نشرة “نص الليل”: “الحملة العالمية لوقف الإبادة” تدعو لكسر حصار غزة.. الأمم المتحدة تقر “إعلان نيويورك”.. مصر ترحب بالقرار الأممي الداعم لحل الدولتين.. الاحتلال يدمر مربعات سكنية ويُعمّق أزمة الجوع.. قسمة علي سودانية قتلتها قوات “الدعم” تعذيبًا

فيما تسجل الدبلوماسية الدولية خطوة لافتة في الأمم المتحدة بإقرار “إعلان نيويورك” لحل الدولتين وسط ترحيب مصري، يبقى الميدان في غزة على اشتعاله، حيث يواصل الاحتلال تدمير مربعات سكنية ويحصد المزيد من أرواح الأبرياء، بينما تنطلق دعوات شعبية لكسر الحصار بحرًا. وبعيدًا عن غزة، تهز مأساة إنسانية من دارفور الرأي العام، حيث تتحول فتاة إلى أيقونة للضحايا المدنيين، وهو ما تستعرضه نشرة “نص الليل” اليوم السبت.

“الحملة العالمية لوقف الإبادة” تدعو لكسر حصار غزة

أطلقت “الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة” دعوة لتشكيل “أسطول الصمود المصري” بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وهي المبادرة التي أعلنت “حركة 6 أبريل” الانضمام إليها. ووصفت هذه الخطوة بأنها “رسالة مدوية” للعالم و”فعل مقاومة مدني شجاع”.

الحملة دعت إلى الانضمام لأسطول الصمود المصري (وكالات)
الحملة دعت إلى الانضمام لأسطول الصمود المصري (وكالات)

وأكدت حركة 6 أبريل في بيان لها، أن التحرك يأتي لمواجهة ما وصفته بـ”حرب تطهير عرقي” يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، ويهدف إلى كسر جدار الصمت الدولي تجاه الكارثة الإنسانية في غزة.

ودعت الحركة الحكومة المصرية إلى توفير الغطاء السياسي اللازم لهذا التحرك الشعبي، معتبرةً إياه امتدادًا طبيعيًا للدور الرسمي المصري الرافض لمخططات التهجير القسري.

وأشاد البيان بصلابة الموقف المصري في إفشال مساعي تصفية القضية الفلسطينية التي روج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

الأمم المتحدة تقر “إعلان نيويورك”

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بأغلبية ساحقة “إعلان نيويورك” الذي يحدد خطوات ملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين. وصوتت 142 دولة لصالح القرار، مقابل رفض 10 دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين، وامتناع 12 دولة عن التصويت.

مشروع القرار اعتمد بأغلبية 142 صوتا ضد 10 أصوات (الفرنسية)
مشروع القرار اعتمد بأغلبية 142 صوتا ضد 10 أصوات (الفرنسية)

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن النص المعتمد يستنكر هجوم 7 أكتوبر 2023، ويستبعد حركة حماس مطالبًا إياها بإلقاء السلاح. والإعلان هو ثمرة مؤتمر دولي عُقد في يوليو الماضي برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية، قاطعته إسرائيل والولايات المتحدة.

ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار، معتبرًا إياه خطوة في “طريق لا رجعة فيه نحو السلام”، وذلك قبل 10 أيام من قمة سترأسها باريس والرياض في نيويورك، تعهد خلالها ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين.

في المقابل، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بأنه “لن تكون هناك دولة فلسطينية”، كما رفضت واشنطن منح تأشيرات لمسؤولين فلسطينيين لحضور اجتماعات الجمعية العامة.

وكانت فصائل المقاومة قد رحبت بأي جهد دولي لدعم الحقوق الفلسطينية، مؤكدة أن ما بعد الحرب هو “يوم فلسطيني بامتياز”.

ويأتي هذا القرار في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء.

مصر ترحب بالقرار الأممي الداعم لحل الدولتين

رحبت مصر، الجمعة، بقرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤيد “إعلان نيويورك” لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأكدت أن القرار دليل على التأييد الدولي الواسع للحقوق الفلسطينية، مجددة مطالبتها بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.

معبر رفح (وكالات)
معبر رفح (وكالات)

وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان صحفي، أن القرار الذي حظي بتأييد 142 دولة، يعد نتاجًا لمؤتمر أممي رفيع المستوى عُقد في نيويورك بيوليو الماضي. وأكدت أن هذا التأييد دليل دامغ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وطالبت مصر الدول المؤيدة للقرار بتضافر الجهود لتنفيذ مخرجات المؤتمر، مشددةً على أن ذلك لن يتحقق إلا بوقف إطلاق النار في غزة. كما دعت إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية واستخدام التجويع والحصار لإجبار الفلسطينيين على التهجير، مؤكدة رفضها القاطع لهذه الممارسات تحت أي مسمى أو ذريعة.

الاحتلال يدمر مربعات سكنية ويُعمّق أزمة الجوع

أفادت مصادر طبية في قطاع غزة باستشهاد 65 فلسطينيًا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الجمعة، غالبيتهم في مدينة غزة وشمال القطاع.

جيش الاحتلال دمر مدرسة تؤوي نازحين و16 بناية سكنية في مدينة غزة منذ صباح الجمعة (الجزيرة)
جيش الاحتلال دمر مدرسة تؤوي نازحين و16 بناية سكنية في مدينة غزة منذ صباح الجمعة (الجزيرة)

يأتي ذلك مع تدمير جيش الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين و16 بناية سكنية، وتفاقم أزمة التجويع التي أودت بحياة المزيد من الفلسطينيين.

تركز القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة، حيث استهدفت الغارات منازل في منطقة التوام ومخيم الشاطئ وحي الزيتون والشيخ رضوان بمدينة غزة، كما طال القصف حي الكتيبة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى ارتقاء شهداء في كل هذه المناطق.

وعلى الصعيد الإنساني، تتواصل مأساة التجويع حيث أُعلن عن وفاة الطفلة آمنة معروف في دير البلح نتيجة سوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة في القطاع إلى 411 شخصًا، بينهم 142 طفلًا.

تتزامن هذه المأساة مع حملة تدمير إسرائيلية ممنهجة للمباني السكنية بهدف إجبار السكان على النزوح القسري.

قسمة علي سودانية قتلتها قوات “الدعم” تعذيبًا

في ظل الحرب الدائرة في دارفور، تحولت قصة الفتاة قسمة علي عمر إلى مأساة هزت الرأي العام السوداني، بعد تداول مقطع فيديو يوثق مقتلها تعذيبًا على يد شخص يرتدي زي قوات الدعم السريع، بحسب ناشطين، وذلك لمجرد إرسالها رسالة صوتية بلغة قبيلتها “الزغاوة”.

قسمة وقاتلها الذي يعمل لصالح الدعم السريع (وكالات)
قسمة وقاتلها الذي يعمل لصالح الدعم السريع (وكالات)

أثارت الحادثة موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحولت قسمة إلى رمز للمعاناة الإنسانية ووحشية الحرب. واعتبر مدونون أن رحيلها بهذه الطريقة البشعة يمثل شهادة على أن الصراع ليس فقط بالسلاح، بل أصبح حربًا ضد الهوية واللغة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع – في بيان رسمي – أي صلة لها بالحادثة، واصفةً المقطع المتداول بأنه “فبركة ساذجة ومسرحية تضليل رخيص”. وأكد البيان أن المشهد يهدف لتشويه صورة قواتها، وأن هذه الاتهامات “لا تمت إلى أخلاقها بصلة”.

ورغم النفي الرسمي، أكد ناشطون سودانيون أن قسمة علي عمر لم تعد مجرد فتاة من نيالا، بل أصبحت “أيقونة للمظلومين وصوتًا أبديًا يصرخ في وجه الجلادين”، مؤكدين أن جسدها قُتل، لكن كرامتها ستبقى شاهدة على بشاعة الحرب.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة