نشرة “نص الليل”: والد “أطفال المنيا” يلحق بهم ويزيد لغز موتهم تعقيدًا.. ليلى سويف إلى المستشفى مجددًا.. مصر وقطر تؤكدان: المفاوضات لم تنهار بعد.. استهداف طوابير المساعدات بغزة.. إسرائيل تتلف مساعدات القطاع

شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: والد “أطفال المنيا” يلحق بهم ويزيد لغز موتهم تعقيدًا.. ليلى سويف إلى المستشفى مجددًا.. مصر وقطر تؤكدان: المفاوضات لم تنهار بعد.. استهداف طوابير المساعدات بغزة.. إسرائيل تتلف مساعدات القطاع.

والد “أطفال المنيا” يلحق بهم ويزيد لغز موتهم تعقيدًا

مع وفاة الأب صباح اليوم الجمعة، انطفأ آخر أمل في قصة أسرة قرية دلجا بالمنيا المعروفة إعلاميًا بـ “أطفال المنيا”، ليتحول الحدث من متابعة طبية إلى فصل أخير يغلق أبواب الشهادات الحية، تاركًا وراءه لغزًا يزداد تعقيدًا بغياب الضحية والشاهد الأخير.

مقابر (أرشيفية - وكالات)
مقابر (أرشيفية – وكالات)

توفي “ناصر محمد علي”، والد الأطفال الستة الذين لقوا حتفهم تباعًا خلال الأيام الماضية، في مستشفى أسيوط الجامعي. وأكد مصدر طبي أن الوفاة حدثت رغم محاولات إنقاذ الفريق الطبي، وتم التحفظ على جثمانه تحت تصرف النيابة العامة لاستكمال إجراءات التحقيق.

كان الأب قد نُقل من مستشفى المنيا إلى أسيوط الجامعي نظرًا لخطورة حالته، حيث خضع لسلسلة من الفحوصات الدقيقة. وأُرسلت عينات من تحاليله إلى معامل وزارة الصحة بالقاهرة في محاولة لتحديد طبيعة المادة أو المرض الغامض الذي أودى بحياة أبنائه، وهي نفس الأعراض التي ظهرت عليه لاحقًا.

تتزامن وفاة الأب مع استمرار تحقيقات النيابة العامة مع والدة الأطفال (الزوجة الثانية) والجد، في محاولة لكشف ملابسات الوفيات المتسلسلة. وكانت النيابة قد صرّحت في وقت سابق بدفن الطفلة الأخيرة “فرحة” (14 عامًا)، بعد وفاتها نتيجة توقف عضلة القلب، مما يجعل جثمان الأب الآن عنصرًا محوريًا في مسار التحقيق.

بدأت سلسلة الوفيات يوم السبت قبل الماضي بوفاة ثلاثة أشقاء هم: محمد (11 سنة)، وعمر (7 سنوات)، وريم (10 سنوات)، لحق بهم شقيقهم الرابع أحمد بعد ساعات. ثم نُقلت الشقيقتان فرحة (14 سنة) ورحمة (12 سنة) إلى المستشفى، لتتوفى “رحمة” أولًا، ثم تلحق بها “فرحة” يوم الثلاثاء الماضي، قبل أن يختتم الأب هذه السلسلة بوفاته اليوم.

وفي بيان رسمي، استبعدت وزارة الصحة المصرية وجود أي أمراض معدية أو أوبئة في قرية دلجا، مؤكدةً أن نتائج فحص عينات المياه والمنازل جاءت سلبية، وأن الحالة الصحية العامة بالقرية مستقرة، وهو ما عمّق الشكوك حول وجود سبب آخر غير وبائي خلف الحادث.

وبينما أوضح طبيب معالج لآخر حالتين أن الوفيات ربما نتجت عن تناول سم من نوع نادر غير معروف العلاج، فبرحيل الأب، أُسدل الستار على حياة عائلة بأكملها، لكن التحقيقات لا تزال مفتوحة في مواجهة صمت الموت، وبات لغز قرية دلجا ينتظر كلمة الفصل من تقارير الطب الشرعي والتحقيقات الجنائية.

ليلى سويف إلى المستشفى مجددًا

نُقلت الأكاديمية والحقوقية ليلى سويف إلى المستشفى مجددًا، في الوقت الذي شهدت فيه قضية ابنها، الناشط علاء عبد الفتاح، تطورًا قانونيًا هامًا. يعكس هذا التزامن حجم التكلفة الإنسانية الباهظة التي لا تزال العائلة تدفعها، رغم ما قد يبدو انتصارًا قضائيًا.

ليلى سويف (وكالات)
ليلى سويف (وكالات)

ووفقًا لما أعلنته ابنتها منى سيف، فإن دخول والدتها المستشفى جاء نتيجة تدهور حالتها الصحية، حيث أظهرت التحاليل اختلالًا حادًا في نسب الأملاح بالدم، خاصةً الفوسفات. كما عادت للظهور تورمات ناجمة عن احتباس السوائل، وهي من الأعراض التي عانت منها بشدة خلال إضرابها عن الطعام، مما استدعى وضعها تحت الملاحظة الطبية الدقيقة.

جاءت هذه الأزمة الصحية بعد قرار برفع اسم علاء عبد الفتاح وخمسة آخرين من قوائم الكيانات الإرهابية، في خطوة وصفها محاميه خالد علي بالتحول الهام في وضعه القانوني، وينتظر القرار النشر في الجريدة الرسمية.

وقبل تدهور حالتها الصحية، كانت سويف قد عبّرت عن تفاؤل حذر بمنشور مؤثر، قالت فيه: “كل شوية ألاقي نفسي باخطط لحاجات حاعملها لما علاء يخرج… كلها حاجات صغيرة جدًا… نحن لم نحلم إلا بحياة كالحياة”.

يأتي هذا التدهور الصحي كتداعٍ مباشر للإضراب المطول عن الطعام الذي خاضته ليلى سويف لمدة 288 يومًا، احتجاجًا على استمرار حبس نجلها. وكانت قد أنهت إضرابها مؤخرًا لتبدأ مرحلة تعافٍ دقيقة تحت إشراف طبي لتجنب مضاعفات خطيرة تُعرف بـ “متلازمة إعادة التغذية” (Refeeding Syndrome)، وهي اضطراب أيضي حاد قد يهدد الحياة عند استئناف التغذية بعد فترات صيام طويلة.

وعلى الصعيد الدولي، تؤكد هيئات أممية، بينها مجموعة العمل المعنية بالاحتجاز التعسفي، أن حبس عبد الفتاح يفتقر للأساس القانوني، وتطالب بالإفراج الفوري عنه باعتباره محتجزًا بسبب تعبيره السلمي عن الرأي.

تلخص منى سيف المشهد العائلي المعقد بقولها إن حياتهم “محشورة في حلقة زمنية مفرغة والمستقبل مجمّد”، في إشارة إلى أن الإفراج الفعلي عن علاء يبقى الهدف الأساسي الذي لم يتحقق بعد، رغم أي تطورات قانونية.

مصر وقطر تؤكدان: المفاوضات لم تنهار بعد

أكدت قطر ومصر، الوسيطان الرئيسيان في محادثات وقف إطلاق النار بغزة، أن المفاوضات لم تنهار، بل تم تعليقها مؤقتًا للتشاور، مع استمرار جهودهما الحثيثة للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ويضمن تبادل الأسرى.

يأتي هذا الإعلان الرسمي ليضع حدًا للتكهنات الإعلامية، مع الإقرار بوجود خلافات جوهرية لا تزال تعيق التوصل إلى تسوية نهائية.

مبنى وزارة الخارجية القطرية (مواقع التواصل الاجتماعي)
مبنى وزارة الخارجية القطرية (مواقع التواصل الاجتماعي)

وفي بيان مشترك، أوضحت وزارة الخارجية القطرية أن جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة شهدت “بعض التقدم”، وأن تعليق الحوار يُعد “أمرًا طبيعيًا” في سياق المفاوضات المعقدة.

وحذّرت الدولتان من الانسياق وراء التسريبات الإعلامية التي تهدف إلى تقويض جهود الوساطة، مؤكدتين أن المعلومات المتداولة لا تعكس حقيقة مسار الحوار.

يأتي هذا التوضيح وسط تقارير تشير إلى أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول إسرائيلي كبير أن المحادثات لم تنهار، لكن إسرائيل لا يمكنها قبول مطالب حركة حماس المتعلقة بأعداد الأسرى الفلسطينيين المزمع إطلاق سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل مستعدة لإرسال وفدها مجددًا إلى الدوحة إذا تراجعت حماس عن مطالبها.

وعلى نحو متصل، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن “خلق أزمة لكسر الجمود” قد يكون ضروريًا، لكن ليس من مصلحة إسرائيل انهيار المحادثات بالكامل.

وفي تصريحات متزامنة، تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجة أكثر تشددًا. حيث زعم ترامب أن حركة حماس “لا تريد التوصل لاتفاق”، وأنه “لا بد من القضاء عليها”.

ومن جهته، أعلن نتنياهو أن حكومته تدرس حاليًا “خيارات بديلة” لإعادة المحتجزين وإنهاء حكم حماس في القطاع، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

استهداف طوابير المساعدات بغزة

تجدد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

نازحون في غزة (وكالات)
نازحون في غزة (وكالات)

جاء ذلك في يوم شهد تصعيدًا ميدانيًا واسعًا شمل مختلف مناطق القطاع، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وإدانة أممية لاستهداف المدنيين.

ووفقًا لمصادر طبية في غزة، قُتل ما لا يقل عن 38 فلسطينيًا بنيران القوات الإسرائيلية منذ فجر اليوم، من بينهم 16 شخصًا كانوا ينتظرون في طوابير المساعدات.

وأفادت التقارير بأن إطلاق النار على طالبي المساعدات لم يقتصر على الجيش الإسرائيلي، بل شارك فيه أيضًا متعاقدون أمنيون أجانب يعملون مع شركة أمريكية تدير توزيع المساعدات عند ثلاث نقاط في القطاع.

شملت الاستهدافات مناطق متفرقة، حيث قُتل أربعة من طالبي المساعدات في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.

وفي حي الرمال غرب المدينة، استهدفت غارة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين أثناء صلاة الجمعة، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. كما سقط قتلى في غارات على حيي التفاح والزيتون، بالتزامن مع عمليات نسف لمنازل سكنية في المناطق الشرقية للمدينة.

وفي وسط القطاع، طال القصف الإسرائيلي محيط جسر وادي غزة ومخيم النصيرات، بينما استهدفت المروحيات الإسرائيلية طالبي المساعدات في مدينة خان يونس جنوبًا، حيث وصف موقع إخباري إسرائيلي القتال الدائر هناك بأنه “صعب جدًا”، خاصةً في منطقة عبسان الكبيرة.

وفي هذا السياق، قال أجيت سونجاي، مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إن ما يحدث هو “قتل متعمد للمدنيين”، واصفًا استهداف طالبي المساعدات بأنه “جريمة”.

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية، حيث أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند وموقع قيادة في خان يونس، بينما أعلنت سرايا القدس عن تفجير حقل ألغام بآليات عسكرية في دير البلح.

وتأتي هذه التطورات في ظل تفاقم كارثي للمجاعة، حيث ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية إلى 122 شخصًا، بينهم 83 طفلًا.

وحذرت منظمة “يونيسف” من قرب نفاد إمدادات علاج سوء التغذية، فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش أتلف آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية المخصصة للقطاع.

إسرائيل تتلف مساعدات القطاع

في خطوة تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أتلف كميات ضخمة من المساعدات، تعادل حمولة ألف شاحنة من المواد الغذائية والطبية، كانت مخصصة لسكان قطاع غزة الذين يعانون من مجاعة غير مسبوقة.

هجمات سابقة تعرضت لها شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، من المستوطنين الإسرائيليين (التواصل الاجتماعي)
هجمات سابقة تعرضت لها شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، من المستوطنين الإسرائيليين (التواصل الاجتماعي)

نقلت الهيئة عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الإتلاف جاء نتيجة ما وصفته بـ”خلل في آلية توزيع المساعدات” داخل القطاع.

وحذرت المصادر ذاتها من أن آلاف الطرود الإضافية متروكة تحت أشعة الشمس، وقد تتعرض للتلف ما لم يتم نقلها قريبًا، مما ينذر بتفاقم الأزمة.

ويأتي هذا الإجراء وسط تنديد دولي واسع بالحصار المفروض على القطاع وسياسة التجويع الممنهجة.

وفي هذا السياق، دعا المقرر الأممي الخاص بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إلى فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل، مؤكدًا أن عبارات الشجب والإدانة لم تعد كافية لوقف هذه الانتهاكات.

وشدد فخري في تصريحات له على أن إسرائيل تعرقل عمدًا دخول المساعدات المتكدسة على الحدود “على مرأى من العالم”، مطالبًا بضرورة استمرار الضغط الدولي، وخاصة من الدول العربية، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود إلى من هم في أمس الحاجة إليها داخل القطاع.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة