"الصحفيين" تحتفي بمبادرة "فكر تاني" لإعادة المصريين العالقين في غزة

احتفلت نقابة الصحفيين، أمس السبت، بالمبادرة التي أطلقتها منصة "فكر تاني" لتسليط الضوء على آلاف المصريين العالقين في قطاع غزة، حيث تشن إسرائيل حربًا داميةً اخترقت فيها كل بنود القانون الدولي الإنساني، قتلًا واستهدافًا للمدنيين والمستشفيات والأطقم الطبية والصحفيين والأطفال والنساء على حد سواء.

وخلال الفعاليات التي أقامتها نقابة الصحفيين بعد شهر على طوفان الأقصى والحرب على غزة تحت عنوان "يوم فلسطين"، تحدثت الإعلامية دينا عبد الرحمن عن مبادرة "عودة المصريين العالقين في غزة"، التي دشنتها منصة "فكّر تاني"، الأسبوع الماضي، لافتةً إلى أهمية التحقيق الصحفي الذي أنتجته الصحفية رباب عزام، تحت عنوان: "عالقون في غزة.. آلاف المصريين يستغيثون: أعيدونا من الجحيم"، كمصدر للمعلومات وحيد فيما يخص مسألة المصريين العالقين في القطاع وسط حرب الإبادة الجارية، في ظل غياب المعلومات عن هؤلاء الذين يصارعون الآن ظروف الحرب والدمار في بلد شقيق دون استجابة لاستغاثاتهم ومطالبات ذويهم بإعادتهم إلى بلدهم.

اقرأ أيضًا: عالقون في غزة.. آلاف المصريين يستغيثون: أعيدونا من الجحيم

وقد وجهت "عبد الرحمن" الشكر لـ "فكر تاني"، على إلقائها الضوء على هذه القضية الملحة في ظل الأحداث المتصاعدة بشكل يومي في قطاع غزة.

شهد اليوم التضامني الذي رعته نقابة الصحفيين بحضور القائمين على "فكر تاني" فعاليات بدأت بورش رسم للأطفال تحت عنوان "ارسم مع فلسطين"، أشرفت عليها الفنانة التشكيلية فاطمة أبو دومة. كما تضمنت الفعاليات مؤتمرًا صحفيًا تحت عنوان "شهر على الطوفان.. يوم مع فلسطين"، شارك فيه نقيب الصحفيين خالد البلشي، والناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة، والكاتبة والأديبة سلوى بكر، والناشطة والأديبة أهداف سويف، والفنان محمود حميدة. واختتم اليوم بتقديم قراءة لرواية الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي "تفصيل ثانوى" بمشاركة منى سلمان، وسها النقاش، ومنى الشايب، وحفل لفرقتي كورال عباد الشمس الفلسطينية، والورشة المسرحية.

هربت من فرنسا واخترت مصر

وعلى هامش المؤتمر، التقت "فكر تاني" عددًا من الرموز الفلسطينية، على رأسهم المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقة، التي أكدت على سعادتها بتواجدها في مصر بعد أزمة ترحيلها من الأراضي الفرنسية، وعدم تمكنها من حضور عدد من المؤتمرات والفعاليات الخاصة بما يدور في غزة الآن.

فعاليات يوم فلسطين
فعاليات يوم فلسطين (تصوير: محمد فوزي)

وقالت "أبو دقة": "اليوم أشعر بأني خرجت من كابوس أوروبا، الوجه الكبير للفاشية، مريت بتجربة قاسية هناك لكني فخورة بها للغاية، ذهبت للمشاركة في عدد من المحاضرات لكني تفاجأت بتمرير المسئولين فقط للمنتمين للوبي الصهيوني وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة، ومنعي رغم دعوتهم لمشاركتي".

وأضافت: "القائمون على الملفات الحقوقية هناك يفتعلون قضايا لمناصرة القطط والحيوانات، وهي أولى لديهم من الفلسطينيين، ولمجرد وجودي تم التحريض ضدي، ثم قاموا بملاحقتي واعتقالي مع شخص يهودي معادي للصهيونية، بناء على أوامر وزير الداخلية الفرنسي، واحتجزت متنقلة بين أربعة سجون. وقدمت للمحاكمة لأني رفعت شعار فلسطين تنتصر، وكنت قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سابقًا". وبعد انتهاكات عدة وحسب وصفها قررت "أبو دقة" أن تعلن عن جنسيتها المصرية، مؤكدة: "بمجرد أن أخرجت هويتي المصرية، تبدلت الأمور، وتحسنت المعاملة، عملوا حساب لمصر، واخترت أن يتم ترحيلي لمصر، وها أنا الآن في القاهرة".

مصري قدم لي سكنًا بديلًا

كذلك، قدم أبو إبراهيم وهو فلسطيني عالق في مصر شهادته عما يعانيه وطنه الآن، فقال إنه كان في زيارة لمصر قبيل الحرب لظروف تتعلق بسفر ابنته لأوروبا من مطار الغردقة الدولي؛ ثم قامت الحرب في السابع من أكتوبر، ليفاجئ بغلق معبر رفح أمام مروره إلى غزة. مضيفًا: "أول أسبوعين من الحرب كنت على اتصال جيد بعائلتي في غزة، وعلمت بقصف وتدمير منزلي في قلب القطاع، والآن ضعفت الاتصالات ولا أستطيع الاطمئنان على ذويي، وعلمت أن هناك شهداء من عائلتي".

تدهورت أحوال "أبو إبراهيم" المالية نتيجة انقطاع صلته بحساباته البنكية وعائلته في غزة، لكنه أشاد بمالك العقار المصري الذي أجر له مسكنًا دون مقابل حتى تتحسن ظروفه.

حضور يوم فلسطين (المصور: محمد فوزي)
حضور يوم فلسطين (المصور: محمد فوزي)

وطالب خالد سليم -مزدوج جنسية كان ضمن الحالات التي ألقى تحقيق "فكر تاني" الضوء عليهم- بتمكين عائلته من العودة إلى مصر، حتى يتمكن من رؤية ابنه الرضيع الذي ولد في غزة ولم يتلقي به حتى اللحظة. معلقًا: "حاولت تقديم أوراقهم للتسجيل لدخول المعبر في وزارة الخارجية المصرية، والسفارة المصرية في رام الله وكافة الجهات المعنية؛ لكن لم أتلق أي إجابات حتى الآن".

الفنان محمود حميدة كان بين الحضور (تصوير: محمد فوزي)
الفنان محمود حميدة كان بين الحضور (تصوير: محمد فوزي)

وأشار أحمد عبد العظيم إلى أنه يحاول التواصل مع أي مسؤول مصري لإعادة شقيقه المصري الذي سافر إلى غزة لزيارة زوجته الفلسطينية قبل الحرب بأيام قليلة، مطالبًا بالحديث عن العالقين من المصريين في غزة. قائلًا: "نطالب الإعلام المصري أن يثير القضية كما رأينا من (فكر تاني)، ونطالب رئيس الجمهورية بحماية أبناء الجالية المصرية أولًا، وإتاحة دخول المصريين عبر المعبر دون قيود".

فيما قال سيف أبو يوسف إن زوجته وأبناءه كانوا في زيارة عائلية لتفعيل صلة الرحم مع أقارب زوجته، لكنهم علقوا في الحرب، مضيفًا: "ابني الصغير الذي لم يكمل الثلاث سنوات أصيب جراء القنابل الفسفورية الملقاة يوميًا على رؤوس من بالقطاع، أطالب بلدي بحماية أسرتي".

غزة والعالقون

على الصعيد الإنساني، تزداد الأوضاع تدهورًا داخل قطاع غزة مع توقف المزيد من مستشفيات غزة التي باتت منذ أيام في مرمى النيران الإسرائيلية.

وكشفت الأمم المتحدة عن أرقام صادمة تعكس الأوضاع الكارثية التى يعانيها الفلسطينيون، حيث أشارت إلى أن قوات الاحتلال قتلت أطفالًا، على مدى الشهر الماضى، أضعاف الأطفال الذين راحوا ضحية 22 صراعًا مسلحًا حول العالم خلال السنوات الأربع الماضية، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن إسرائيل تقتل طفلا كل 10 دقائق.

الفعاليات تضمنت ورشة رسم للأطفال (تصوير: محمد فوزي)
الفعاليات تضمنت ورشة رسم للأطفال (تصوير: محمد فوزي)

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء من الأطفال ارتفع إلى 4506 من أصل نحو 11 ألف فلسطينى استشهدوا منذ بداية الحرب.

ويأتي ذلك، في وقت لا تتوفر فيه إحصائية رسمية بعدد المصريين العالقين وتوزيعهم في غزة، وإن كانت الجالية المصرية في القطاع تُقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص تقريبًا، يستصرخ ذويهم لإعادتهم إلى مصر، وقد حصرت "فكر تاني" قوائم بأسمائهم لا تزال تتصاعد أعدادها، وفق الاستغاثات التي وردتها منذ تدشينها حملتها لإيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية.

للاطلاع على قائمة المصريين الذين وصلت استغاثاتهم إلى "فكر تاني".. اضغط هنا

5 تعليقات

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة