شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني“، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: علاء عبد الفتاح يفوز بجائزة “بن بنتر” الأدبية.. الصومال يرحب بنشر قوات مصرية على أراضيه.. الاحتلال يُدخل غزة في أزمة صحية خطيرة.. تل أبيب تستعد للرد على إيران باستهداف منشآت عسكرية وطاقة.. فرنسا وإسبانيا تدعوان إلى وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.
علاء عبد الفتاح يفوز بجائزة “بن بنتر” الأدبية
فاز الناشط المصري البريطاني، علاء عبد الفتاح، بجائزة “بن بنتر” الأدبية لعام 2024، بترشيح من الروائية الهندية أرونداتي روي، التي قررت تقاسم الجائزة معه.
تمنح هذه الجائزة سنويًا من قبل نادي القلم الدولي “بن” لإحياء ذكرى الكاتب المسرحي هارولد بنتر، الحائز على جائزة نوبل للآداب في 2005.
ورغم انتهاء مدة العقوبة المحكوم بها على عبد الفتاح، البالغ من العمر 42 عامًا، إلا أنه ما يزال قابعًا في السجن.
وكان قد صدر ضده حُكم بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، وهي تهمة اعتبرتها منظمات حقوقية “باطلة”.

الجائزة تدعم نشطاء الرأي
وتُمنح جائزة “بن بنتر” لكاتب مقيم في المملكة المتحدة أو أيرلندا أو دول الكومنولث، شرط أن يعكس “إيمانًا لا يتزعزع ورؤية عميقة للعالم”، وفق ما عبّر عنه بنتر في خطابه أثناء تسلمه جائزة نوبل.
كما تتيح للفائز فرصة اختيار ناشط آخر يتقاسم الجائزة معه لإبراز صوته، في احتفال سنوي يُقام في المكتبة البريطانية يوم 10 أكتوبر.
وقالت أرونداتي روي، في تصريح لصحيفة الجارديان: “اخترت علاء عبد الفتاح لنفس السبب الذي دفع السلطات المصرية إلى إبقائه في السجن لعامين إضافيين بدلًا من إطلاق سراحه”. ووصفت رؤيته للأحداث الحالية بأنها “حدة كالخنجر”.
وخلال حفل توزيع الجائزة، تسلّمت لينا عطا الله، رئيسة تحرير موقع “مدى مصر”، الجائزة نيابة عن عبد الفتاح، مؤكدة: “في كتاباته ومنشوراته، كان علاء يجد الحقيقة في اللغة وينقلها دعوة للتعلم والتغيير”.
إشادات بمسيرة علاء ودعمه حرية التعبير
وأثنت الكاتبة والصحفية الأمريكية نعومي كلاين على عبد الفتاح خلال الحفل، واصفةً إياه بأنه “يجسّد الشجاعة الفكرية التي تمثلها روي”. كما أعلنت الأخيرة تبرعها بنصيبها من الجائزة لصالح صندوق إغاثة أطفال فلسطين.
مسيرة نضالية طويلة لعلاء عبد الفتاح
برز عبد الفتاح، وهو من مواليد نوفمبر 1981، كأحد رواد التدوين في مصر، وكان له دور في ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك.
ألقي القبض عليه لأول مرة في 2006، ثم واصل نشاطه بتنظيم احتجاجات ضد المجلس العسكري عام 2011، ما أدى إلى القبض عليه بعد تغطيته لأحداث ماسبيرو.
وفي نوفمبر 2013، قُبض عليه مجددًا خلال مظاهرة أمام البرلمان اعتراضًا على قانون التظاهر، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات في قضية “أحداث مجلس الشورى”.
معاناة عائلة علاء مع الاعتقالات
عبد الفتاح ينتمي إلى عائلة حقوقية معروفة؛ فوالده أحمد سيف الإسلام كان محاميًا وناشطًا يساريًا اعتُقل عدة مرات، ووالدته ليلى سويف ناشطة أكاديمية، ساندته كثيرًا حتى في أزمته الأخيرة، إذ دخلت إضرابًا مفتوحًا عن الطعام للضغط في سبيل الإفراج عنه.
كما برزت شقيقتاه منى وسناء سيف الدين في الدفاع عن حقوق الإنسان، وقضت سناء عقوبات بالسجن مرتين بسبب نشاطها.
حصل عبد الفتاح على الجنسية البريطانية عام 2021 من والدته المولودة في لندن. وعلى الرغم من انقضاء فترة سجنه الرسمية في سبتمبر 2024، إلا أن السلطات تنوي تمديد حبسه حتى 2027، بزعم أن فترة حبسه الاحتياطي كانت مرتبطة بقضية منفصلة عن تلك التي صدر فيها الحكم الأخير.
مطالب حقوقية بإطلاق سراحه
وتتزايد الضغوط المحلية والدولية للإفراج عن عبد الفتاح. وخلال قمة المناخ في شرم الشيخ عام 2022، دخل عبد الفتاح في إضراب شامل عن الطعام والماء احتجاجًا على أوضاع سجنه. وطالبت 59 منظمة حقوقية بالإفراج عنه، فيما أعرب البيت الأبيض عن قلقه من حالته الصحية.
الصومال يرحب بنشر قوات مصرية على أراضيه
رحب الصومال بعرض مصر نشر قوات حفظ سلام على أراضيه في إطار شراكة أمنية، وذلك مع اقتراب انتهاء مهمة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي المقرر إنهاؤها في ديسمبر المقبل.

وشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، في قمة بالعاصمة الإريترية أسمرة، حيث أكد مع رئيسي الصومال وإريتريا التزامهم بتعزيز التعاون الأمني لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأصدرت السلطات الصومالية بيانًا بعد القمة رحبت فيه بعرض مصر نشر قوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار. وأكد البيان حق الصومال السيادي في تحديد تشكيل ومهام القوات وتوقيت نشرها، في إطار الاتفاق الثلاثي بين الصومال، مصر، وإريتريا.
شهدت العلاقات بين مصر والصومال تطورًا ملحوظًا خلال العام الجاري، في ظل توافق بين البلدين حول عدم الثقة في إثيوبيا. وتوّجت العلاقات الأمنية بتوقيع اتفاق مشترك في أغسطس الماضي، تلاه إرسال مصر عدة شحنات من الأسلحة إلى مقديشو.
وأثار الاتفاق الأخير بين إثيوبيا ومنطقة “أرض الصومال” الانفصالية، والذي تضمن استئجار منفذ ساحلي مقابل احتمال الاعتراف باستقلال المنطقة، غضب مقديشو. كما نددت مصر بالاتفاق، في ظل تصاعد خلافاتها مع أديس أبابا بسبب سد النهضة الكهرومائي.
وفي سبتمبر، أكد مسؤولون عسكريون وعمال في الموانئ أن سفينة حربية مصرية سلّمت شحنة أسلحة جديدة إلى الصومال، تضمنت مدافع مضادة للطائرات وأسلحة مدفعية. وقد يؤدي هذا التعاون العسكري المتنامي إلى تفاقم التوترات مع إثيوبيا، التي تعارض تعزيز النفوذ المصري في منطقة القرن الإفريقي.
الاحتلال يُدخل غزة في أزمة صحية خطيرة
ناشدت وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية سرعة توفير الوقود لمستشفيات شمال القطاع لإنقاذ حياة المرضى، خصوصًا الأطفال في وحدات العناية المركزة. وبيّنت صور من مستشفى كمال عدوان معاناة الأطفال نتيجة انقطاع الوقود.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف جميع مركبات الإسعاف في شمال القطاع بسبب نفاد الوقود. وأفاد المتحدث باسم الجمعية، رائد النمس، بأن ست مركبات خرجت عن الخدمة بالكامل، فيما يمنع الاحتلال إدخال أي كميات من الوقود إلى المناطق الشمالية ضمن الحصار المطبق.
وأشار النمس إلى أن هذا الوضع عرقل إجلاء 80 مريضًا إلى مستشفيات وسط وجنوب القطاع، رغم إرسال ست مركبات إسعاف إضافية خلال الـ48 ساعة الماضية لمحاولة تنفيذ عمليات الإجلاء.
وأكد النمس أن المستشفيات في شمال القطاع تعمل في ظل نقص حاد في المعدات الطبية، مثل الأكسجين وأدوية التخدير، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وأشار إلى أن النقاط الطبية الميدانية توقفت عن العمل بسبب استهدافها المباشر أو التهديدات الإسرائيلية، مع استمرار صدور أوامر إخلاء قسرية للسكان.
وأوضح أن الهلال الأحمر يجري تنسيقًا مع منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا) لمحاولة إدخال مساعدات عاجلة. ومع ذلك، تبقى الأوضاع في شمال غزة شديدة الخطورة بسبب استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الأساسية.
وفي تطور سابق، قال ماهر شامية، وكيل مساعد وزارة الصحة، إن جيش الاحتلال منع وفدًا تابعًا لمنظمة الصحة العالمية من الوصول إلى مستشفيات شمال القطاع لإجلاء المرضى من العناية المركزة والأطفال، ما فاقم من معاناة المدنيين العالقين في تلك المناطق.
إسرائيل تستعد للرد على إيران باستهداف منشآت عسكرية وطاقة
نقلت شبكة NBC عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل تخطط للرد على إيران عبر ضرب أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة، في حين لا توجد مؤشرات على نية استهداف منشآت نووية أو تنفيذ عمليات اغتيال.

وأفاد المسؤولون بأن إسرائيل لم تحدد بعد موعدًا نهائيًا لتنفيذ الهجمات، لكن عطلة عيد الغفران قد تشهد تنفيذ العملية. كما أكدوا أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتحرك فور صدور الأوامر.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تأخير إسرائيل في تنفيذ الرد على إيران يعكس استمرار المشاورات مع إدارة الرئيس جو بايدن. وأكدت الصحيفة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يمكنه التصويت عن بُعد في أي لحظة لبدء العملية.
ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا ترغب في الدخول في حرب مباشرة مع إيران.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المجلس الوزاري المصغر لم يصوّت بعد على الخطوط العريضة للرد على الهجوم الإيراني أو تفويض القرار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
ووفق مصادر أمنية، هناك اتجاه لتأجيل التصويت حتى قرب موعد التنفيذ، ما قد يؤدي إلى تأجيل سفر غالانت إلى واشنطن. وأكدت تقارير إعلامية أن الخلافات بين تل أبيب وواشنطن بشأن الأهداف المحتملة في إيران قد تقلّصت خلال الأيام الأخيرة.
وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن إيران تسعى إلى فتح جبهات جديدة من خلال ما وصفه بمحور الشر، مؤكدًا أن واشنطن تعمل على تفادي تصعيد الأوضاع في المنطقة.
فرنسا وإسبانيا تدعوان إلى وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف تصدير الأسلحة التي تُستخدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، مؤكدًا أن وقف التصدير يمثل “الرافعة الوحيدة” لإنهاء النزاعات. جاءت تصريحات ماكرون خلال قمة عقدت في قبرص بحضور قادة دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط.

وأشار ماكرون إلى أن وقف تصدير الأسلحة ليس دعوة لنزع سلاح إسرائيل، بل يشدد على الحاجة إلى إيقاف الحرب واللجوء إلى الحلول السياسية. وأضاف أن فرنسا لا تزود إسرائيل حاليًا بالأسلحة، لكن ستستمر في توفير مكونات لأنظمة الدفاع، مثل القبة الحديدية.
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات ماكرون، قائلاً: “عار عليك، وإسرائيل ستنتصر بدعمك أو من دونه”، وفقًا لما نقلته صحيفة هآرتس.
وفي وقت لاحق، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانًا أوضحت فيه أن باريس ستواصل دعم إسرائيل بقطع خاصة للدفاع عن نفسها، رغم الدعوات السابقة لوقف تصدير الأسلحة.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن إسبانيا أوقفت تصدير الأسلحة منذ أكتوبر 2023. كما استنكر الهجمات الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان ودعا إلى اتخاذ إجراءات دولية لمنع تصعيد الأوضاع.
تستمر المعاناة في غزة وسط ما وصف بأنه “حرب إبادة” أودت بحياة أكثر من 140 ألف شخص بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. وتشير التقارير إلى مجاعة تسببت بوفاة عشرات الأطفال والمسنين، ما جعل الوضع الإنساني في القطاع من بين الأسوأ في التاريخ الحديث.
وفي لبنان، وسّعت إسرائيل هجماتها الجوية منذ 23 سبتمبر، إضافة إلى توغل بري في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
يأتي هذا التصعيد في ظل دعم أميركي واسع لإسرائيل، فيما تتزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد عبر وقف بيع الأسلحة والعودة إلى طاولة المفاوضات.
