بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس السيسي بفترة حكم ثالثة ل ٦ سنوات قادمة، أتناول هنا في هذا المقال رجاءً أو مطلبًا هامًا لصالح مواطنيين مصريين مهمشين طيلة السنوات الماضية، أتمني أن يصل الرئيس ما أكتبه هنا كي يلقي اهتماما منه بصورة مباشرة منعًا للخذلان من قِبل أي مسؤول آخر رغم ما تحاول أن تحدثه الدولة المصرية من طفرة شاملة في مجالات مختلفة بنواحي الحياة التى يحتاج إليها المواطن المصرى ومن هذا المنطلق اتجه فكري إلى فئة من المجتمع تحتاج إلى نظرة مجتمعية عميقة تحتاج إلى أن يمد إليها المجتمع يد العون، تحتاج إلى أن ينظر إليها المجتمع بنظرة حب وحنان وعطف. أطفال مصر الأيتام، فهم ليس لهم ذنب وليس لهم حول ولا قوة فقدرهم أنهم اودعوا في دار لرعاية الأيتام وهو طفل ليس له حول ولا قوة وتتولى الدار رعايته حتى بلوغه السن القانوني ومن هنا تخلي الدار مسئوليتها عن هذا اليتيم ويصبح الشارع هو المسؤول عنه وهو ولي أمره الجديد، فيصبح البعض متشرد متسول والبعض الآخر يتجه إلى طرق غير مشروعة كالسرقة والاتجار في الممنوعات حيث أصبح فريسة سهلة لتجار الممنوعات والبعض الآخر يقع فريسة لتجار الأعضاء البشرية والبعض الآخر يصبح صيد ثمين للجماعات المتطرفة، لذلك لابد من الاهتمام بمثل هذه الفئة من المجتمع لكي نحافظ عليها ونحميها من الوقوع في براثن الشر ونحولها إلى طاقة إيجابية يستفيد منها المجتمع وليس العكس.
فالفكرة الأساسية في احتضان الأطفال اليتامى هو توفير المناخ والبيئة الملائمة لهؤلاء الأطفال سواء كان اجتماعيا أونفسيا والمساهمة في محاولات تعويض هؤلاء الأطفال عن غياب أسرهم الطبيعية من خلال توفير سبل الرعاية الاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية ويتم ذلك وفقا لعدة برامج تعمل علي تنمية مهاراتهم وإكسابهم خبرات حياتية وتعليمية وتثقيفية مختلفة من خلال تقديم أنشطة تربوية متخصصة في هذه المجالات سواء عن طريق الألعاب الرياضية أو التعليمية والأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والترفيهية.
اقرأ أيضًا:مهن لا تعمل فيها النساء بحكم القانون.. تمييز أم حماية؟
تشمل هذه الرعاية في هذه الفترة أيضآ وضع برامج تأهيلية تساهم في دمج هؤلاء الأطفال مع المجتمع الخارجي سواء عن طريق الحفلات أو الذهاب للمولات أو إقامة معسكرات خارجية وداخلية بالاشتراك مع مؤسسات مجتمعية ومدارس وهيئات أخري.
كل ما سبق يوضح جزء بسيط لدور دور الأيتام في حماية هؤلاء الأطفال وتقديم كافة سبل الرعاية الاجتماعية ليتمتعوا بحياة كريمة خلال فترة عمرية يقضيها هؤلاء في هذه الدور كأسر واحدة متكاملة البنية والتربية والتعليم ثم بعد ذلك تأتي صدمة كبري وهو سن بلوغهم وهو أيضا سن خروجهم من دارهم التى كانت تمثل مأمنهم وأمانهم الوحيد ليجدوا أنفسهم في أحد شوارع المجتمع دون مسكن ودون أسر ودون أخوة فيلقي كل واحد منهم في مكان منعزل عن الآخر مشردين بالشوارع دون أي مراعاة لأدميتهم..
أردت أن أطرح هذا المقترح وأقدمه لكي يصبح من أهم اهتمامات الرئيس القادم لمصر وتصبح هذه الفكرة بمثابة مبادرة رئاسية منه كمساهمة من شخصي البسيط في وضع بعض الحلول التي رأيت أنها من الممكن أن تكون وسيلة لتوفير سبل لرعايتهم بعد بلوغهم السن القانوني لكي لا يصبحوا مشردين دون حياة كريمة، أرى أنه من الضروري السعي في تنفيذ رؤيتين وفقا لتقديراتي البسيطة لهذه الأزمة ويمكن أن يتفق أو يختلف عليها البعض ويمكن التطوير والتجديد بها إذا نالت الاهتمام.
المقترح الأول : وهو مقترح خاص بالأطفال بعد بلوغهم سن الخروج من الدار التى كانت ترعاه وهو كالتالي:
العمل على توفير المسكن المناسب لهم وذلك بوضع نسبة من شقق الإسكان الاجتماعي يستفيد منها مثل هذه الفئة بالإضافة إلى توفير فرص عمل مناسبة لهم سواء في القطاع العام أو عمل مبادرات وعقد بروتوكلات مع القطاع الخاص أو تسهيل الإجراءات لهم للاستفادة من مبادرات الدولة في تشجيع المشروعات الصغيرة لأصحاب الحرف منهم والعمل على تدريبهم علي عدة برامج تأهيلية تساعدهم على الدمج مع المجتمع بصورة متكاملة مع تدريبهم علي بعض الحرف الفنية واليدوية ويتم القضاء علي بطالتهم من خلال تلك المشروعات وفي نفس الوقت تعتبر أداة من أدوات إعادة الاهتمام بالمجال الفني ودعم الصناعات المصرية بالإضافة إلى إعطائهم ميزات أخرى كوسائل النقل والتعليم والصحة لتعويضهم عما فقدوه في حياتهم .
المقترح الثاني : وهو مقترح خاص بالطفل من وقت دخوله إلى دار الرعاية ويكون تنفيذه على النحو التالي:
إنشاء مدينة متكاملة لكافة الفئات العمرية ونطلق عليها بيت العيلة علي سبيل المثال والغرض منه رعاية الأيتام من وقت انضمامه إلى الدار وذلك من خلال بيئة أسرية ومجتمعية متكاملة الخدمات والمرافق التي توفر لهم كافة سبل الرعاية الأسرية والتعليمية والصحية والثقافية والترفيهية وأيضا العملية عندما يتم بلوغهم السن القانوني للعمل ومرحلة الاعتماد علي النفس في تكوين أسرة لكل فرد مع مراعاة أن كافة الخدمات تتناسب مع معايير الجودة لكي نقدم حياة كريمة رفيعة المستوى لهؤلاء الأطفال منذ بداية نشأتهم.
ضرورة توفير وحدات صحية متكاملة بالإضافة إلى حضانات تعليمية ومدارس لمراحل التعليم المختلفة ونادي رياضى اجتماعي وترفيهي متكامل بالإضافة إلى احتوائها على عدد مقبول من المطاعم لتقديم كافة الوجبات ويعمل بها متخصصون في مجال الغذاء بجانب قسم لنظافة الملابس والمفروشات وملحق به سكن للعاملين في هذا القطاع.
يمكن تقسيم الأطفال إلى عدة مجموعات من الجنسين ويتم تعيين لكل مجموعة من الأطفال أم بديلة بدوام كامل وخالة بديلة وأب بديل وجدة بديلة لكي يقوموا بتربية ومتابعة هؤلاء الأطفال والإشراف علي كافة متطلباتهم اليومية وهؤلاء الأشخاص يمكنهم أن يتبادلوا الأدوار مع الأسر أو المجموعات الأخرى.
مراعاة تعيين أخصائيين في المجال النفسي والاجتماعي للتواجد بشكل دائم لتقديم كافة سبل الدعم والرعاية لهؤلاء الأطفال في بيئة أسرية مستقرة وهادئة ومتوازنة ومتكافئة.
وعندما يصل هؤلاء الأطفال إلى السن المقبول للعمل يكونوا قد اكتسبوا الخبرة والتعليم الجيد والمناسب يتم توظيف البعض منهم في مدينتهم المتكاملة داخل كافة القطاعات الخاصة بالمرافق والخدمات وفقا لتخصصات كل فرد منهم وأيضا نعمل علي تعيين الجزء الآخر منهم في شركات ومصانع تعمل الدولة علي التعاقد مع أصحابها لكي يدعموا هؤلاء الشباب سواء بوظائف أو بتوفير مشروع لكل مجموعة وأيضا المشروعات المنتجة بالإضافة إلى توفير سبل الدعم للحصول علي شقق من الإسكان الاجتماعي عندما يريد كل فرد منهم بناء وتكوين أسرة " الزواج " أو عند تخطيط المدينة منذ البداية ترك مساحة مناسبة لقطاع المتزوجين وذلك للعمل فيه على بناء شقق سكنية للمقبلين علي الزواج من هؤلاء الشباب.
نريد أن تكون هذه المدينة مدينة متكاملة لإنقاذ شريحة من شرائح المجتمع المهمشة أو المسؤول عنها أغلب النفوس البشرية التي تعمل علي استغلال قضيتهم لكسب الأموال وعندما يتقدموا في العمر لسن البلوغ يتركونهم فريسة للمجتمع دون الأخذ في الاعتبار عن كيفية مواجهتهم للمجتمع الخارجي بكل أساليبه فيكون مصيرهم هو التسول في الشوارع والطرقات بغرض العيش ومنهم من يقعون فريسة لتجار المخدرات والأعضاء البشرية وخلافه من المنظمات المتطرفة والمسلحة التي تهدد كل إنسان والسيطرة علي عقولهم ففي كافة الأحوال هم يقعون فريسة لكافة السبل الإجرامية التي تشكل خطرا كبيرا علي المجتمع.
لذلك من الضروي الاهتمام بهم اهتمام متكامل من البداية إلي النهاية وفي بيئة تحتضنهم احتضان سوي وتحت رقابة ورعاية مشددة ليكونوا نواة صالحة في تقدم ونهضة ورفعة مجتمعنا الانساني.