لماذا يدفع علاء عبد الفتاح وتدفع أسرته كل هذا الثمن الباهظ؟!
لماذا تظل الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات القديرة، تدفع ثمنًا فادحًا من صحتها وحرية أولادها؟!
كيف لأسرة المناضل المحترم والحقوقي والمحامي أحمد سيف الإسلام، الذي عاش حياته ناسكًا متعبدًا في معبد الحرية وحقوق الإنسان وحب الوطن، ومدافعًا عن الجميع، حتى عن خصومه السياسيين، أن يعيش حياته حتى نهايتها وبعد وفاته وابنه سجين، ويتواصل التنكيل بهذه الأسرة المصرية الأصيلة كل هذا الزمن بعد وفاته؟
الدكتورة ليلى سويف وأولادها تفخر بهم أي دولة، وتقدّر دورهم الملهم في شتى المجالات، فلماذا تفعل بهم سلطات مصر كل هذه الأفاعيل؟ سجن وراء سجن، وقائمة اتهامات تليها قائمة اتهامات؟
تعرضت السيدة وابنتها وهما تطلبان حقًا بسيطًا يطمئنهما على الحالة الصحية لعلاء في زمن كورونا، فتم توجيه بلطجيات يهاجمنهما أمام بوابة السجن المراقب بالكاميرات، دون خجل، ودون ردع، ودون تحقيق مع من قمن بهذه الأفعال الهمجية، ولا مع من حرضهن على التعدي على السيدتين.

حق علاء عبد الفتاح في الحرية
خمسة أشهر كاملة قضتها ليلى سويف مضربة عن الطعام فقط للمطالبة بحق ابنها في الحرية، بعد أن قضى عقوبة لجريمة لا وجود لها إلا في خيال من يقومون بتحرير محاضر التحريات. وحسب ما أعلنه المحامي خالد علي -بحق- وحسب قانون الإجراءات الجنائية، فإن فترة حبس علاء عبد الفتاح احتياطيًا يتم خصمها من مدة عقوبته.
السيدة تطالب بحق ابنها القانوني في إطلاق سراحه، فهو حتى لا يحتاج إلى عفو رئاسي، فقط تطبيق القانون.
وبعيدًا عن حق علاء عبد الفتاح في الحرية حسب القانون، فقد طالبت أسرته رئيس الجمهورية بالعفو عنه، فيما يدّعون أنه بقية مدة الحكم!
ألا تستحق عالِمتنا الجليلة أن يستجيب لها رئيس الجمهورية حفاظًا على صحتها؟!

ألا تصل قيمة العلماء في مصر إلى قيمة من تم العفو عنهم، وقد ارتكبوا كل الجنايات الثابتة، ومنها جنايات القتل العمد، والسلاح، والمخدرات؟ وكلنا نعرفهم، وقد صدر لهم عفو رئاسي، وخرجوا وهم في كامل الصحة، بل وأصبحوا رؤساء شركات أمنية يعمل تحت رئاستهم لواءات ورتب من جميع الأنواع، وبعضهم يجتمع معهم وزراء ورؤساء حكومات.
ألا تستحق عالمة الرياضيات ليلى سويف نظرة من رئيس الجمهورية، فيحافظ على ما تبقى من حياتها، ويصدر عفوًا عما يدّعون أنه بقية حكمه؟!
نعرف أن ليلى سويف عالمة رياضيات جاءت في زمن لا يقدّر العلم ولا العلماء، ويرفع “العوالم” درجات فوق درجات.
سيدي الرئيس
سيطولنا جميعًا العار، وسيكتب في التاريخ أن عالمة الرياضيات ليلى سويف فقدت حياتها -لا قدر الله- وكان بإمكانكم إنقاذها.
فهل تصدرون قراركم الكريم بالعفو عن كل سجناء الرأي قبل شهر رمضان الكريم، ليعودوا جميعًا إلى حضن الوطن وحضن أسرهم، وليعود معهم علاء عبد الفتاح إلى أسرته، وتعود الروح إلى أمهات كثيرات ينتظرن أولادهن منذ زمن طويل، ومعهن عالمة الرياضيات ليلى سويف؟!
