قبل عامين تقريبًا وفي شهر رمضان المبارك في ٢٠٢٢، قررت السلطة دعوة رموز المعارضة على إفطار الأسرة المصرية في خطوة غير مسبوقة منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد، بل ورحب الرئيس بنفسه وبشكل علني محفوف بالود بالقيادي السياسي حمدين صباحي في خطوة أكثر جرأة من دعوة الإفطار نفسها.
وفي كلمة رئيس الجمهورية بعد الإفطار أعلن تفعيل دور لجنة العفو، وأبدى سعادته بإخلاء سبيل قائمة من ٤٠ شخصًا، وبارك لهم الحرية متمنيًا للجميع التوفيق فيما هو آت في حياتهم، واستبشر الجميع خيرًا، من هم خارج السجون ومن هم مثلي استمعوا للخطاب حينها داخل محبسهم، وبالفعل بدأت لجنة العفو في ممارسة عملها والتواصل مع أهالي المحبوسين، وتحضير القوائم. وبالفعل توالت القوائم في الخروج. أي نعم بشكل بطيء وأعداد زهيدة، لكن كان هناك حركة وبوادر انفراجة، خلقت حالة من التفاؤل في الأوساط.
اقرأ أيضًا:"مروة" و"وفاء" وجوابات هربت من سنوات الحبس الاحتياطي
كنت أنا شخصيًا من المستفيدين من تفعيل لجنة العفو، وتم إخلاء سبيلي في شهر يوليو ٢٠٢٢ بعد ٣ أشهر من بدء عمل اللجنة، وأيضًا استفاد غيري من النشطاء والسياسيين، وغيرنا من المواطنين غير المهتمين بالعمل العام أو السياسة بشكل عام.
سار الأمر على هذا النحو فترة، ثم تراجعت الإفراجات، وخفت الحديث عن خروج المحبوسين.
وإذ فجأة، ومنذ عام تقريبًا أو أقل قليلًا، بدأت فكرة القوائم وعملية الإخلاء تتوقف تمامًا.
وبعد أن انتشر فيروس التفاؤل بين أهالي السجناء، وهدأت سريرتهم، وأصبحوا على يقين أن خروج ذويهم مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وبعد تفاؤلنا جميعًا، والتوصل لنقطة تلاقي بين مجموعة ليست بالقليلة منا، وبين السلطة وموافقتنا على المشاركة في الحوار الوطني دون قيد أو رقابة على أي كلمة أو مداخلة في أي موضوع، تتجدد الإحباطات مرة أخرى بتوقف عجلة الإفراج.
عند بدء جلسات الحوار الوطني، حدث ما لم يكن متوقع وتم اختياري لإلقاء كلمة في افتتاح فاعليات الحوار الوطني، وتحدثت كما يحلو لي وذكرت بالاسم علاء وباقر ودومة، وفي جلسات أخرى هاجمت السلطة بشكل صريح.
إلى هنا كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، إلى أن تراجعت حالة التفاؤل، وظهرت الشكاوى من تأخر الإفراجات، وكثرت شكاوى أهالي المحبوسين من مشكلات تخص الوقت والزيارات.
سادت حالة هدوء حذر عند كل الأطراف، سلطة ومعارضة وشارع.
لمصلحة من ما يحدث الآن؟
لمصلحة من توقف خروج الناس من السجون وإصابتهم باليأس والاكتئاب ومحاولات التخلص من الحياة؟
لمصلحة من قتل التفاؤل عند عائلات السجناء وفقدهم الأمل وتحول هذا الأمل إلى يأس وغضب؟
لمصلحة من إحساس المواطن العادي المتابع للأحداث بالخوف وعدم الأمان واحتمالية أن يكون سجين مرتقب في أي لحظة من اللحظات دون أي سبب مقنع أو غير مقنع أو دون أي سبب من الأساس فهو يرى في عمله أو الحي القاطن به ابن أو أب أو أم أو أخ أو أخت مسجونين دون أي مبرر أو منطق أو حتى رحمة، من أين لهذا المواطن أي إحساس بالأمان؟
لمصلحة من تفاقم الاحتقان والتوتر الشارع؟؟
في ظل تحمل المواطن غلاء الأسعار الجنوني غير المسبوق، وفي ظل تحمله أيضًا كل كوارث تعويم الجنيه وتفاقم الأزمة الاقتصادية إلى هذا الحد، يأتي هذا اللهو الخفي ويبث الرعب أكثر وأكثر ليس فقط بتوقف قرارات العفو الرئاسي وتوقف إخلاءات السبيل بل بحملات قبض واسعة بدأت بحملة المرشح الرئاسي السابق لرئاسة الجمهورية أحمد طنطاوي والذي خرج من السباق بسبب عدم استكمال التوكيلات الشعبية المطلوبة، إلى تتبع عدد من الشباب المشاركين في مظاهرات دعم فلسطين يوم الجمعة الماضية والتي جاءت بالأساس بمباركة السلطة وأجهزتها الأمنية!!
لمصلحة من تصدير كل هذا الاحتقان بين السلطة والشارع؟
ماذا عن الشارع الذي يرضي بأقل القليل، عندما يرى أن هناك صدق في الوعود والاتفاقات حتى ولو تسير بشكل بطيء.
لمصلحة من أن يظل الخوف هو المسيطر على المواطن؟، عندما يسيطر الخوف يتراجع الإنتاج والشعور بالانتماء، في حين أن هذا المواطن حين يشعر بالأمان يقدم الغالي والنفيس من أجل تراب هذا الوطن!
هناك من يرغب في أن تظل العلاقة مع السلطة بشكل عام في توتر مستمر وغليان في الشارع بشكل دائم.
الأمر في غاية السهولة، التزموا بوعودكم وحافظوا على عهودكم ولو بشكل نسبي، أفرجوا عن كل من لم تلوث يده بالدماء أو حرض عليها على حد قولكم، فقط التزموا بوعودكم لا أكثر ولا أقل.
هناك من يرغب في أن تظل العلاقة مع السلطة بشكل عام في توتر مستمر وغليان في الشارع بشكل دائم !!!
اظن السلطة هي اللي قاصدة تفرم الشعب
و بالنسبة للمعتقلين.".الظلم ظلمات يوم القيامة"..
مش فاضي لهم الانتخابات اهم و في اسامي و على رأسهم علاء يأجلهم اما يطمن انه سطى على السلطة وقت إضافي
منتهى القهر أن تسرق ايامنا بل سنوات عمرنا