يشير العنف المنزلي إلى "السلوكيات العدوانية والقسرية التي يستخدمها البالغون ضد شركائهم الحميمين". وبناء على ذلك، قد يرتكب كل من الرجال والنساء العنف المنزلي. تعرضت ٣١٪ من النساء المصريات المتزوجات حاليًا أو سابقًا، اللاتي تتراوح أعمارهن بين ١٥ و٤٩ عامًا، لشكل من أشكال الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو النفسي من قبل أزواجهن في عام ٢٠٢١، وفقًا للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء (CAPMAS).
ووفقًا لأحدث نتائج مسح الأسرة المصرية، قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن ٢٢،٢٪ من النساء المتزوجات تعرضن للإيذاء النفسي على يد الزوج، بينما تعرض ٢٥،٥٪ للإيذاء الجسدي.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض ٢٦،١٪ من النساء في نفس الفئة العمرية للإيذاء الجسدي والنفسي، حسبما ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يحتفل به سنويًا في ٢٥ نوفمبر.
اقرأ أيضًا:حرية المؤخرات في عهد الديكتاتوريات "تاني"
مؤخرًا، أنشأت مصر ٢٦ وحدة لمكافحة العنف الأسري في المستشفيات الجامعية لمساعدة النساء على مستوى البلاد، بالإضافة إلى ثماني وحدات استجابة طبية مجهزة في المستشفيات الجامعية العامة والخاصة للناجيات من العنف.
أظهرت الدراسات أن الرجال والنساء يرتكبون العنف المنزلي الجسدي والنفسي في كثير من الأحيان، ومع ذلك فإن العنف الجسدي للرجال قد أصبح أكثر شيوعًا وأكثر إيذاءً حيث أن الرجال في كثير من الأحيان يعتدون جنسيًا، ويستخدمون أساليب قسرية للسيطرة. كما أن النساء في البيئات الأكثر فقرًا تعرضن للعنف المنزلي الجسدي أكثر من الرجال.
إن السلوك يتم تعلمه من خلال مشاهدة سلوك الآخرين، على سبيل المثال، يلاحظ الأطفال الذين يتعرضون للعقاب الجسدي أو لمعاملة سيئة من الوالدين، يلجأون إلى استخدام مثل هذه السلوكيات في مرحلة البلوغ. ومن ثم، فإن ميل المرأة إلى الدخول في شراكة عنيفة يمكن تعلمه من خلال ملاحظة أو تجربة طفولتها والعنف التي تعرضت له في مرحلة الطفولة.
القوة الخفية هو مصطلح مهم لشرح كيف يتم تبرير العنف المنزلي، يشير المصطلح إلى العمليات النفسية أو الاجتماعية في علاقات القوة التي تقود المرؤوس إلى النظر إلى عدم المساواة في السلطة على أنها "طبيعية" أو "صحيحة"، وبالتالي، فإن التعرض للعقاب الجسدي أو العنف في مرحلة الطفولة أو العنف المنزلي قد يعلم النساء النظر إلى تجارب العنف المنزلي كأمر طبيعي ومن الأمثلة الواضحة على ذلك ممارسات ختان الإناث، والعقاب البدني، والعنف المنزلي.
تميل النساء اللاتي تعرضن لذلك إلى الاتفاق على أن "ضرب الزوجة" أمر "مبرر".
بالإضافة إلى التنشئة الاجتماعية، فإن الموارد التي تمتلكها المرأة أو تفتقر إليها في الزواج، سواء تجاه زوجها على سبيل المثال، أو بالقيمة المطلقة قد يؤثر على آرائها حول العنف المنزلي فالزوج الذي يتمتع بموارد أكثر - مثل التعليم أو الدخل - سيكون لديه اليد العليا، ففي ضوء التسلسل الهرمي للموارد والتي يتم تبادلها في الزواج، فإن التبادلات غير المتماثلة للموارد الأكثر قيمة قد تؤدي إلى حصول الطرف المحروم على تضحية وبدائل أقل للزواج.
ففي أجزاء من المناطق الريفية والحضرية، تحملن النساء معاملة مماثلة بسبب "المخاوف على أطفالهن" أو توقعاتهن بالصعوبات المالية كما أوضحت النساء في أجزاء من الريف أنه "من المعقول" أن يضرب الزوج زوجته بسبب "فعلها الخاطئ"، وأيضًا النساء اللاتي لديهن ولدان أو أكثر ولديهن تعليم أقل بكثير من أزواجهن يتفقن في كثير من الأحيان على أن "ضرب الزوجة" أمر "مبرر".
ومن الجدير بالذكر أن التوزيع والتبادل غير العادل للموارد القيمة في الزواج يخلق حالة عامة من التمييز للنوع الاجتماعي. يمكن لأنظمة التقسيم الطبقي بين الجنسين أن تعزز اعتماد الزوجات اللاتي يعتمدن على الزوج في وضعهن الاجتماعي والوصول إلى الموارد.
في هذا النظام، قد تؤثر الفروق الفردية في اعتماد المرأة على الزواج على وجهات نظرها حول العنف المنزلي، على سبيل المثال، قد يكون لدى النساء المتزوجات اللاتي لديهن أطفال ولا يحصلن على سوى القليل من الدعم المالي الآخر مثل هذا الاعتماد قد يجبر النساء على أن يكونن أكثر تسامحًا مع الإساءة الزوجية أو حتى النظر إليها على أنها طريقة مشروعة لإظهار السلطة.
لذا يعد وصول المرأة إلى الموارد والفرص الاقتصادية، بما في ذلك الوظائف والخدمات المالية والممتلكات والأصول الإنتاجية الأخرى وتنمية المهارات خطوة هامة في التمكين الاقتصادي للمرأة. وتمكين المرأة أمر ضروري للتنمية الاجتماعية للأسر والمجتمعات عامة، عندما تعيش المرأة حياة آمنة ومرضية ومنتجة، هذا يؤهلها إلى تحقيق إمكاناتها الكاملة والمساهمة في بناء المجتمع.