في قضية العنف ضد النساء.. وجوب وقف الاغتصاب التصحيحي

يوافق اليوم ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وما يتبعه من خمسة عشر يومًا تنتهي في العاشر من ديسمبر. نستهدف في هذه الأيام التدوين عن قضايا العنف ضد النساء ورصد ومحاربة كافة اشكالها. لا ننسى في هذه الأيام العنف الذي تتعرض له النساء الكويريات (مصطلح عام يشير إلى الأقليات الجنسية) على كل الأصعدة حيث يتعرضن لأنواع مختلفة من العنف مثل العنف الأسري والجنسي والنفسي والاقتصادي والإليكتروني والجسدي والطبي

إن النساء من مجتمع الميم عين (مجتمع المثليات والمثليون ومزدوجي الميول الجنسية والعابرون والعابرات جنسيًا) يتعرضن يوميًا للكثير من أشكال العنف والتنكيل ونود أن نختص بالذكر هنا حالات يتم تجاهلها عمدا نتيجة الهوموفوبيا أو كراهية المثلية الجنسية ألا وهي الاغتصاب التصحيحي.

اقرأ أيضًا:زواج القاصرات.. كارثة إنسانية تزيد من هشاشة المجتمعات

إذن ما هو الاغتصاب التصحيحي؟؟

هو مصطلح يقصد به ذلك الفعل الإجرامي الذي  يتم ممارسته  ضد النساء الكويريات وخاصة المثليات واللا جنسيات منهن بسبب ميولهن الجنسية أو هوياتهن الجندرية حيث يتم اغتصابهن من قبل الرجال وفي كثير من الأحيان يكون ذلك بموافقة العائلة وعلى يد أحد أفرادها أو أحد افراد المجتمع المحلي  وذلك بدعوى علاجهن من المثلية الجنسية وينتشر ذلك بكثرة في المجتمعات القبلية والأقل تحضرًا  أما في المجتمعات الأكثر تحضرًا فيكون له شكل آخر وهو الزواج القسري،  إلا أن المحصلة واحدة في النهاية ألا وهي إجبارهن على الامتثال للقوالب الجنسانية النمطية وتعزيز المعايير الاجتماعية المتعارف عليها  .

من أكثر الدول التي ينتشر فيها الانتهاكات الجسدية ضد النساء الكويريات لا سيما عمليات" الاغتصاب التصحيحي" هي جنوب إفريقيا ونذكر على سبيل المثال لا الحصر لاعبة الكرة المثلية " أودي سيميلان" التي عثر على جثمانها في أبريل 2008 في مجرى مائي على بعد عدة كيلومترات من منزلها، وقد ذكر تقرير أعدته bbc مع أسرتها أنه تم تتبعها واغتصابها ثم طعنها حتى فارقت الحياة.

إلا أنه وفاة "سيميلان" لم تذهب هباءً فقد كانت وفاتها بهذه الوحشية منارة للكثيرات من ذوات التوجهات الجنسية المثلية والعابرات وشجعهن على التقدم بقصصهن الخاصة والإدلاء بتصريحات عن كيفية تعرضهن للاغتصاب كعقاب أو كمحاولة لتغيير ميولهن الجنسية أو هوياتهن الجندرية .

الجدير بالذكر أن مصطلح "اغتصاب تصحيحي" لم يعد يستخدم كثيرا وذلك تأكيدا على رفض مصطلحات رسخها النظام الأبوي الذكوري لأن هذا المصطلح يفضي إلى تصور خاطئ بأن هناك حاجة ما للإصلاح والتصحيح وأنه يفضل استخدام لفظ" اغتصاب المثليين" نظرًا لأنه أكثر شمولًا حيث يشمل أيضًا الرجال المثليين والعابرين الذين يتعرضون أيضًا للاغتصاب وإن كان ذلك يحدث بنسب أقل من النساء.

أيضًا من أشكال العنف الجنسي والأسري التي قد يتعرض لها الأفراد من مجتمع الميم عين الزواج القسري وهو مصطلح يقصد به إجبار أحد طرفي الزواج أو كلاهما على الزواج دون موافقته وقد تصل درجة الإجبار إلى ممارسة الضغط النفسي والعنف الجسدي.

تصنف منظمة الأمم المتحدة الزواج القسري على أنه انتهاك صريح لحقوق الإنسان لأنه يتعدى على أبسط حقوق وحريات الأفراد واستقلاليتهم. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن للمرأة مطلق الحرية في اختيار من تتزوجه دون التعرض لأي إجبار أو تعنيف ومع ذلك لازال هذا الخطر قائمًا.

وجدت دراسة أجراها أكاديميون في جامعة بريستول وجامعة لينكولن ببريطانيا، أن أفراد مجتمعات الميم عين يتعرضون للزواج القسري بنسب أكثر من أقرانهم من المغايرين.

إن أحد أهم أسباب الزواج القسري هو اعتقاد الأسرة والمجتمع أنها خطوة يمكن أن «تصلح» الأشخاص الذين لا يتوافقون مع المعايير الجنسانية أو الذين ليسوا مغايرين جنسيًا الأمر الذي لا يهدد فقط أفراد مجتمع الميم عين وإنما يهدد المجتمع ككل بزيجات فاشلة مآلها إلى الطلاق وربما إلى ما هو أسوأ من حالات تعنيف وقتل النساء نتيجة رفضهن لهؤلاء الأزواج .

1 تعليق

  1. كنت مرتبطه في فتره ب transman أهلو أجبروه على الزواج كإمرأه في الصعيد و نتج عن هذا الزواج طفلين للاسف ، و بعد تحديات كثيره و مع رفع مقدار الوعي عنده بحالته ، اضطر الا تمزيق إطار الحياه التي عاشها ، و البدء في حياه جديده ، ليتصحح الوضع من إمرأه مهزومه معتقله في منزل قروي بين أهل الزوج إلا رجل مستقل يعمل لبناء حياة أكثر إستقامه .
    لكن على جانب آخر ، هناك طفلين أصبحا يتيمين قبل أن يعرفو معنى وجود الام اصلا ، و يسمعون يوميا كمية لا متناهية من التنكيل بتلك الام التي طاوعها قلبها ان تلقي بهم خلف ظهرها لتمارس ما يسمونه بالفجور .
    صديقي المصحح جنسيا ، العابر ، لم يحظ بحياة فارهة مليئة بالسعاده ، وإنما حياه صعبه للغايه تحت رعاية الشقاء و التمييز و الكفاح من أجل تحقيق الذات ، و أي ذات تلك التي رغب في تحقيقها ، ليست نجاحا وليست طموحا ، فقط تحقيق الذات بالمعنى المجرد ، ان يصبح الشخص هو نفسه ، ان يصبح هو ذاته .
    صديقي كاتب المقال ، أشكرك بشده على انك تحدثت بما في قلوب الكثيرين من ألم ، و سلطت الضوء على حقيقة المجتمعات التي تدعي الفضيله ، و الفضيله بريئه من اسفافهم .

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة