بين القتل والاحتجاز.. «مراسلون بلا حدود» ترصد حصيلة الانتهاكات ضد الصحفيين في 2022

أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي عن أوضاع الصحافة والانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين حول العالم. ووفقًا للمؤسسة بلغ عدد المحتجزين في أوساط الصحفيين والفاعلين الإعلاميين 533 خلال عام 2022، بينما قُتل 57 صحفيًا في مختلف أنحاء العالم على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، فضلًا عن توثيق المنظمة ما لا يقل عن 65 رهينة من الصحفيين والعاملين بالإعلام، و49 آخرين في عداد المفقودين.

رصدت المنظمة تزايد عدد الصحفيين المحبوسين هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنسبة 13.4٪. وسجلت المنظمة تزايد عدد الصحفيات المحتجزات إلى 78 صحفية، ما يمثل رقمًا قياسيًا آخر في حصيلة 2022. وأشارت المنظمة إلى أن النساء أصبحن يشكلن 15% من إجمالي الصحفيين المحتجزين، فيما لم تصل النسبة إلى 7% قبل خمس سنوات.

وجاءت الصين في مقدمة الدول التي تسجن الصحفيين، إذ يوجد بها ما لا يقل عن 110 صحفي محتجز، بينهم الصحفية المستقلة «هوانغ شوكين»، التي تدفع ثمن تحقيقاتها في حالات التحرش الجنسي بالنساء والفتيات بالصين، وتطرقها لقضايا تتعلق بالفساد والتلوث الصناعي.

كما عززت إيران موقعها في المركز الثالث على جدول ترتيب أكبر الدول احتجازًا للصحفيين، بحبسها 47  صحفيًا، وذلك بعد شهر واحد من مسيرات احتجاجية واسعة النطاق في شتى أنحاء البلاد – بحسب تقرير المنظمة.

كما شهد عام 2022 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم أثناء ممارسة نشاطهم المهني، حيث سُجلت زيادة بنسبة 18.8٪ مقارنة بحصيلة 2021، وذلك بعد مقتل 57 فاعلًا إعلاميًا خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

وتُعد الحرب في أوكرانيا، والمستمرة منذ اندلاعها في 24 فبراير 2022،  من الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع، حيث قُتل ما لا يقل عن 8 صحفيين في الأشهر الستة الأولى من الغزو الروسي للبلاد، بينهم المصور الأوكراني «ماكس ليفين»، الذي أعدمه جنود روس في 13 مارس، و«فريدريك ليكليرك» مراسل قناة «بي إف إم الفرنسية»، الذي أصيب بشظية عندما كان يصور عملية إجلاء مدنيين في قافلة إنسانية.

في المقابل، بلغ متوسط الصحفيين القتلى في بعض البلدان التي تعيش حالة سلم ما يزيد عن 6 من 10 خلال العام، إذ شهدت المكسيك وحدها مقتل 11 صحفيًا، وهو ما يمثل نحو 20٪ من الحصيلة الإجمالية للقتلى في أوساط الفاعلين الإعلاميين عبر العالم.

بالإضافة إلى مقتل 6 صحفيين في هايتي و3 في البرازيل، مما يجعل من القارة الأمريكية أخطر منطقة في العالم على حياة الصحفيين خلال عام 2022، حيث شهدت مقتل ما يقرب من نصف إجمالي الصحفيين الذين لقوا حتفهم في السنة – بحسب ما رصدته المنظمة.

ورصد التقرير وجود 65 صحفيًا ومعاونًا إعلاميًا في عداد الرهائن على الأقل، ومن بينهم «أوليفييه دوبوا» المحتجز منذ أكثر من 20 شهرًا لدى جماعة نصرة الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة في مالي، و الأمريكي «أوستن تايس» المختطف في سوريا منذ ما يقرب من 10 سنوات، كما شهد عام 2022 اختفاء صحفيَين جديدَين لترتفع حصيلة المفقودين إلى 49 حاليًا.

في السياق ذاته، سلطت مراسلون بلا حدود الضوء على أبرز الحالات المسجلة عام 2022، بينها «إيفان سافرونوف»، أحد أفضل الصحفيين الاستقصائيين في روسيا، والذي حُكم عليه بالسجن 22 عامًا بتهمة «كشف أسرار الدولة»، في قضية تتعلق بنشر معلومات كانت متاحة أصلًا لعامة الجمهور على الإنترنت، وكذلك البريطاني «دوم فيليبس» الذي عُثر على جثته مقطَّعة الأوصال في منطقة الأمازون، حيث كان يوثق نضال القبائل المحلية ضد الصيد غير المشروع والتعدين وقطع الأشجار.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة