10 أعياد ميلاد خلف القضبان.. ألا تكفي لإخراج سيد من دائرة “مشاغب”؟

تمر السنوات خلف أسوار السجون، البعض يعتبرها أرقامًا، لكن وحدهم المحبوسين وأسرهم، هم من يشعرون بكل لحظة فيها، فالسنوات ليست أرقاماً، ففي الزنزانة يُحسب العمر بالدقائق والساعات، كما يقولون.

من بينهم هؤلاء أسرة سيد علي فهيم، الشهير باسم “سيد مشاغب”، قائد رابطة “ألتراس وايت نايتس” لنادي الزمالك، الشاب الذي وُلد عام 1989، ويبلغ من العمر 36 أمضى منهم عشر سنوات خلف أسوار السجن. 

واشتهر مشاغب بمشاركته في تأسيس الرابطة عام 2007 وأنشطته التشجيعية لفريق الزمالك. 

وقضى مشاغب سنواته العشر خلف القضبان، بـ”تهم لم يرتكبها، برأته منها المحكمة نفسها التي أصدرت قرارات حبس ضده”، وفق محاميه، فيما يتساءل العديد من أصدقائه :” ألا تكفى هذه السنوات لإخراج “سيد” من دائرة “مشاغب”؟

أكثر من قضية

ألقي القبض على مشاغب، على خلفية أحداث استاد الدفاع الجوي، بعد مباراة انبي والزمالك في فبراير من العام 2015، والتي راح ضحيتها 20 من مشجعي نادي الزمالك.

سيد مشاغب ( مواقع التواصل)
سيد مشاغب

وجهت النيابة اتهامات لمشاغب وآخرين، من بينها الشروع في القتل، وحرق استاد القاهرة وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر واستاد الهدف بمدينة السادس من أكتوبر.

كما وجهت النيابة اتهامات لثلاثة آخرين منضمين لذات القضية، من بين الاتهامات التخريب لممتلكات عامة بلغت خسائرها نحو 6 ملايين و100 ألف جنيه.

حكمت محكمة جنايات القاهرة، على مشاغب في سبتمبر 2017، بالسجن المشدد 7 سنوات.

وبحسب محامي مشاغب، كان من المفترض إخلاء سبيله للقانون منذ سبتمبر 2023، وذلك بعد انتهاء مدة عقوبته، التي استمرت 9 سنوات.

وخلال تنفيذ إجراءات إخلاء سبيله، كانت أسرة مشاغب وأصدقائه ومحاميه في انتظار خروجه، فوجئوا باعادة حبسه على قضية جديدة فيما يعرف حقوقيًا بـ”التدوير”، متهمًا فيها داخل السجن.

وتم إدارج مشاغب على قضية جديدة رقم 910 لسنة 2021، بتهم نشر أخبار كاذبة. تلك القضية التي تم إخلاء سبيل جميع من كانوا، باستثناء سيدتين، بها قبل أن ينضم إليها مشاغب، والذي مازال محبوسًا على ذمتها بدون محاكمة حتى  الآن، بحسب محاميه.

10 سنوات انتظار

في بداية الشهر الجاري، أكمل مشاغب عامه الـ 36. وهذا هو الاحتفال العاشر له وسط جدران السجون المختلفة التي قضى فيها أعوامه العشر الماضية، بعيدًا عن أبنائه.

بلغت الطفلة الأولى التي تركها ذات الأربع أعوام، عمر 14 عاماً بدون والدها، الذي لا يعرف أي تهمة بسببها يدفع ذلك الثمن الباهظ من حياته وحياة أبنائه، كما تقول أسرته.

أبناء سيد مشاغب (مواقع التواصل الاجتماعي)
أبناء سيد مشاغب

توفى والد مشاغب وهو بالسجن ولم يتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على والد قبل أن يوارى الثرى.

وقالت صفحة ألتراس وايت نايت على فيسبوك لقائدها  بمناسبة عيد ميلاده الـ 36 : “في يومٍ وُجد ليكون رمزًا للفرح، لولادة الحياة، لابتسامة الذكريات.. يُطفئ سيد مشاغب شمعةً أخرى من عُمره، لا في منزله ولا بين أهله، بل في زنزانةٍ باردةٍ صامتة، تُعدّ عليه أنفاسه وتبتلع ضحكته منذ عشر سنوات كاملة مرّت، لا كالأعوام، بل كالسيوف، تنغرس في القلب كلَّ صباح، وتُعيد طعناتها كلَّ مساء.. أيُّ عيدٍ هذا؟”

وتساءلت الرابطة باستنكار، عن سبب حبس مشاغب كل تلك السنوات قائلة:” فلم يكن قاتلًا، ولا مُحرّضًا على فتنة، بل كان شابًا عشِق المدرّجات، هتف من أجل فريقه، ونتيجة ذلك فهو يقبع الآن خلف القضبانٍ، محكومًا علىه، يبرأ من قضية ويُدرج في أخرى”.

تضامن حقوقي

لجنة العدالة
لجنة العدالة

وطالبت لجنة العدالة في وقت سابق، بإطلاق سراح السيد علي فهيم، فورًا دون قيد أو شرط، أو عرضه على محاكمة تتوافر فيها معايير المحاكمة العادلة المعترف بها دوليًا. بحسب بيان اللجنة

كما اعتبرت اللجنة، أن تحايل السلطات المصرية على المدة القانونية للحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون المصري بسنتين فقط، وذلك بوضع المتهمين على ذمة قضايا جديدة، أضحى سياسة ممنهجة لدى السلطات المصرية، داعية إلى إعادة النظر في مدة الحبس الاحتياطي القانونية أساسًا، مع وضع ضوابط حازمة لتنفيذها لضمان وقف هذا التحايل من السلطات المصرية عليها.

 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة