما قال الرسول الكريم في الحديث الشريف: «ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف»، وفي حديث آخر «إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

يتسائل الدكتور حلمي عبد الرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: لماذا نعسر ونعقد أمور الزواج من غلاء للمهور وكثًرة الشروط المعقدة والتي لم يرد بها شرع ولا يقرها عقل؟ فالزواج يحقق المتعة والراحة، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة».

إن تقليل مطالب الزواج ونفقاته وتسهيل تكاليف الاحتفال بالزواج وعدم المبالغة فيها، وإعانة الشباب ماديًا من خلال منح مالية أو قروض خاصة بالزواج، عن طريق المؤسسات الخيرية والصناديق الخاصة بذلك، كما هو موجود في بعض الدول العربية مثل دولة الإمارات، هو من أولوليات الدين التي حثنا عليها حتى نعف الشباب.

ولكن الآن يتم إضافة عبء جديد على الشباب المقبل على الزواج، الذى يبدأ حياته في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ويلجأ للزواج بأقل المصاريف، ويتزوج وعليه أقساط وديون أجهزة كهربائية وأثاث، ومع ذلك يتزوجوا.

يتزوج الشباب والشقة غير كاملة الفرش، يتزوجوا بغرفة نوم واحدة مثلًا ومن دون حفل حيث يكتفوا بكتب الكتاب، وبشبكة رمزية خاتم و دبلة مثلًا، وفستان فرح وبدلة إيجار، بخلاف تكاليف المأذون والكشف الطبى. هذا هو حال ووضع الشباب المتوسط والفقير في مصر، وما نراه على السوشيال ميديا من أفراح خيالية فهي للطبقات فوق المتوسطة، لأن الطبقة المتوسطة أيضًا لا تستطيع إقامة أفراح خيالية ولا متوسطة المستوى, و مع هذا يتم مطالبة المقبلين على الزواج بدفع رسوم أخرى لصندوق دعم الأسرة. شاب مديون و يسدد أقساط ومتزوج على أضيق الحدود يدفع تبرع! فلماذا لا يطبق التبرع على اللى بيعملوا أفراح خيالية في فنادق خمس نجوم و قصور؟!

وهل هذا تشجيع للشباب على اللجوء للزواج العرفي أو المدني؟!

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة