لعل أهم ما يميز المسرح بين فنون الأداء الأخرى، أنه يحمل ذلك التفاعل المباشر بين مؤدي العرض المسرحي ومتلقيه. إذ يسمح المسرح لنا بالانغماس في قصة أثناء حدوثها أمام أعيننا مباشرة، مع أشخاص حقيقيين يمرون بها. وهو يمنحنا الفرصة لوضع أنفسنا مكان هؤلاء الأشخاص – الشخصيات – فنشعر بما يشعرون به، ويتطور داخلنا التعاطف وتتحرر الأفكار.
ومع هذه الأهمية للمسرح باعتباره أبًا لكل الفنون الأخرى، فإن المسرح الجامعي هو أكثر أشكاله أهمية، ذلك لأن أبطاله ومتلقيه هم من الفئة الأكثر تفاعلًا مع محيطها من أحداث وأفكار، تحتاج إلى محيط مغاير، يستوعبها تطويرًا وإبداعًا.
ولهذا الغرض، تم تأسيس ملتقى القاهرة الدولي السنوي للمسرح الجامعي، والذي منذ انطلاقته في 2018، تحوّل إلى نافذة تتيح للطلاب من مختلف دول العالم التبادل الثقافي والتعلم وإطلاق إبداعاتهم وأفكارهم عبر عروض مسرحية وورش عمل متنوعة.
المسرح الجامعي.. ليس مجرد نشاط فني

منصة “فكر تاني“، التقت في حوار خاص مؤسس الملتقى المخرج المسرحي عمرو قابيل، على هامش نسخته السادسة، والذي تحدث عن أهمية مسرح الجامعة ودوره المجتمعي، مشددًا على أن المسرح ليس مجرد نشاط فني، بل هو وسيلة لتعزيز القيم الثقافية والاجتماعية لدى الطلاب، بما يساهم في تنمية شخصياتهم ويعزز من قدراتهم على العمل الجماعي والتفكير النقدي.
يسلط قابيل الضوء على الفرق بين استقبال الجمهور للمسرح الجامعي مقارنة بالمسرح التجاري، فيؤكد على ضرورة التوعية بدور المسرح الجامعي وإمكاناته الفنية.