نشرة "نص الليل": إيران تبدأ "الرد الساحق" على إسرائيل والأخيرة تستهدف منشأة نووية بأصفهان.. عشرات الإصابات وقتيلة و"حدث خطير جدًا" في تل أبيب.. القاهرة تُفعّل خطة طوارئ للغاز وتوقف مصانع الأسمدة.. إغلاق شامل بالضفة واستمرار لمجازر الإبادة بغزة

بينما تتسارع تطورات الحرب التي بدأتها إسرائيل فجر أمس الجمعة، برد إيراني غير مسبوق ألحق أضرارًا كبيرة وإصابات عديدة في الداخل الإسرائيلي، انسحب هذا التصعيد إلى جبهات أخرى، منها مصر التي توقفت عنها إمدادات الغاز الإسرائيلي، والضفة الغربية التي أعلن الاحتلال بها إغلاقًا كاملًا، في وقت لا تزال جرائمه مستمرة في قطاع غزة مستنزفةً مزيدًا من الشهداء، وهو ما تستعرضه منصة فكر تاني في نشرتها الإخبارية "نص الليل"، التي تنقل إليكم أهم المستجدات في وقت بالغ الحساسية؛ حيث لا تهدأ الجبهات ولا تغيب الصواريخ.

إيران تبدأ "الرد الساحق" على إسرائيل

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بدء ما وصفته بـ"الرد الساحق" على إسرائيل، عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية، في إطار عملية أطلقت عليها طهران اسم "الوعد الصادق 3"، وذلك ردًا على الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت أراضيها منذ فجر الجمعة، ضمن ما سُمي بـ"عملية الأسد الصاعد".

الصواريخ الإيرانية ألحقت أضرارًا وإصابات ضخمة في وسط إسرائيل (وكالات)
الصواريخ الإيرانية ألحقت أضرارًا وإصابات ضخمة في وسط إسرائيل (وكالات)

عشرات الإصابات وقتيلة و"حدث خطير جدًا" في تل أبيب

وأفادت وكالة "تسنيم" بأن موجة ثالثة من الهجمات الإيرانية استهدفت عمق إسرائيل، بينما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخًا إيرانيًا سقطت في منطقة استراتيجية بتل أبيب، وأن حدثًا خطيرًا جدًا أعقب سقوط هذا الصاروخ.

القناة 12 الإسرائيلية أفادت بمقتل امرأة نتيجة سقوط صاروخ في وسط البلاد، بينما أُصيب أكثر من 70 شخصًا بحسب خدمة الإسعاف الإسرائيلية، وسط حديث في القناة 13 عن "دمار غير مسبوق" في منطقة تل أبيب الكبرى، حيث اندلع حريق قرب مقر وزارة الدفاع، وسقطت صواريخ على سبع مناطق مركزية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن تنفيذ ضربة جوية افتتاحية استهدفت مواقع حيوية داخل إيران، أسفرت – وفق مصادر إعلامية إيرانية – عن مقتل عدد من علماء الذرة وقادة عسكريين بارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري.

وفي المقابل، نفت إسرائيل مزاعم "تسنيم" بشأن إسقاط مقاتلة إسرائيلية وأسر قائدة طائرة، مؤكدةً أن كافة الطواقم عادت إلى قواعدها بسلام.

وأمام هذا التصعيد، حذّر السيناتور الديمقراطي جاك ريد من احتمال اندلاع صراع إقليمي شامل، يصعب احتواؤه لاحقًا، فيما اتهم السيناتور المستقل بيرني ساندرز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"شن هجمات غير قانونية" ضد إيران، مما "قوّض الجهود الدبلوماسية الأميركية".

ومن جانبه، حذّر مسؤول في المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي لصحيفة "يسرائيل هيوم" من أن تل أبيب سترد بقوة على أي استهداف مباشر للبنى التحتية، مشيراً إلى احتمال توجيه ضربات لمنشآت النفط الإيرانية.

وميدانيًا، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفعيل صفارات الإنذار في مدينة إيلات جنوبي البلاد، في حين اعترضت سفينة صواريخ إسرائيلية طائرة مسيّرة إيرانية في البحر الأحمر.

وفي تفاصيل الأهداف التي طالتها الضربة الإيرانية، أعلن الحرس الثوري أن أكثر من 150 موقعًا داخل إسرائيل تعرضت للقصف، بما في ذلك قاعدتا "نوفاتيم" و"عودا"، إلى جانب وزارة الدفاع ومواقع عسكرية أخرى.

وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الهجمات الإيرانية دمّرت تسعة مبانٍ بالكامل في مدينة رمات غان، بينما تضررت مئات المنشآت الأخرى، وأضافت أن برجًا سكنيًا مكونًا من 32 طابقًا في تل أبيب تعرّض لأضرار جسيمة جراء القصف.

طهران تشتعل

وبالموازاة، ذكرت وكالة "تسنيم" أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لهجمات إسرائيلية على محافظة كرمانشاه غربي إيران، كما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية أن طهران تتعرض لقصف صاروخي كثيف، تتصدى له منظومات الدفاع الجوي.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية باندلاع حرائق في مطار مهراباد في طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارات واسعة استهدفت قواعد عسكرية لسلاح الجو الإيراني في قاعدتي همدان وتبريز غرب إيران، إلى جانب منشأة نووية في أصفهان.

القاهرة تُفعّل خطة طوارئ للغاز

فعّلت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر خطة الطوارئ المعدّة مسبقًا، وذلك في أعقاب توقف إمدادات الغاز الطبيعي من الشرق نتيجة للتطورات العسكرية المتصاعدة في المنطقة. وتهدف هذه الخطوة إلى الحفاظ على استقرار شبكة الغاز الطبيعي وضمان استمرارية تشغيل محطات الكهرباء دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال.

أرشيفية (وكالات)
أرشيفية (وكالات)

وشملت الإجراءات وقف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية غير ذات الأولوية، وزيادة استهلاك محطات الكهرباء من المازوت إلى الحد الأقصى المتاح، إضافة إلى تشغيل عدد من المحطات بالسولار بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وأكدت الوزارة أن سفن إعادة التغييز الثلاث وصلت إلى مصر، حيث بدأت إحداها بالفعل في إعادة تغييز الغاز وضخه إلى الشبكة القومية، فيما تُجرى حاليًا أعمال تجهيز وربط السفينتين الأخريين بالموانئ تمهيدًا لبدء تشغيلهما. وتتابع غرفة العمليات الخاصة بشبكة الغاز الطبيعي الموقف على مدار الساعة، وأكدت أن الشبكة في وضع آمن، مدعومة باحتياطي كافٍ من المازوت.

وتأتي الخطوة المصرية بعد إغلاق إسرائيل أكبر حقولها للغاز ما أدى إلى توقف تدفق الغاز لمصر والأردن.

وفي هذا السياق، أجرى وزيرا الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية زيارة إلى المركز القومي للتحكم في الغاز لمتابعة تفعيل خطة الطوارئ، بينما زار وزير البترول ميناء السخنة لمتابعة أعمال ربط سفينة التغييز الثالثة بالشبكة القومية.

كما ترأس رئيس مجلس الوزراء اجتماعًا مع وزيري الكهرباء والبترول لمراجعة المستجدات وتطورات تنفيذ الخطة الطارئة لتأمين إمدادات الطاقة خلال فصل الصيف.

وشدد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال زيارة تفقدية لميناء العين السخنة، على أهمية الإسراع في إدخال السفينة الثالثة للخدمة. واعتبر أن منظومة إعادة تغييز الغاز المسال تُعد أحد المحاور الاستراتيجية التي تسهم في تنويع وتأمين مصادر الإمداد، مؤكدًا أن انضمام السفينة الثالثة يمثل تعزيزًا لقدرات الشبكة القومية على تلبية احتياجات الدولة من الطاقة.

وتعتمد مصر بشكل متزايد على الغاز الإسرائيلي منذ تراجع إنتاجها المحلي في عام 2022، حيث تُشكّل الواردات من إسرائيل ما بين 40 و60% من إجمالي الغاز المستورد، وتمثل نحو 15 إلى 20% من الاستهلاك المحلي، وفق بيانات "مبادرة البيانات المشتركة للمنظمات" (JODI).

وفي إطار مساعيها لسد الفجوة، وقعت مصر هذا الأسبوع اتفاقيات مع شركات طاقة ومؤسسات تجارية لاستيراد ما لا يقل عن 150 شحنة من الغاز الطبيعي المُسال، في أكبر صفقة استيراد في تاريخ البلاد، بقيمة تتجاوز 8 مليارات دولار وفق الأسعار الحالية.

توقف مصانع الأسمدة المصرية

وأفادت وكالة "رويترز" بأن منتجي الأسمدة في مصر اضطروا إلى وقف عملياتهم يوم أمس الجمعة، نتيجة انخفاض واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل، على خلفية تعليق العمل في بعض الحقول الإسرائيلية الكبرى عقب الهجمات العسكرية التي شنتها تل أبيب على منشآت نووية ومصانع صواريخ إيرانية.

وأوضحت وزارة البترول المصرية، أن محطات الكهرباء رفعت استخدام الوقود الثقيل (المازوت) إلى أقصى المستويات المتاحة، كما بدأ تشغيل بعض الوحدات باستخدام الديزل، بهدف الحفاظ على استقرار الشبكة وتفادي تخفيضات في الأحمال الكهربائية.

وبحسب مصادر صناعية تحدثت للوكالة، لم تحدد الوزارة موعدًا لاستئناف الإمدادات بشكل طبيعي.

وفي السياق ذاته، أكد محلل مختص في قطاع الغاز أن حقلي "ليفياثان" و"كاريش" الإسرائيليين توقفا عن العمل يوم الجمعة، بينما بقي حقل "تمار" في الخدمة. وذلك قبل أن يتوقف مع بدء الضربات الإيرانية على إسرائيل. وأشارت وزارة الطاقة الإسرائيلية إلى وجود "اضطرابات في إمدادات الغاز"، ما أدى إلى تعليق مؤقت للصادرات، مؤكدةً أنها تبذل جهودًا لاستعادة التدفق في أقرب وقت.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قال إن الحكومة تتابع تطورات الأوضاع الإقليمية عن كثب، وتسعى إلى تعزيز مخزونها الاستراتيجي من السلع الأساسية. جاء ذلك قبيل اجتماع عقده مع مسؤولين كبار في قطاع الطاقة والبنك المركزي.

إغلاق شامل بالضفة واستمرار لمجازر الإبادة بغزة

في اليوم الـ89 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا جديدًا، حيث أخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل، وفرضت إغلاقًا شاملًا على مدن وبلدات الضفة الغربية، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف على القطاع من الجو والبر والبحر.

وأكدت مصادر طبية استشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل وإصابة العشرات في غارات استهدفت مناطق متعددة من القطاع، وسط أوضاع إنسانية كارثية يعيشها أكثر من مليوني مدني محاصرين، يعانون من الجوع والحرمان بفعل الحصار وإغلاق المعابر.

غزة تواصل نزيف الشهداء مع مواصلة الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين (وكالات)
غزة تواصل نزيف الشهداء مع مواصلة الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين (وكالات)

وفي تطور لافت على الصعيد الدولي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الإسباني الذي يدين استخدام التجويع كسلاح في غزة، ويطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار تلتزم به جميع الأطراف، ورفع الحصار عن القطاع، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، مع التأكيد على ضرورة مساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني.

وفي الضفة الغربية، جاء الإغلاق الشامل بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي المكثف على إيران، وقد دفع الجيش الإسرائيلي بلواء "ناحل" إلى الضفة بعد سحبه من غزة، في مؤشر على إعادة انتشار عسكري يواكب التصعيد الإقليمي المتزايد.

وسياسيًا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر الدولي المزمع عقده في الأمم المتحدة بشأن حلّ الدولتين، مرجعًا السبب إلى "أسباب لوجستية وأمنية"، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن المؤتمر "سيُعقد في أقرب وقت ممكن".

وشدد ماكرون خلال مؤتمر صحفي على أن "تأجيل المؤتمر لا يمسّ التزام فرنسا تجاه حل الدولتين"، معلنًا عزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، معتبراً أن "دولة فلسطينية منزوعة السلاح تشكل شرطًا أساسيًا لاندماج إسرائيل في محيطها الإقليمي".

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة