على الرغم من التنظيم المبهر الذي أعدته قطر لاستضافة كأس العالم 2022، والترويج الضخم الذي سبق بداية الحدث الكروي، ورغم التزام الدولة بقواعد الفيفا الخاصة بالسماح لمواطني دولة الاحتلال بحضور البطولة، وبتواجد فريق قنصلي مؤقت صغير في الدوحة لمساعدة المواطنين الذين نصحتهم وزارة الخارجية بعدم جذب الانتباه إليهم بشكل كبير، سجلت القضية الفلسطينية حضورًا طاغيًا في البطولة، التي تستضيفها لأول مرة دولة عربية، وجدد الجماهير العرب تأكيدهم بأنهم كانوا ولا زالوا رافضين لتمثيل دولة الاحتلال في الكأس، أيًا كانت أدوار ممثليها.
فقد أعرب عدد من مراسلي دولة الاحتلال لصحف أجنبية عن شعورهم بالرفض من قبل المشجعين العرب بمستوى لم يكن بحجم المتوقع، ما وصل إلى حد النفور خلال تغطيتهم لمباريات الكأس، حيث رفض المشجعون وبعض اللاعبين الإدلاء بأي تصريحات لهم بمجرد معرفة هويتهم، بالإضافة إلى الحضور اللافت والمكثف لأعلام فلسطين في أرضية الملعب.
واقتحم مشجع عربي أرضية استاد المدينة التعليمية بالريان، الأربعاء الماضي، حاملًا العلم الفلسطيني، في إحدى مباريات الجولة الثالثة الأخيرة لمرحلة المجموعات في المونديال، قبل أن يتم القبض عليه. وسرعان ما لحق علي معلول، ظهير المنتخب التونسي، برجال الأمن وطالبهم بالتعامل برفق مع المشجع.
لم يتوقف الأمر عند المشجعين، حيث رفع عدد من لاعبي منتخب المغرب علم فلسطين أثناء احتفالاتهم بالتأهل لدور الـ16، عقب فوزهم على كندا 2-1. وانتشرت صور ومقاطع فيديو للاعبي «أسود الأطلس» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يحتفلون وفي أيديهم علم فلسطين، بينهم جواد الياميق، مدافع المنتخب المغربي ونادي بلد الوليد الإسباني، الذي ظهر وهو يمسك بالعلم ويطوف به أرجاء الملعب، قبل أن ينضم إليه بعض من أفراد الطاقم الإداري للمنتخب.
وخلال مباراة فرنسا وتونس الأسبوع الماضي، رج هتاف «فلسطين» أرجاء الملعب، مع ارتداء المشجعين التونسيين لأعلام فلسطين، كما انتشر على مواقع التواصل مقاطع لمشجع سعودي رفض التصريح لأحد مراسلي دولة الاحتلال منفعلًا ومؤكدًا أنهم غير مرحب بهم في قطر، وأن الدولة ستظل هي فلسطين.
من جانبه، أكد المندوب الدائم لبعثة فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، في تصريحات للمنظمة الأممية، أن بطولة كأس العالم في قطر «وجّهت ضربة حازمة لأوهام إسرائيل». وأضاف: «الفائز في هذه النسخة من كأس العالم معروف بالفعل، إنها فلسطين بعلمها المرفوع من قبل أشخاص جاؤوا من كل أنحاء العالم العربي والكرة الأرضية، وهو حاضر في كل مباراة وفي هتافات المشجعين».
فيما أشاد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية بالمسجد الأقصى المبارك بمحبة الشعوب العربية والإسلامية لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى، التي تظهر في فعاليات كأس العالم.
يذكر أنه منذ بداية المونديال وصل إلى قطر ما يقرب من 8 آلاف مشجع فلسطيني.