الصحفيات المصريات.. حضور مستقل وتمثيل نقابي ضعيف

كعادته كل يوم، يصدر تنبيه هاتفي رنينًا في السادسة و45 دقيقة صباحًا، يبدد السكون وينتزعني من سويعات نومي التي أسرقها وسط ضجيج أفكار يوم حافل بالمهام المتلاحقة. أجاهد شعوري بالإرهاق، وأبدأ يومي في ركض متواصل.

يتوجب عليّ تحضير "ساندويتشات" صغيريّ ووضعها داخل حقائبهما المدرسية، ثم إيقاظهما ومساعدتهما على ارتداء ثيابهما، فيما أرتشف رشفات سريعة من كوب الشاي. أصطحب الولدين ونركض نزولًا إلى الأسفل؛ "باص" حضانة الابن الأوسط ينتظر.

يكره السائق دقائق الانتظار، وأخشى أن يتخلى عنا فأضطر لإيصاله بنفسي إلى الحضانة النهارية، البعيدة عن البيت، وأنا أحمل ابنتي الصغرى ذات العامين، ليلفحها صقيع الشتاء أو يحرقها قيظ الصيف. أقبض على يد ولدي الأكبر ونعبر الطريق.

لحسن الحظ، مدرسته قريبة من البيت. أودعه عند البوابة وأعاود الركض. يتوجب عليّ الذهاب إلى السوق، لأتمكن من إعداد الغداء قبل عودة الولدين إلى المنزل. عليّ الانتهاء من مهمتي سريعًا قبل استيقاظ طفلتي الصغيرة، لأتمكن من إنجاز بعض العمل في هدوء خلال سويعات الصباح الباكر، بينما أرتشف فنجانًا من القهوة.

في رأسي تتصارع الأفكار طيلة اليوم.

أذكر نفسي بالمهام التي تنتظرني: هناك تكليف بتقرير عاجل يتوجب عليّ تسليمه اليوم، وتحقيق صحفي آخر أعكف على كتابته منذ أسبوع، وهناك فكرة مقبولة من موقع آخر لم أبدأ بعد في تنفيذها.

أفحص بريدي الإلكتروني لأجد تعديلات جديدة يطلبها محرر إحدى المنصات على نص أنجزته الأسبوع الماضي.

تستيقظ ابنتي، وتحتاج إلى تغيير الحفاضة وتناول الإفطار. تشعر بالملل وتبدأ بالبكاء المصطنع، تريد مشاهدة الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال. أعاود العمل لنحو ساعتين، بينما ضجيج التلفاز يشوش أفكاري.

يبدأ النعاس بمداهمة طفلتي فتعاود البكاء، فأخذها إلى السرير لتنام، بينما أمسك هاتفي وأنجز بعض العمل؛ إعادة الصياغة، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن فكرة جديدة أو حدث بارز يحتاج للتحليل، أو التقاط طرف خيط في تحقيق أجريه. بعدما تخلد إلى النوم أواصل العمل حتى حلول الظهيرة، ثم أبدأ في طهو طعام الغداء.

حين تحل الواحدة ظهرًا، أستعد للنزول لاصطحاب ولدي الأكبر من المدرسة. أحاول ألا أوقظ صغيرتي كي لا أضطر لحملها واصطحابها معي. نعود إلى المنزل، وأواصل تجهيز الطعام لابني بينما يبدل ثيابه. تستيقظ الصغيرة، ونتناول الغداء سريعًا.

أعاود تشغيل الرسوم المتحركة وأترك الصغيرة رفقة أخيها الذي يشاهد مقاطع اليوتيوب عبر هاتفه. أجري اتصالات ببعض مصادري للحصول على تصريحات صحفية.

الساعة الثالثة والنصف، سائق "الباص" يتصل من جديد، سيصل ابني الأوسط عما قريب، وعليّ النزول لاصطحابه وشراء بعض احتياجات المنزل. رئيسة القسم ترسل لي رسالة لتعرف هل أصبح تقريري جاهزًا أم لا؟ أجيبها بأنه سيكون على بريدها الإلكتروني الليلة. سأتوقف عن العمل لنحو ساعتين، فابني يحتاج إلى مساعدتي في كل شيء، كونه مصابًا باضطراب طيف التوحد، ولا يستطيع رعاية ذاته. بحلول الخامسة عصرًا، سأدخله هو وشقيقته للسرير ليحظيا بقيلولة أتمكن خلالها من إجراء مكالمات هاتفية تخص العمل، يكاد إنجازها يكون مستحيلًا في ظل ضجيج أطفالي الثلاثة، وأصوات مزعجة أشبه بالنحيب يصدرها طفلي التوحدي غير الناطق.

أثناء ذلك، أستخدم هاتفي الذكي في إجراء بعض العمل؛ لا وقت لدي لهدره. حين يخلد الطفلان للنوم، يداهمني النعاس وأشعر بالإرهاق. أحتسي الكافيين مجددًا، وأجري اتصالاتي بمصادري، ثم أعاود الكتابة على جهاز اللاب توب حتى أنتهي من العمل.

يراودني شعور بالضغط النفسي الشديد. قلة النوم وكثرة المهام تصيبني بالتوتر، وقلتها توقعني في جب الخوف من المجهول.

من قال إن العمل الصحفي الحر مُريح؟ نمضي أيامنا ونحن نركض في دوائر مفرغة؛ البحث عن أفكار وزوايا جديدة، إرسال الأفكار المناسبة لكل منصة مستقلة على حد، انتظار الرد؛ الكثير من الرفض والقليل من الموافقة، كثير من المنافسة وكثير من الركض صوب مثالية القصص الصحفية، كتابة المسودات والكثير من التعديلات المرهقة. بعض التكليفات عاجلة والبعض الآخر ليس كذلك. لست بحاجة إلى أن يجبرك أحدهم على العمل، لكنك لن تستطيع الحصول على فاتورة بمستحقاتك، إذ تحصل على أجر نظير إنتاجك.

التزاماتك المادية ومتطلبات حياة أطفالك لن تمهلك وقتًا للراحة. كل عطلة تحصل عليها تساوي خسارة مادية محتملة. تجاهد إرهاقك وإجهاد عينيك، ومخاوفك من غياب مظلة الحماية النقابية، والعواقب الأمنية للكتابة في موضوعات قد تتجاوز سقف الحريات المسموح به أو تغضب مسؤولًا ما في السلطة. تحيا مع شعور بعدم الأمان المادي والشخصي، لكنك تواصل الركض في دائرتك المفرغة على أي حال، وتُمني نفسك بحدث سار يغير حياتك المهنية.

تنميط الصحفيات

تتشابه حيوات الصحفيات المستقلات في مصر، لاسيما الأمهات منهن، في كونها سلسلة من الكفاح اليومي والركض في دوائر مفرغة من العمل المرهق والأدوار الرعائية وغياب الشعور بالأمان المادي والشخصي. ومع ذلك، فإنهن -في غالبيتهن- لم يستسلمن للقيود الاجتماعية المفروضة عليهن بحكم النوع الاجتماعي أو أشكال التمييز والتنميط التي يتعرضن لها. خلقن لأنفسهن مساحة جديدة على المنصات المستقلة، التي وفرت لهن فرصة أكبر للكتابة والتحرير وأحيانًا الإدارة.

يأتي هذا على النقيض من المؤسسات الصحفية القومية والحزبية والخاصة، التي ما تزال مجالس إدارتها وهيئات تحريرها تحت سيطرة الفكر والتنميط الإداري الذكوري. وهي على عكس الصحافة المستقلة التي تهتم بتنوع الأصوات وتسليط الضوء على قضايا النوع الاجتماعي وحقوق الفئات المهمشة والأقليات في المجتمع، ما يمنح النساء مساحة أوسع للتعبير.

إمكانية العمل الحر عن بُعد مثلت عنصر جذب كبير للصحفيات اللواتي اضطررن، نتيجة أعباء أعمال الرعاية المنزلية والأدوار الجندرية المنوطة بهن بعد الزواج وإنجاب الأطفال، للتخلي عن وظائفهن التي تلزمهن بالحضور اليومي إلى المؤسسات الصحفية وقضاء ساعات عمل طويلة. كما وفرت الصحافة المستقلة فرصة للصحفيات اللواتي تعرضن للفصل التعسفي أو الحرمان من التعيينات بسبب الحمل أو الولادة، ليعدن لممارسة العمل الصحفي دون التخلي عن أدوارهن الأسرية.

قبل سنوات، شعرت "إيمان عادل" بالإحباط بسبب التنميط والتمييز الجندري ضد الصحفيات في المؤسسات الصحفية التقليدية، الذي كان يحد من إبداعهن ويضعهن داخل قوالب محددة، مثل أقسام المرأة وأخبار المنوعات.

كان رؤساء التحرير يرون أن الصحفية ستواجه صعوبات في التغطيات التي تتطلب السفر أو العمل لساعات متأخرة، كما كانوا يقيدونها بسقف منخفض بسبب الأدوار الاجتماعية والعلاقات الأسرية. هذا الإحباط تغير عندما انضمت إلى عالم الصحافة المستقلة، حيث عملت تحت إشراف رئيسة تحرير أعادت لها الثقة بنفسها وقدرتها على الإبداع، ما مكنها من الفوز بجائزة سمير قصير عام 2022 عن أفضل تقرير إخباري سمعي بصري، والذي جاء بعنوان "رانيا رشوان التي خلعت حجابها في قرية الجهاديين".

تقول إيمان لـ فكر تاني: "الصحافة المستقلة منذ ظهورها أعطت اهتمامًا كبيرًا لقضايا المرأة وفقًا للمدارس الحديثة، فتألقت الصحفيات بها وكن سببًا في نجاحها. على العكس، الصحف التقليدية هبطت بصحافة المرأة للحضيض وحصرتها في أمور التدبير المنزلي ووصفات التجميل، مع وضع سقف منخفض للصحفيات. هذا بينما أثبتت الصحفيات المستقلات، وغالبتهن أمهات وبعضهن مغتربات، كفاءتهن العالية".

تبدأ إيمان يومها في الصباح الباكر، حين تصطحب ابنها ذا الأعوام الستة إلى مدرسته، ثم تذهب لإنجاز عملها قبل أن تعود إلى المنزل للقيام بالأعمال المنزلية والطهو، إذ تفضل إعداد الأطعمة المنزلية بدلًا من شراء المأكولات الجاهزة غير الصحية. كما تتولى مهام العناية بابنها ومساعدته في مذاكرة دروسه. وفي نهاية الأسبوع، تأخذه لقضاء يومين مع والده، بحكم انفصالهما منذ سنوات، بينما تستغل هي هذه الفترة للسفر إلى محافظات مختلفة لإجراء مقابلات صحفية مصورة والبحث عن قصص جديدة.

على مدار سنوات من العمل الصحفي والدور الرعائي، واجهت إيمان مضايقات وعراقيل، أبرزها عدم حصولها على عضوية نقابة الصحفيين قبل العام الجاري، وهو ما جعل بعض المسؤولين والمصادر الصحفية يمتنعون عن التعاون معها بسبب عدم حملها كارنيه النقابة. كما كانوا يرفضون الاعتراف بأرشيفها الإلكتروني ويتهمونها بانتحال صفة صحفية، مما أشعرها بعدم الأمان.

المرصد المصري للصحافة والإعلام، أطلق في هذا الشأن حملة بعنوان: "دور رعاية للأطفال في المؤسسات الصحفية". وفي ورقة بحثية بعنوان: "قانون العمل ودوره في ترسيخ تأنيث الدور الرعائي"، دعا المرصد إلى إجراء تعديلات على قانون العمل المصري الموحد رقم 12 لسنة 2003، استجابةً لتحديات العصر ومتطلبات العدالة الجندرية، في ظل الخطاب النسوي العالمي الذي يدعو إلى إعادة توزيع الأدوار الرعائية بين الرجال والنساء من خلال تشريعات تساوي بين الأبوين في الإجازات الوالدية، حيث أن تركيز الرعاية على النساء وحدهن يؤدي إلى استبعادهن من فرص النمو والتطور المهني، ويزيد من تعرضهن للتمييز في سوق العمل.

ملاحقات أمنية وغياب المظلة النقابية

يرى البعض أن الصحفيات المصريات هن من يحملن على أكتافهن عبء الصحافة المستقلة، رغم ما يتعرضن له من مضايقات ومحاولات تقييد من السلطات والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتي تتنوع بين رفض منح التراخيص وحجب المحتوى، وتمتد لتشمل الملاحقات الأمنية والقضائية، إذ واجهت الصحفية المصرية لينا عطا الله، رئيس تحرير موقع مدى مصر، الذي انطلق عام 2013، أشكالًا متنوعة من المضايقات.

لينا عطالله -رئيس تحرير موقع مدى مصر
لينا عطالله -رئيس تحرير موقع مدى مصر

وفي عام 2019، داهمت عناصر من قوات الأمن، يرتدون الزي المدني، مكتب مدى مصر واحتجزوا ثلاث صحفيات من بينهن لينا، قبل أن يُطلق سراحهن جميعًا بعدها بساعات، وفي مايو عام 2020، تم توقيفها -لينا- أمام مجمع سجون طرة في جنوب القاهرة، لإجراء مقابلة مع ليلى سويف، والدة الناشط السياسي المسجون، علاء عبد الفتاح، واتهمتها النيابة العامة وقتئذٍ بتصوير منشأة عسكرية دون تصريح، قبل أن يُطلق سراحها بكفالة.

أيضًا،  نورا يونس ـ التي كانت تتولى منصب مديرة تحرير موقع المصري اليوم- شاركت في تأسيس موقع "المنصة" المستقل، في عام 2015، وتولت رئاسة تحريره، إلا أن المنصة حُجِبت عن قرائها داخل مصر عدة مرات منذ يونيو/ حزيران 2017، دون إعلان رسمي من أي جهة في الدولة عن الحجب أو أسبابه وتفاصيله، وفي 24 يونيو 2020 ألقت قوات الأمن القبض على نورا، بعد مداهمة المقر وتفتيش أجهزة الكمبيوتر الموجودة فيه، وبعد تحقيقات استمرت مدة يوم، قررت نيابة المعادي الجزئية إخلاء سبيل نورا، بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه، في المحضر رقم 9455 لسنة 2020 جنح. 

اقرأ أيضًا:على هامش المؤتمر السادس.. 10 توصيات لتعزيز حرية الصحافة والصحفيين

غياب الأمان المادي والشخصي كان حاضرًا أيضًا في حياة رباب عزام، التي دخلت عالم الصحافة المستقلة عام 2016.

اضطرت رباب للانتظار عدة أشهر لتلقي مستحقاتها المالية، ما دفعها للعمل في وظائف أخرى بعيدة عن الإعلام إلى جانب عملها كصحفية مستقلة، تأمينًا لأجر ثابت يعينها على نفقات الحياة.

خلال هذه الفترة، عانت رباب من التمييز الجندري، وشعرت بالقلق نتيجة غياب مظلة الحماية النقابية وتصنيف السلطات للصحافة المستقلة كمعارضة.

لم تحصل رباب على عضوية نقابة الصحفيين إلا في عام 2017، رغم ممارستها للمهنة منذ كانت على مقاعد الدراسة.

رباب عزام - الصحفية والباحثة
رباب عزام - الصحفية والباحثة

بعد وفاة والدها، تحملت رباب مسؤولية الرعاية والإنفاق على أشقائها الأصغر سنًا بالاشتراك مع والدتها المريضة. تكفلت أيضًا بتدبير نفقات علاج والدتها، التي لم يشملها التأمين الصحي، ما دفعها إلى تقسيم يومها بين العمل والأدوار المنزلية والرعائية. كانت تعمل أحيانًا في ظروف شديدة الصعوبة، حيث تضطر للعمل على جهاز اللابتوب من داخل المستشفى أثناء وجود والدتها في العناية المركزة.

تقول رباب لـفكر تاني: "حين أصبحت ضمن إدارة تحرير منصة "زاوية ثالثة" المستقلة، حرصت على منح الفرصة للصحفيات للعمل والإبداع بعيدًا عن التنميط والتمييز الجندري. في السابق، كانت القيود تحد من عملهن في أقسام أو تخصصات بعينها، أو تدفعهن للعمل بأجور أقل، أو تقلل فرص ترقياتهن، أو يتم فصلهن تعسفيًا بسبب الحمل أو الولادة. اليوم، تصل نسبة الصحفيات في منصتنا إلى نحو 90%، يتم اختيارهن وفقًا لمعيار الكفاءة وليس النوع الاجتماعي، مع منحهن أجورًا عادلة.

"الصحافة المستقلة في مصر تقوم على أكتاف الصحفيات. ورغم خطورة ما يقدمنه واختلافه، إلا أنهن في مقدمة تلك الصناعة حاليًا. ربما يمكن وصفهن بأنهن في طليعة المدافعين والمدافعات عن وجود صحافة حقيقية غير مؤدلجة واستمراريتها"؛ تقول رباب.

تتساءل عن سبب عدم الاعتراف بالصحفيين المستقلين الذين لا يعملون في مواقع أو جرائد بأجر كامل، وتقول: "لماذا لا يتم استحداث شعبة للصحافة المستقلة في نقابة الصحفيين؟ ولماذا لا يُمنحون تصريحًا بمزاولة المهنة دون التقيد بالتعيين في أي مؤسسة؟ ولماذا لا يتم إدراج فرع للصحافة المستقلة ضمن جوائز الصحافة المصرية؟".

تقدمت رباب بمذكرة لمجلس النقابة في بداية تشكيله، تطلب فيها النظر في هذه الأمور، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى الآن.

البحث عن التقدير والتحقق

واجهت أمنية قلاوون التحديات نفسها خلال سنوات عملها الحر في الصحافة المستقلة.

كانت تبحث عن مساحة أوسع وفرص أكبر للنمو بدلًا من الحيز الضيق والمحدود في الصحف القومية والخاصة، كما سعت لتعويض ضعف العائد المادي وتفاوت الأجور بين الجنسين. جهودها أثمرت في النهاية بحصولها على منحة أحدث برامج "Entreprenelle" لصناعة المحتوى، التي كانت جميع المقبولات فيها من الصحفيات، رغم أنها موجهة للجنسين.

تقول أمنية لـ فكر تاني: "الصحفيات دائمًا ما يسعين للحصول على فرص للنمو والتحقق، نظرًا للتحديات التي تواجههن في المهنة، والتي تزداد صعوبتها في ظل الموازنة بين العمل والحياة الأسرية. فوز صحفية بجائزة هو حدث يستحق الاحتفال، لأنها كإمرأة تحملت الكثير للوصول إلى لحظة التتويج".

أمنية قلاوون (المرصد المصري للصحافة والإعلام)
أمنية قلاوون (المرصد المصري للصحافة والإعلام)

أشارت أمنية إلى أن حضور الصحفيات في المنح والجوائز أصبح ملحوظًا بشكل كبير، وأرجعت ذلك إلى قدرة الصحفيات على المثابرة والتقدم لعدد كبير من المنح والفرص الممكنة.

مؤخرًا سجلت أسماء العديد من الصحفيات المصريات حضورًا قويًا في قوائم الفائزين بالجوائز الصحفية المحلية أو عربية ودولية، حيث فازت بجوائز نقابة الصحفيين المصريين، هذا العام، الصحفيات دينا درويش وسارة الحصري وعلياء أبو شهبة وآيات الحبال وأسماء زكريا وفاتن صبحي وإسراء النمر وحبيبة جمال وعزيزة فؤاد ومي الخولي وسارة أحمد ونهير عبد النبي ولمياء متولي وأمل الشريف ووفاء فراج وبيسان كساب وآية أشرف وإيمان حنا.

بينما حازت الصحفيات إيمان حنا ومنال عبيد وسارة أبو شادي على جوائز مصطفى وعلي أمين، بينما حصلت الشيماء فاروق على جائزة نوال عمر من نقابة الصحفيين، وحصدت كل من الصحفية سهاد الخضري والصحفية دينا حسن على جائزة تغير المناخ، في إطار الزمالة المقدمة للصحفيين على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مؤسسة Free Press unlimited، وحصلت الصحفية إيمان منير على جائزة "تغطية المناخ الآن" الدولية، 

ووصلت موضوعات للصحفيتين هدى زكريا وسارة جمال، لنهائيات جائزة True Story Award، كما وصلت كل من إيمان الوراقي، سارة جمال، إلى القائمة القصيرة لجائزة سمير قصير.

تمثيل نقابي ضعيف

وفي الوقت الذي بات فيه ملحوظًا الحضور المتميز للصحفيات المصريات في الصحافة المستقلة من ناحية، والمنح والجوائز الصحفية من ناحية أخرى، فإن تمثيلهن في نقابة الصحفيين المصريين لا يزال ضعيفًا للغاية، في مقابل سيطرة شبه كاملة للصحفيين الذكور منذ عقود على مجالس إدارة النقابة. بينما ترى صحفيات أن لجنة المرأة في النقابة لم تلبِّ طموحاتهن أو تعكس الواقع الحقيقي للتحديات وأشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي التي تواجههن.

"تمثيل الصحفيات على مستوى النقابة ضعيف جدًا، وغالبًا ما نجد امرأة واحدة فقط عضوة بمجلس النقابة العامة، مثل دعاء النجار مقررة لجنة المرأة وعضوة مجلس النقابة الحالي، وأحيانًا لا تكون هناك امرأة. مؤكدة أنه على مدار تاريخ النقابة العامة منذ إنشائها لم تمثل المرأة سوى 10 سيدات فقط خلال 82 عامًا، وهو تمثيل ضعيف جدًا على مدار تاريخ وعمر النقابة"؛ تقول شيرين العقاد، عضو مجلس نقابة الصحفيين في الإسكندرية.

وتضيف في حديثها لـ فكر تاني: "هناك لجنة للمرأة في النقابة لكنها ليست بالأداء الكافي الذي يحقق متطلبات أو طموحات الصحفيات في مصر، ولا يجب أن نختزل الصحفيات في لجنة داخل النقابة؛ فمن حق الصحفيات أن يُمثَّلن داخل كل لجان النقابة، وأن تتنوع الخدمات حتى ترضي جميع الصحفيين والصحفيات على اختلافاتهم. ولابد من تمثيل المرأة بأعداد أكبر داخل مجلس النقابة المكون من 12 عضوًا ونقيب ليصبح 13، ونحلم بمجلس نقابة شبيه بمجلس عام 1977 برئاسة يوسف السباعي، والذي ضم في عضويته 3 سيدات هن: أمينة شفيق، بهيرة مختار، فاطمة سعيد".

وتوضح عضو مجلس نقابة الصحفيين في الإسكندرية أن هناك تمثيلًا جيدًا للصحفيات سواء داخل مصر أو خارجها في الجوائز أو الكتابات، لكن الأمر يحتاج إلى بذل جهد أكبر من الصحفيات نحو تحقيق مستوى يتناسب مع أعدادهن. كما ترى أنه يتوجب على الصحفيات الدفاع عن حقوق المرأة في مجلس النقابة ومجالس التحرير المختلفة وألا ينتظرن منحة من زملائهن الذكور؛ حيث إن جانبًا من ضياع حقوق المرأة هو مسؤولية الصحفيات اللاتي يكتفين بدعم سيدة واحدة من أجل النجاح في انتخابات النقابة وكأنها سنة نقابية. فهناك عدد من الزميلات يجب دعمهن بقوة أكبر حتى يتسنى للصحفيات كسر تلك الحلقة المفرغة، بنجاح أكثر من مرشحة والخروج من هذا الطوق والتمرد عليه. هذا لن يتم إلا من خلال تكتل الصحفيات والدفاع عن حقوقهن.

وتنتظر الصحفيات المستقلات في مصر بكثير من الترقب أن تكون اهتماتهن ومناقشة التحديات التي تواجههن وسبل حلها، ضمن أولويات فعاليات المؤتمر العام السادس، الذي شهدته نقابة الصحفيين بداية من السبت الماضي، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام لاستشراف آفاق مهنة الصحافة في مصر ومتطلبات تطويرها، ويأتي تزامنًا مع احتفال نقابة الصحفيين بمرور 83 عامًا على تأسيسها في عام 1941.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة