تصرخ السيدة بألم:" هذه ابنتي ليلى أحملها على يدي مقتولة برصاص غدر من محتل".
أم فلسطينية أخرى تبكي وتعانق أبنائها بعد استشهادهم بغزة وتقول:" لن أتنازل عن حقهم حسبي الله ونعم الوكيل بكل حسرة وألم ووجع على فراق أبنائها الثلاثة".
أم تروي استشهاد ابنتها حديثة الزواج، وهي في حالة بكاء شديد مع حالة من الصمود المؤلم. " آه قتلوا العروس والله عروس والله البدلة ماسويتها .. عروس يا أمي عروس لم أعد البدلة للمؤجر .. والله لن يردونا شبرا .. والله لنحاربهم بالسيف والنار حسبي الله ونعم الوكيل.. ابنتي عروس يوم الجمعة كان الإشهار".
"يوجد الآلاف من الولادات المبكرة والإجهاض نتيجة للعدوان المجنون كنوع من الانتهاكات الجسيمة التى يتعرضن لها النساء فى ظل الاحتلال الغاشم "
نساء تعرضن للمداهمات الليلية داخل منازلهن على يد قوات الجيش المحتل من الساعة 3:00 والرابعة فجرا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع بجانب الإفراط في استخدام السلاح المباشر عليهن وكل ذلك كان يتسبب في ترويع الأطفال الأبرياء وإرهاب شديد للمدنيين، وقتل الأبرياء بكل وحشية وكما أوضح تقرير الأمم المتحدة العام الماضي الخاص بالوضع الفلسطيني أنه يتم مداهمة قرابة 1360 مداهمة ليلية لمنازل الفلسطينين كل عام غالبيتها على بعد كيلومتر أو أقل من إحدى المستعمرات الإسرائيلية .
فوزية شاهين، تصر على ألا تغادر غزة حيث تواجه هي وأحفادها قصفًا إسرائيليًا متواصل، ونقص الموارد من الخبز والمياه الصالحة للشرب مع انقطاع التيار الكهربائي.
"كان عمري أنا 18 في سنة 1956، أتوا علينا اليهود وصاروا يدقوا على الأبواب وإذا يوجد شباب يطلعوا لهم ويصلبوهم على الحيطان عند قهوة أبو مسلم إشي يقع مع الطخ ويبقي علي قيد الحياة وإيشي يجي فيه السلاح وبعدين يقعدوا شوية وينسحبوا وسحبوا من هنا بعدها إجت ١٩٦٧ وصار ماصارت زي ١٩٥٦ يعني صار ذبح وقتل وطخ ، احنا حاليا لوين نصير ايش مايصير مش هنهاجر لأن ليش هم يخبطوا فينا لكن احنا مش هنطلع من دورنا ولا نهاجر وين بدنا نروح"
النساء الفلسطينيات تعيش في خوف مستمر من الانفصال عن أطفالهن في حالات نقلهن، وتفقد النساء من خلال هذا الأمر لم شمل أسرهن. فسياسة الهدم العقابي للمنازل التي يزعم الاحتلال إنها لارهابين بغرض التهجير ونوع من أنواع المعاملات اللا إنسانية والتي تشكل أيضًا انتهاكات لاتفاقية منع التعذيب التي تلتزم بها إسرائيل مع الأمم المتحدة . تتعدى قوات الإحتلال الاسرائيلي علي منازل المواطنين الأبرياء بوحشية وينتج عنها قتل النساء والأطفال الأبرياء وتبعثر أشلاءهم بين أحجار الهدم في ظل غياب منظمات الأمم المتحدة عن تلك الجرائم والانتهاكات اللا إنسانية.
" أنا مواطنة من غزة عانيت من هذه الحرب القاسية معايا سيدة كبيرة وأطفال يقولون لنا أخلوا المنزل وأخرجوا الى أي مكان ... كيف أخلي المنزل ومعي أولادي الصغار وحماتي وستي الكبيرة وين أروح..؟ تحكي إحدى مواطنات غزة.
"قولوا لي هل يوجد مكان آمن أذهب إليه وإلي أين أروح قلبي يغلي من الداخل ليس خوفا من الموت اللهم إني أسألك الشهادة ولكنني خائفة علي أولادي وبيتي خائفة علي الست الكبيرة في السن كيف أمشي بها هذا الأمر يحتاج إلي الجري فكيف أجري بها .. وبعدين ؟
" اليوم راح نسيب بيتنا كان نفسي أحضن الحيطان وأطبطب عليهم وأحكيلهم خليكم قويين ما تنهزموا من قذيفة أو صاروخ حافظوا على ذكرياتنا وأحلامنا التي اتولدت في البيت وما قدرنا نحققها لسه "
" راح نسيب البيت نروح على مكان قريب على مستشفى آمن شوي من بيتنا لأنه ما ضل حدا في الحارة وراح يمشطوا كل المنطقة من الشمال لغزة علي أساس الاجتياح البري والقصف يتم عشوائي وعلي رأس السكان ، واحنا راح مانترك غزة "
تكمل السيدة الخمسينية " نتعرض في غزة وفلسطين لمجزرة وتطهير عرقي من قبل الآلة الاستعمارية الصهيونية على مرأى ومسمع من العالم الذي يقف ويساند القوة الاستعمارية، في محاولة لمحو الوجود الفلسطيني والإبادة الجماعية فلندعوكم كشابات فلسطينيات للمشاركة الفاعلة، والخروج إلى الشوارع لتحقيق العدالة لفلسطين والوقوف تجاه مسؤولياتنا كشعوب تساند وتدعم بعضها البعض لمجابهة الآلات الاستثمارية الغربية والحكومات العربية الرجعية اجعلوا من يوم الجمعة القادم ٢٠/١٠ بالتزامن مع كافة المدن والدول يوم عصيب لهؤلاء القتلة والمحتلين لأرضنا وشعبنا البرئ المناضل "
" الوضع كارثي ومأساوي جدا، القصف عنيف لا يوجد مياه ولا كهرباء الوصف الدقيق للي بيصير الآن في غزة هو إنه بيتم إبادتنا ما خلوا لا نساء ولا أطفال ولا كبار السن ولا ذوي إعاقة ولا طواقم طبية وصحافية كل إنسان بغزة مستهدف أكثر من 45 عائلة حتى الآن تم مسحها من السجل المدني ، دعواتكم"
" عزيزتي كلها ساعات أو أيام وراح ينقطع الإنترنت عن قطاع غزة حتى يصير تعتيم إعلامي وإحنا عم نتعرض لأكبر إبادة جماعية وإجرامية في حال ينقطع صوتنا ما تنسونا لأنه راح نكون عم بنموت"
" للأسف الوضع أكثر من كارثي ما في كلمات أو مشاعر ممكن تعبر عن الوضع هنا وكل ليلة بتكون أسوأ من إللي قبلها وحاليا نعيش في مخطط تهجير لأهل غزة يعني أكثر من 1,000,000 شخص تم تحذيرهم يتركوا غزة وشمالها ويروح على جنوبها "
تحكي لنا أم ياسين "الهدف من الحرب هذه ليس إنهاء حماس ولكن الهدف منها هو تهجير المواطنين من أرضهم وضمها للكيان الصهيوني عشان يعيشو لاجئين في مخيمات اللجوء المصرية تخيل تعيش لاجئ في مخيم لجوء وطبعا إللي بيطلع ممنوع يرجع لأن اللي بيطلع بيعتبروه تنازل عن ممتلكاته في فلسطين وما راح يكون معه جواز ويقدر يتنقل ويروح وين ما بده .. راح يعطوه وثيقة لاجئ عشان يكون ممنوع يدخل أي دولة بالعالم لا عربية ولا عالمية "
" الوضع في أبراج المخابرات، الناس اللي هناك أرسلت لي شهادات أن هناك عدد كبير من المنازل مجاورة للأبراج مُدمرة بشكل كامل جزء من الأبراج منهار بشكل جزئي والشقق متضررة بشكل كبير وبعض الأبراج لاتزال بخير خاصة الأبراج الأخيرة من جهة البحر "
من زاوية أخرى، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني الاعتداء علي المدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيات التي تعمل علي تغطية الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينين باعتداءات مجحفة عن طريق مداهمات واعتقالات ليلية وقتل متعمد وهم في ساحة العمل. حدث مع الصحفية شيرين أبو عاقلة عندما كانت تغطي وتنقل أحداث وانتهاكات قوات الاحتلال بمنطقة الشيخ جراح، ثم تلاها عملية استهداف للأطقم الصحفية.
" فقدنا بالأمس أربعة من بعض زملائنا المسعفين من جنود العمل الإنساني الذين استشهدوا خلال تأدية عملهم في قطاع غزة ( حاتم عوض وخليل الشريف ويسري المصري وأحمد دهمان) "
"خرجت هذا الصباح لشراء بعض الاحتياجات قبل أن يشتد القصف كنت أظن أن ما نسمعه ونراه هو المرعب وأن أصوات القصف والطائرات هي الأصعب. حين خرجت ذُهلت مما شاهدت لأول مرة في حياتي أصدق بأن الجماد يشعر نعم يشعر منظر البنايات بالضبط مثل البشر لقد كانت تشعر بالرعب والخوف حين قُصفت كأن الشبايك المتناثرة هي دموعها الحجارة ضلوعها، سحقوا كل شيء رائحة الموت في كل مكان والكثير تحت الأنقاض والدخان في كل مكان فمشهد العائلات التي خرجت لإحضار ما يلزمها مرعب. يمشي أفراد العائلة متلاصقين خوفًا من الفقد مما يجعل أي عاقل يخجل من كلمة الإنسانية، هذا مشهد عادي من المشاهد التي لم ترونها بعد ، غزة تباد على مرأى من الجميع.
تصرخ أم ياسين:" ياالله نحن نستحق الحياة بكرامة يا الله "
" اليوم ظهرت علي الفضائيات الطفلة سمر الترتوري تبكي بانهيار تام بعدما فقدت والدها وأشقائها الثلاثة جراء قصف منزلهم بمدينة رفح الحدودية جنوبي غزة "
بعد كل هذه الرسائل الحية من واقع غزة المؤلم من واقع أبريائها المناضلين في مجابهة محتل يقتلهم بدم بارد، فأين هي منظمات حقوق الإنسان التي كانت تندد بما يحدث في أوكرانيا أين منظمات حقوق الإنسان وأين المواثيق التي وضعت من أجل الحفاظ علي الإنسان وبقائه؟