يواصل المشهد الثقافي زخمه مع أحداث تعكس حيوية الساحة الفكرية والفنية، من الأرقام القياسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب إلى انطلاق مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة ، وبينما تتصدر فعاليات الإبداع المشهد، تظل قضايا حرية النشر والتعبير محورًا للنقاش، كما في الجدل الدائر حول سحب كتاب "كاملات عقل ودين". ومع تواصل المعارض الفنية والندوات والاحتفالات الموسيقية، نعرض لكم في نشرتنا الأسبوعية بعض من تلك الفعاليات.
إلى مزيد من التفاصيل..
أخبار الفن والثقافة
*اختتمت، أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي نظمته الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، مسجلًا رقمًا قياسيًا في عدد الزوار. فقد بلغ إجمالي الحضور 5,547,970 زائرًا، فيما سجل اليوم الأخير وحده 388,643 زائرًا، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالدورات السابقة.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته بالحضور الجماهيري الكبير الذي شهدته فعاليات المعرض هذا العام، كما أن مشاركة الأسرة المصرية في الفعاليات تعكس اهتمام المجتمع ببناء أجيال مثقفة تساهم في نهضة الوطن.

وأكد الوزير أن المعرض يمثل أحد دعائم دعم صناعة النشر ونشر الوعي، في إطار رؤية الدولة لبناء الإنسان المصري. كما وجه الشكر والتقدير لرئيس مجلس الوزراء على دعمه المستمر للأنشطة والفعاليات الثقافية، مشددًا على أن هذا الدعم يعزز من النجاحات التي تحققها مصر في المجال الثقافي.
جدير بالذكر، شهد المعرض هذا العام مشاركة واسعة من 1345 دار نشر تمثل 80 دولة، إلى جانب 6150 عارضًا قدموا أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية والعلمية، بالإضافة إلى تنظيم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة.
*أعلنت اللجنة العليا لمعرض القاهرة للكتاب عن أسماء الفائزين بجوائز المعرض هذا العام، والتي شملت 16 فرعًا في مختلف المجالات، في فرع الرواية، فاز كل من "جزيرة هرموش" للكاتب محمد يونس حسانين و"شبح عبد الله بن مبارك" لماجد طه علي شيحة، بينما ذهبت جائزة فرع القصة القصيرة إلى المجموعة القصصية "تيريز لا أحد" للكاتب كريم سعيد. وفي شعر العامية فاز ديوان "مناب الغايب" للشاعر إبراهيم عبد الفتاح، وفي شعر الفصحى فاز ديوان "مزرعة السلاحف" للشاعر عيد عبد الحليم. أما في مجال كتاب الطفل، فحصل على الجائزة كتاب "ماما وجدتي" للكاتبة نور الهدى عبد الحافظ.
وفي مجال العلوم الإنسانية والدراسات الإفريقية، فاز كتاب "المجتمع المدني وبناء السلم الإفريقي: حالتا أنجولا والكونغو الديمقراطية" للكاتب محمد عبد الستار سليمان، بينما نال جائزة الكتاب العلمي كتاب "جينات المصريين" للكاتب أحمد حسن بلح. وفي المجال النقدي الأدبي، فازت الكاتبة دعاء حسن البلكي عن كتابها "شغف الترحال: علم السرد المعرفي مدخلًا إلى أدب الرحلة". أما في مجال الفنون – فرع الموسيقى، والذي تم بالتعاون بين هيئة الكتاب وأكاديمية الفنون، فقد فاز كتاب "العزف على آلة الناي" للكاتب عاطف إمام فهمي.
في مجال تحقيق التراث، والذي تمنحه هيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق القومية، فاز كتاب "نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأحجار – الجزء الثالث"، تحقيق الدكتور إكرامي عشري والدكتور أشرف غنام. في مجال أفضل كتاب مترجم – فرع الكتاب العام، فاز كتاب "اسمها فلسطين: المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة"، تأليف آدا جودريتش، وترجمة خميلة عبد الحميد، بينما ذهبت جائزة أفضل كتاب مترجم – فرع الطفل إلى كتاب "المحقق باور: لغز الكلمات النائمة"، تأليف سن روي، وترجمة هاجر محمد فوزي.
أما في فئة أفضل ناشر مصري، فقد فازت بها دار منشورات الربيع، بينما جائزة أفضل ناشر عربي جاءت مناصفة بين "دار نماء للبحوث والدراسات" من مصر و"دار منشورات تكوين" من الكويت.
*انطلقت مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال، في قصر ثقافة الإسماعيلية والذي يقام في الفترة من 5 إلى 11 فبراير الجاري، وذلك في حضور المهندس أحمد عصام، نائب محافظ الإسماعيلية، إلى جانب نخبة من صناع السينما والنقاد والفنانين من مختلف أنحاء العالم.

أكدت هالة جلال أن هذه الدورة تمثل انطلاقة جديدة لدعم السينما التسجيلية والقصيرة في مصر، وتعزيز الانفتاح على السينما الإقليمية والعالمية من خلال استضافة أفلام ومبدعين من مختلف الدول، بهدف تبادل الخبرات وإثراء صناعة الأفلام، وأشارت خلال كلمتها في حفل الافتتاح إلى أن المهرجان ينطلق من مدينة الإسماعيلية ذات التاريخ الثقافي والفني العريق، مؤكدة أن أحد أهدافه الرئيسية هو تعزيز ارتباطه بالمجتمع المحلي، ليس فقط عبر الجمهور المتلقي، بل من خلال مشاركة الأهالي في صناعة الأفلام، مما يعزز التفاعل بين الفن والمجتمع.
وفي كلمته، أكد نائب محافظ الإسماعيلية أن الأفلام التسجيلية تتيح الفرصة للانفتاح على عوالم جديدة، والتعرف على شخصيات وأماكن لم تكن مألوفة من قبل، مما يعزز الشعور بالإنسانية المشتركة ويفتح آفاقًا أوسع لفهم العالم. كما شدد على أهمية دعم صناع الأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر، وضرورة توفير الفرص للشباب المبدعين لإبراز مواهبهم من خلال هذه المنصات الفنية، مؤكدًا أن الإسماعيلية كانت ولا تزال حاضنة لهذا النوع من الفنون ومكانًا مثاليًا لاستضافة مثل هذا الحدث السينمائي الكبير.
*بعد سحبه من معرض الكتاب، أعلنت الكاتبة أسماء عثمان الشرقاوي إتاحة كتابها "كاملات عقل ودين" على الانترنت، بعد أن تم سحبه من معرض القاهرة الدولي للكتاب إثر موجة من الجدل والانتقادات الواسعة التي طالته، وأثار القرار ردود فعل متباينة في الأوساط الثقافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن العنوان يسيء للسنة النبوية ولحديث الرسول ﷺ، فيما رأى آخرون أن سحب الكتاب يتعارض مع حرية الفكر وحق مناقشة جميع الآراء بدلًا من منعها.
وجاء قرار سحب الكتاب الصدار عن دار "السراج" مؤخرًا، بعد حملة انتقادات كبيرة، استهدفت الكتاب والكاتبة ودار النشر، التي قامت بسحب جميع نسخه من جناحها في المعرض.
وفي بيان نشرته عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قدمت الدار اعتذارًا للمثقفين والقراء، مؤكدة أنها لم تتعمد المساس بالأحاديث النبوية أو تبني أي طرح مُسيء، وأن نشر الكتاب جاء بهدف مناقشة الآراء المختلفة، لكنها قررت إيقاف تداوله استجابة للرأي العام الرافض لمضمونه.
وأكد أحد مسؤولي دار السراج، في تصريح خاص لـ فكّر تاني، أن جميع نسخ الكتاب قد أُعدمت نهائيًا، مشددين على أن الأمر انتهى تمامًا بالنسبة لهم، ورفضوا الإدلاء بأي تصريحات إضافية حول التفاصيل.
اقرأ أيضًا:النشرة الثقافية.. "ليالي الكرمة" قريبًا لشبلول و"القدر المتلازم" جديد خيري بشارة
فعاليات
*7 فبراير: يُقيم جاليري حيفا بالزمالك المعرض السنوي للتراث الفلسطيني، حيث يُعرض مجموعة واسعة من المنتجات والمشغولات اليدوية الفلسطينية بتشكيلة مختلفة عن الأعوام السابقة. يبدأ المعرض الساعة الحادية عشر صباحًا ويستمر طوال اليوم فقط، وأعلن الجاليري عن تخصيص جزء من الأرباح لدعم المؤسسات الخيرية في قطاع غزة.
*10 فبراير: تُنظم دار الشروق حفل إطلاق وتوقيع كتاب "إنها مشربية حياتي" للكاتب الصحفي توماس جورجيسيان، في تمام الساعة السابعة مساءً بمبنى قنصلية في وسط البلد، يدير النقاش الدكتور محمد أبو الغار في حضور الناقد الفني محمود عبد الشكور.
*10 فبراير: ينظم المركز الثقافي النمساوي ورشة بعنوان "كيف تصمم الكتاب الفني الخاص بك؟" تحت إشراف الفنانة داريا شاتالوفا. تستهدف الورشة الشباب المبدعين من المهتمين بالفن، وتجليد الكتب، والكتابة، وتركز على تصميم كتب فنية شخصية بأساليب غير تقليدية. تبدأ الفعالية بمحاضرة فنية الساعة السابعة مساءً، يليها يومان من التدريب العملي.
*12 فبراير: يستضيف "ملتقى الفوتوغرافيا" بساقية الصاوي، الفنانة والأكاديمية الدكتور مريم محمد حسن، وذلك بقاعة الكلمة، في تمام الساعة السادسة مساءً، يناقش اللقاء تأثير الصورة على الثقافة والهوية، ويستعرض تجربة الضيفة في التصوير الفوتوغرافي والسينما.
*13 فبراير: تُحيي فرقة "الطنبورة" الذكرى السنوية الأولى لرحيل الريس زكريا إبراهيم، مؤسس الفرقة وذلك على مسرح الضمة في تمام الساعة الثامنة مساءً.

نشأ الريس زكريا وسط الفن الشعبي وتعلم العزف على آلة السمسمية منذ سن السابعة، حيث وُلد في مدينة بور سعيد، وبعد تهجيره مع أسرته إثر هزيمة 1967، وجد في الموسيقى عزاءً، فأسس وهو في الخامسة عشرة فرقة "المهجّرين" لإحياء تراث بورسعيد الشعبي، ثم عاد إلى مدينته بعد الحرب ليكرّس حياته لحفظ التراث، فجمع كبار الفنانين الشعبيين وأسس فرقة "الطنبورة" عام 1989 ، التي أصبحت رمزًا للمقاومة الثقافية، كما أنشأ "مركز المصطبة" عام 2000، موثقًا أكثر من 800 ساعة من الغناء التراثي المصري، ليبقى صوته صدىً خالدًا لذاكرة الوطن.
*14 فبراير: يستضيف نادي سينما مكتبة مصر الجديدة، الساعة الرابعة والنصف عصرًا، عرض فيلمي الدراما النفسية: "تركة جوهر" من إخراج الدكتورة هبة اللكاوي، وفيلم "عُقدة" للمخرج محمد الحضري، ويعقب العرض حلقة نقاشية بحضور الدكتور سامح توفيق إلى جانب صناع الفيلمين. تُقام الفعالية في 42 شارع العروبة - مصر الجديدة.
*13- 15 فبراير: أعلن فريق لايف ستريت فوتوجرافي عن تنظيم النسخة الرابعة من "مسابقة ومعرض حواديت الشارع" بمناسبة مرور ست سنوات على تأسيسه، ويُقام المعرض في ساقية الصاوي خلال الفترة بقاعتي الكلمة والأرض، على أن يكون حفل الافتتاح يوم الجمعة 14 فبراير في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً.
تتضمن المسابقة عدة محاور، منها بورتريه الشارع، ولقطة الشارع، والفيديو، والحركة، والقصة المصورة، وملامح بلدك، حيث يمكن للمشاركين تقديم أعمالهم وفقًا للمعايير المحددة من قبل الفريق.
اصدارات معرض الكتاب
*عن دار إبييدي للنشر رواية "صوبحي" للكاتب عماد فواز، التي تسلط الضوء على حياة شاب يعيش خارج هامش المجتمع ويسعى لإثبات وجوده. تقدم الرواية شخصية صوبحي كنموذج رمزي لمن يتم تجاهلهم أو الحكم عليهم بالنقصان دون وعي، وتدعو القارئ إلى إعادة النظر في رؤيته لهم بعيدًا عن الشفقة أو التنمر، بل من خلال فهمهم كأفراد مكتملين يبحثون عن اعتراف حقيقي بإنسانيتهم.
*عن دار العين للنشر رواية "كعبة الشمال" والزمن الخائب للكاتب محمد ساري، التي تتتبع رحلة أسرة جزائرية في مرسيليا بجنوب فرنسا، قبل انتقالها إلى ليون بحثًا عن فرص جديدة وأحلام أكبر، لكن سرعان ما ينهار كل شيء تحت وطأة التقاليد التي حاولوا الهرب منها، لتجد المرأة العربية نفسها مرة أخرى تدفع الثمن.
*عن منشورات الربيع عن صدور رواية "المخبأ السري لتمثال الحرية" للكاتب ملاك رزق، والتي تتناول المواجهة مع الحلم الأمريكي بعد انكشاف زيفه وعلاقاته المشبوهة بحركات مسلحة دعمتها الولايات المتحدة لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط والعالم. تستند الرواية إلى أحداث حقيقية تمتد من هجمات 11 سبتمبر وحتى الوقت الراهن، متتبعةً الدور الأمريكي في صناعة الأزمات الدولية.