محمد الشاعر.. مصور صحفي محبوس ينتظره أطفاله منذ 5 سنوات

تخطى المصور الصحفي محمد عطية أحمد عطية الشهير باسم "محمد الشاعر" أكثر من 5 سنوات رهن الحبس الاحتياطي، بالمخالفة للقانون الذي يحدد العامين كحد أقصى للحبس الاحتياطي، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على ذويه وبناته الثلاثة، وسط مطالبات بالإفراج عنه.

ويتجاوز عدد الصحفيين/ات المحبوسين احتياطيًا 24 صحفيًا وفق تقديرات نقابة الصحفيين، فيما تذهب بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن العدد وصل إلى 43 صحفيًا رهن الحبس الاحتياطي والسجن بأحكام قضائية، ولكن لم تعلن الجهات الحكومية عن عدد الصحفيين المحبوسين.

وأكد المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي في كلمة بمجلس النواب في 14 يناير الجاري، أن مصر بها محكوم عليهم في جرائم جنائية أو متهمون وفقًا للقانون يحاكمون أمام قاضيهم الطبيعي ووفقًا للقانون وطبقًا للإجراءات المقررة وبالضمانات الدستورية الواجبة، فيما نفى وجود معتقلين ردًا على حديث أحد النواب عن سجناء الرأي، والذي وصفهم بأنهم "معتقلون".

وتخرج الشاعر في كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة عام 2005، وفي كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 2010، وكان يجهز للماجستير في الإعلام، واحترف التصوير الصحفي، وأعد العديد من البرامج التلفزيونية، وعمل في العديد من الوسائل الصحفية المصرية والعربية.

محمد الشاعر - فيس بوك
محمد الشاعر - فيس بوك

3 قضايا في 9 سنوات

تعرض محمد الشاعر للحبس على ذمة 3 قضايا رأى، منذ عام 2016، وحصل على اخلاء سبيل لمرتين، وأعيد حبسه بذات التهم دون اخلاء سبيله في المرة الثانية.

محمد الشاعر - فيس بوك
محمد الشاعر - فيس بوك

ففي عام 2016، ألقت السلطات الأمنية القبض على الشاعر على ذمة القضية رقم 761 لعام 2016، لكن أفرجت عنه السلطات المصرية في فبراير لعام 2018 بعدما لم تثبت بحقه اتهامات نشر أخبار كاذبة.

وفي منتصف سبتمبر 2019، تعرض للقبض للمرة الثانية على ذات الاتهامات، وظهر في نيابة أمن الدولة العليا بعد شهرين ونصف من القبض عليه للتحقيق معه على ذمة القضية رقم 1480 لعام 2019.

ورغم انتهاء المدة القصوى للحبس الاحتياطي المقررة بعامين، استمر الشاعر في هذه القضية حتى الشهر الماضي، حيث فُوجئ بإخلاء سبيله على ذمة القضية 1093 لسنة 2022، والتي تمت إحالتها إلى المحاكمة الجنائية.

ومن أبرز الصحفيين المحبوسين احتياطيًا كذلك: أشرف عمر، كريم إبراهيم سيد أحمد، مصطفى الخطيب، حسين علي أحمد كريم، أحمد محمد محمد علي سبيع، بدر محمد بدر، محمود سعد كامل دياب، ياسر سيد أحمد أبو العلا، وحمدي مختار علي (حمدي الزعيم)، توفيق عبد الواحد إبراهيم غانم، محمد سعيد فهمي، محمد أبو المعاطي، دنيا سمير فتحي، شريف عبد المحسن عبد المنعم محمد إبراهيم، مصطفى محمد سعد، عبد الله سمير محمد إبراهيم مبارك، مدحت رمضان علي برغوث، أحمد خالد محمد الطوخي، أحمد أبو زيد الطنوبي، كريم أحمد الشاعر، خالد ممدوح، بجانب صحفيين سجناء محكومين هم: أحمد محمد رمضان الطنطاوي، محمد إبراهيم رضوان (أكسجين)، وعلياء نصر الدين عواد.

انتقاد لظاهرة الاحالات

وانتقد الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، ظاهرة "إحالات القضايا" للمحاكم في الفترة الأخيرة رغم انتهاء مدة الحبس الاحتياطي.

خالد البلشي
خالد البلشي

وقال في بيان في 12 يناير الجاري: "خلال الأيام الأخيرة، وبينما كنا ننتظر صدور قرارات بمراجعة أوضاع الزملاء المحبوسين، وإخلاء سبيلهم، خاصة 15 زميلًا تجاوزوا فترات الحبس الاحتياطي المقررة قانونًا بعامين، وبعضهم استطالت فترات حبسهم لتتجاوز 5 سنوات، إلا أننا فوجئنا باتصالات من محامي وأسر الزملاء تُطلعنا أن عددًا منهم وقّعوا على قرارات إحالتهم للمحاكمة مع استمرار حبسهم، وهو نهج ظاهره الرحمة، لكنه في جانب منه العذاب، واستمرار لحبسهم دون وجه حق".

وأضاف أن قرارات الإحالة للمحبوسين تعني إضافة فترات حبس احتياطي جديدة للزملاء بالمخالفة للقانون، الذي ينص على أن العامين يشملان مرحلة التحقيق وفترة التقاضي، طبقًا للفقرة الأخيرة من المادة (143/4) من قانون الإجراءات الجنائية.

وتنص هذه المادة على أنه "في جميع الأحوال لا يجوز أن تتجاوز مدة الحبس الاحتياطي في مرحلة التحقيق الابتدائي، وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث الحد الأقصى للعقوبة السالبة للحرية، بحيث لا تتجاوز ستة أشهر في الجنح، وثمانية عشر شهرًا في الجنايات، وسنتين إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة هي السجن المؤبد أو الإعدام".

ويوضح البلشي أنه طبقًا لنص المادة كان يقتضي الأمر أن تصدر قرارات الإحالة ممهورة بإخلاء السبيل لحين تحديد موعد لجلسة المحاكمة.

مناشدات بالإفراج عنه

وطالبت مؤسسات حقوقية غير حكومية بالإفراج عن الشاعر، فيما أطلقت أسرة الشاعر مناشدات أكثر من مرة للمطالبة بإخلاء سبيله لظروف إنسانية معقدة.

محمد الشاعر وسط بناته الثلاثة - فيس بوك
محمد الشاعر وسط بناته الثلاثة - فيس بوك

وبحسب ذويه، فإن الشاعر هو عائل أسرته الوحيد، وأب لثلاث بنات، إحداهن تبلغ من العمر 12 عامًا، وهي من ذوي الإعاقة العقلية، فضلًا عن أنه المسؤول عن والده المسن المريض الذي يتعرض لمعاناة كبيرة أثناء الذهاب لزيارة نجله.

ولم يرَ الشاعر، الذي يُحتجز حاليًا في مركز بدر للإصلاح والتأهيل بدر1، ابنته الكبرى منذ حبسه في عام 2019، لتعرضها لصدمة من السجن، ولبقائها في المنزل أثناء الزيارة العائلية لأبيه من أجل رعايتها شقيقتها من ذوي الإعاقة.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة