ذكرت نيويورك تايمز الأمريكية
في تقرير لها اليوم الخميس) أن هجمات سيبرانية (إلكترونية) تعرض لها سياسيون ونشطاء وحقوقيون ومحامون وصحفيون وأكاديميون مصريون بارزون قبل سنوات كان مصدرها مكاتب تابعة للحكومة المصرية.
ونقلت الصحيفة على موقعها على الإنترنت نقلا عن تقرير لشركة "تشيك بوينت سوفت وير" أن "الخادم المركزي المستخدم في الهجمات تم تسجيله باسم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية وأن الإحداثيات الجغرافية الموجودة في أحد التطبيقات المستخدمة لتتبع النشطاء تتوافق مع مقر جهاز المخابرات العامة، أكبر جهة للتجسس في مصر".
واضاف التقرير أن الهجمات السيبرانية بدأت في عام 2016، وأن إجمالي عدد الضحايا غير معلوم.
إلا أنه ذكر 33 شخصًا، معظمهم من الشخصيات المعروفة في المجتمع المدني والمعارضة المصرية، كانوا مستهدفين في جزء من تلك الهجمات.
في حين صرحت آسيل كايال، المحللة بشركة "تشيكي بوينت": "اكتشفنا قائمة من الضحايا من بينهم سياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وصحفيون بارزون وأعضاء منظمات غير ربحية في مصر".
ومن أبرز تلك الشخصيات الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والصحفي خالد داوود، الرئيس السابق لحزب الدستور المعارض، وهما من بين شخصيات بارزة، وقد ألقي القبض عليهم الشهر الماضي على خلفية مظاهرات مناهضة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وقالت نيويورك تايمز إن "الحكومة المصرية لم ترد على طلب من أجل التعليق على هذا المقال"، وأضافت أنه في أغسطس "تم الكشف عن حملة مصرية سرية لدعم للجيش السوداني باستخدام حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تشغيل الحملة من قبل شركة لها صلات بالحكومة المصرية".
الهجمات تمت على
هواتف وحسابات البريد الإلكتروني للنشطاء عبر سلسلة من تطبيقات لبرامج ذكية من أجل خداع المستخدمين. وتابعت أن تطبيقا اسمه"Secure Mail" تم توجيهه لمستخدمي "جوجل ميل" من أجل التعرف على كلمات سر دخولهم على حساباتهم.
وهناك تطبيق آخر اسمه "iLoud200%" كان يَعِد المستخدم بأنه سيضاعف حجم صوت الهاتف، لكنه بدلا من ذلك يقوم بتحديد موقع الهاتف حتى لو أخفاه المستخدم.
ومن أهم التطبيقات المستخدمة للتجسس تطبيق " IndexY"، الذي يقال إنه مثل تطبيق "تروكولر" الشهير، الذي يظهر هوية المتصل.
في الوقت ذاته حذفت شركة “فيسبوك” 374 حسابا إضافة إلى عشرات الصفحات والمجموعات، من مصر والإمارات ونيجيريا، على خلفية انتهاكها سياسات منصة التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في بيان نشرته الشركة، على موقعها الإلكتروني، وأعلنت “فيسبوك” أن الحذف تم على مجموعتين، الأولى شملت 211 حسابا، و107 صفحات، و49 مجموعة، و87 حسابا على موقع انستجرام ، لانخراطها في “سلوك منسق زائف”، في كل من الإمارات ومصر ونيجيريا.
وقالت، في بيانها، إن الأشخاص القائمين على الصفحات استخدموا “حسابات زائفة لإدارتها، ونشروا أخبارا محلية تستهدف دعم نشاط الإمارات في اليمن، إضافة إلى انتقاد قطر وتركيا وإيران”.
وأضافت: "رغم أن هؤلاء الأشخاص حاولوا إخفاء هويتهم، إلا أن تحقيقاتنا وجدت صلة بينهم و 3 شركات تسويق، هي تشارلز للاتصالات في الإمارات وفليكسيل في مصر ومينتريتش في نيجيريا”.
أما المجموعة الثانية من الحسابات المحذوفة، فكانت جميعها من مصر وشملت 163 حسابا، و33 مجموعة و4 حسابات على “انستجرام”.
ركزت تلك المجموعة على نشر محتوى سياسي يدعم الإمارات والسعودية ومصر وينتقد قطر وإيران وتركيا والانفصاليين الجنوبيين في اليمن.
كما أشارت إلى أنها عثرت على صلة بين هذه الحسابات وصحيفة مصرية أسبوعية، بعد التحقيقات التي أجرتها.