الاستثناء، هو ما يمكن أن نصف به ما يمر على غزة من أحداث، عرفت بدايتها في 7 أكتوبر الجاري، بانطلاق عملية "طوفان الأقصى" -غير المسبوقة- في مستوطنات الغلاف، مرورًا بما لحقها من غارات عنيفة متواصلة، استهدفت كل شبر تقريبًا في شمال ووسط القطاع، حيث يقطن أكثر من مليوني نسمة، تزامنًا مع تغطية إعلامية غربية أُدينت عربيًا ودوليًا بـ"الانحياز" لإسرائيل، انتهاءً بممارسات الاضطهاد والمنع -والقتل في بعض الأحيان- التي متضامنين ومدافعين ومنتمين للهوية الفلسطينية في دول غربية.
كلها استثناءات. وربما حادث طعن الطفل الفلسطيني ذي الستة أعوام، الذي وقع السبت الماضي، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية على يد مسن سبعيني، سدد لجسد الصغير 26 طعنة قاتلة، لن يكون الاستثناء الوحيد في هذه القضية.
التهمة "دعم فلسطين"
بالأمس، حذف الاتحاد الدولي للألعاب المائية، صور البطل المصري عبد الرحمن سامح، المتوج بالذهب في سباق 50 متر فراشة ضمن فعاليات كأس العالم المقامة باليونان.
ونشر الاتحاد الدولي صور كل المتوجين في مختلف المنافسات باستثناء عبد الرحمن.
كانت تهمة "عبد الرحمن" دعم فلسطين، الذي أثبته على نفسه في تصريح باللغة الإنجليزية عقب تتويجه، جاء به: "لا أعتقد أن بإمكاني الاحتفال وأخوتي يُقتلون في فلسطين يوميًا".
"تعرضت للاضطهاد والهجوم طوال هذا الأسبوع بسبب دعمي أخوتي هناك، ولكنني سأستمر في ذلك"؛ أضاف "عبد الرحمن"، الذي أشار - في كلمته - أيضًا إلى تلقيه تهديدات بالقتل، أرهبته وعائلته.
الحساب على الرأي
قبل 3 أيام، أعلنت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أخضعت لـ"تحقق بشكل عاجل" 6 من الصحفيين العرب في مكتبي القاهرة وبيروت، بالإضافة إلى وقف التعامل مع صحفي آخر مستقل، بدعوى نشاطهم المتحيز لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة البريطانية أن المراسلين الستة وصحفي حر واجهوا اتهامات إدارية بالتحيّز ضد إسرائيل، وأكّدت الشركة الممولة من دافعي الضرائب بالفعل أن أحدهم لن يعمل بعد الآن في BBC.
وذكر تقرير أن بعض المنشورات على منصة "إكس" حازت إعجاب الصحفيين الستة، بما في ذلك مقطع فيديو لجثث وأشخاص مختطفين بعنوان "لحظة فخر"، ومقطع آخر يقول إن "الصهاينة سيعيشون كلصّ مغتصِب".
والصحفيون وهم: محمود شليب (إعلامي بارز)، وآية حسام (إعلامية إذاعية)، وسالي نبيل (مراسلة)، وسلمى خطاب (صحفية مقيمة في القاهرة)، وسناء خوري (مراسلة الشؤون الدينية مقيمة في بيروت)، وندى عبد الصمد (محررة برامج مقيمة في بيروت)، بالإضافة إلى شركة Egypt All Sports، وهي شركة يديرها عمرو فكري، المراسل الرياضي والمحلل في BBC العربية.
"إلا إسرائيل"
في 10 أكتوبر الجاري، ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، أن الحقوقي المصري باتريك زكي عوقب بالمنع من حضور مؤتمر للسلام في مدينة بريشيا، بعد أن شارك منشورًا عبر "فيسبوك"، وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"القاتل المتسلسل".
وكانت إدارة المهرجان التي سحبت دعوتها لـ"باتريك"، وقالت إن كلامه عن إسرائيل "لا يمثّل الرسالة التي تريد المدينة إيصالها"، من أشد المدافعين عنه أثناء أزمته في مصر، حيث حُبس احتياطيًا لقرابة عامين، قبل الإفراج عنه، كما تم منحه جائزة المدينة للسلام، التي يطالب اليمين الوسط فيها حاليًا بسحبها لموقف "باتريك" من القضية الفلسطينية.
وهو ما رد عليه "باتريك" بالإشارة إلى "مدى تناقض الغرب في التعاطي مع القضايا العربية"، متهمًا وسائل الإعلام الغربية بأنها "انتقائية ومؤيدة لإسرائيل ولا تتحدث عن الأزمة الإنسانية الخطيرة على الجانب الآخر"، مضيفًا: "سأدين أي أعمال عنف ضد المدنيين في جميع أنحاء العالم... سأقف دائمًا في صف الضعفاء وضد الفاشية والاحتلال".
Contro la violenza contro qualsiasi civile – Pro Palestina e non Hamas.
Nel conflitto Israele-Palestina nessuno può essere ritenuto come filo-hamas se sostiene la Palestina. Non sono con Hamas ma sembrerebbe che assumere la posizione di difendere i civili palestinesi vi metterà…— Patrickzaki (@patrickzaki1) October 10, 2023
معتقلة الناصرة
بادعاء "وجود شبهات التحريض على العنف ودعم منظمات إرهابية"، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، الفنّانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، في مداهمة لمنزلها بمدينة الناصرة المحتلة، بسبب منشور عبر "فيسبوك"، في أعقاب العدوان المتواصل على غزة.
كتبت "أبو آمنة" عبارة "لا غالب إلا الله" مع رمز للدعاء وعلم فلسطين، وهو ما اعتبرته سلطات الاحتلال "تحريضًا على إسرائيل" من الفنانة الفلسطينية التي تسكن في الأراضي المحتلة عام 1948، والتي اشتكت مستوطنين واتهمتهم بالتهجم والتحريض عليها، بنشر عنوان منزلها.
بدأت دلال الغناء في سن الرابعة، حيث شاركت في مسابقة "أميرة الربيع"، ونالت حينها اللقب عن أغنية "مريم مريمتي" عام 1987، وفي عمر 16 عرفت بأدائها المتقن لأغاني الطرب الأصيل والأدوار القديمة، إلى جانب تأديتها لأغاني التراث الفلسطيني والشامي.
طفل إلينوي
خلال يوم السبت الماضي، ارتكب رجل من ولاية إلينوي الأمريكية، يبلغ من العمر 71 عامًا، جريمة قتل مروعة بدافع كراهية العرب، أنهى خلالها حياة طفل فلسطيني يبلغ من العمر ست سنوات، بـ 26 طعنة داخل منزله، فيما أصاب أمه بطعنات أسفرت عن جروح خطيرة، لا تزال تتلقى العلاج على إثرها.
وذكرت السلطات المحلية أن الضباط عثروا على المرأة والصبي في وقت متأخر من صباح السبت في منزل ببلدة بلينفيلد، على بعد حوالي 40 ميلًا (65 كيلومترًا) جنوبي غرب شيكاغو، حيث أظهر تشريح جثة الطفل أنه تعرض للطعن عدة مرات.
الأمر الذي علق عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلًا: "شعرت بالصدمة والاشمئزاز لسماع خبر القتل الوحشي لطفل في الـ6 من عمره ومحاولة قتل والدته بولاية إلينوي".
وأضاف: "عائلة الطفل الفلسطينية المسلمة قدمت إلى أمريكا بحثا عما نسعى إليه وهو ملجأ للعيش والتعلم والعبادة بأمان.. يجب علينا كأمريكيين أن نتحد ونرفض الإسلاموفوبيا وجميع أشكال التعصب والكراهية".