دخلت الانتخابات الرئاسية، اليوم الخميس 5 أكتوبر، مرحلة استقبال طلبات المرشحين، بينما لا تزال جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، متعثرة في "معركة التوكيلات"، دون حسم لموقفها النهائي من الترشح، مع عقبات داخل حزبها وأمام البرلمان وفي الشارع على مستوى الداعمين وشهادات المنع والتضييق التي سجلتها حملات المعارضين بمقار الشهر العقاري، ليبقى السؤال الجوهري في مسألة خوضها هذه المنافسة الأهم ربما في تاريخ البلاد: هل انسحابها مؤكد ومؤجل الإعلان فقط؟
تأجيل الجمعية العمومية
كان من المقرر أن يعقد حزب "الدستور" جمعية عمومية طارئة "غير عادية" أمس الأربعاء، للتصويت على قرار الهيئة العليا بترشيح رئيسة الحزب جميلة إسماعيل في الانتخابات الرئاسية، لكن دون أسباب واضحة تم تأجيل الجمعية العمومية دون تحديد موعد جديد لانعقادها، ليصبح ترشح رئيسة الحزب غير محسوم إلى الآن.

قرار التأجيل، علق عليه وليد العماري المتحدث الإعلامي لحملة جميلة إسماعيل، فقال إن الجمعية العمومية غير العادية كان مقررًا لها بند واحد هو "مناقشة ترشح رئيسة الحزب"، معللًا التأجيل بأسباب إجرائية تتعلق بالقوائم المسموح لها بالتصويت داخل الجمعية العمومية، مشيرًا أيضًا إلى أن التصويت على قرار ترشح رئيسة الحزب لن يتم إلا بعد الانتهاء من مرحلة جمع التوكيلات أو تزكيات البرلمان، والتي قد تنتهي دون جمع إسماعيل التوكيلات.
اقرأ أيضًا: فترة رئاسية ثالثة رغم المناشدات.. القادم قد يكون أشد صعوبة
وأضاف "العماري" أن قرار ترشح جميلة من الممكن أن يُطرح في الجمعية العمومية العادية المقرر عقدها في 10 أكتوبر الجاري، والتي يتكون جدول أعمالها من عدة بنود تنظيمية.
ومع ذلك، أكد "العامري" أن الحملة مستمرة في جمع التوكيلات الشعبية وكذلك التزكيات، رغم عدم صدور قرار من الجمعية العمومية، لافتًا إلى أن الحملة حصلت بالفعل على عدد من التزكيات من أعضاء بالبرلمان، لكنها لم تصل إلى العدد المطلوب لتخطي العتبة الانتخابية وهو 20 تزكية.
انقسام وميل للطنطاوي
لكن في المقابل، أكد مصدر من داخل حزب الدستور - طلب عدم ذكر اسمه - أن قرار تأجيل الجمعية العمومية جاء بسبب حالة الانقسام على قرار ترشحها، مضيفًا أن هناك عدد لا يستهان به داخل الجمعية العمومية ضد ترشحها، كان أن طالب الهيئة بالتصويت على قرار دعم المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، وهو ما قوبل بالرفض.
اقرأ أيضًا: مشاورات طارئة وانفراجة في التوكيلات.. هل يتغير مشهد الانتخابات الرئاسية؟
أوضح المصدر أيضًا أن هناك عدد غير قليل من أعضاء الحزب تطوعوا في حملة الطنطاوي، ومنهم على سبيل المثال أمين العمل الجماهيري والذي تولى مهمة أمين محافظة القليوبية في حملة الطنطاوي، ما يعني أن التصويت داخل الجمعية العمومية لن يكون في صالح ترشح جميلة إسماعيل.
كذلك، أشار المصدر إلى رفض واسع داخل الحزب للجوء جميلة إسماعيل إلى البرلمان للحصول على التزكيات المطلوبة، والتي ستجعلها تتخطى العتبة الانتخابية، معتبرين أنه في حال استجابة أعضاء البرلمان لتزكيتها فإن "قرار ترشحها سيبدو وكأنه مدعومًا من جهات أمنية"، وهذا السبب الحقيقي وراء تراجع جميلة عن زيارتها التي كان مقررًا لها يوم الثلاثاء الماضي إلى البرلمان، وفق ما أوضحه المصدر.
إلغاء زيارة البرلمان
كانت رئيسة حزب الدستور تسعى إلى زيارة بغرض بحث تزكيتها برلمانيًا المطلوبة لترشحها. وهو أمر يشير إلى تعثرها في التوكيلات الشعبية، إذ تحتاج لـ 25 ألف توكيل شعبي في 15 محافظة أو 20 تزكية من نواب البرلمان، وفق قانون الانتخابات.
لكنها ألغت هذه الزيارة، وقالت في بيان نشرته أمس الأربعاء، إنه تمت بالفعل الاستجابة لطلب حملتها المقدم لمجلس النواب لزيارة المجلس والتشاور مع النواب بغرض عرض ملامح برنامجها الانتخابي والحصول على تزكياتهم للترشح للرئاسة، لكنها قررت عدم إتمام الزيارة؛ لأن الموافقة جاءت مشروطة بتحديد وجودها مع زملائها بالحملة بين جدران قاعة خاصة منفصلة، وهو ما اعتبرته جميلة إسماعيل شكلًا من أشكال حظر التجول وشرطًا يفقد الزيارة حيويتها ويمنع تحقق أهدافها.

أشارت جميلة إسماعيل أيضًا إلى أنه رغم تراجعها عن الزيارة، فإنها مستمرة في التواصل الحر مع النواب المستقلين للحصول على تزكياتهم، كما أنها مستمرة أيضًا في معركة التوكيلات الشعبية.
وفي رسالة نصية، خاطبت رئيسة حزب الدستور أعضاء مجلس النواب، طالبة منهم التوقيع على نموذج التزكية الذي أعدته الهيئة الوطنية للانتخابات، بغرض الترشح لرئاسة الجمهورية. كما زارت البرلمان الأحد الماضي، والتقت المستشار أحمد مناع أمين عام مجلس النواب، وحدد لها موعدًا لمقابلة النواب أمس الأول الثلاثاء، الذي ألغي لاحقًا.
اقرأ أيضًا: حوار مع المرشح الرئاسي فريد زهران: لم تكن هناك حركة مدنية قبل الحوار الوطني.. فقط التهديد بالسجن
هل الانسحاب محتمل؟
يرجح مصدر من داخل حزب "الدستور" - لمنصة "فكر تاني" - أن تتخذ جميلة إسماعيل خلال الأيام القليلة المقبلة قرارًا بالانسحاب من السباق الانتخابي، متأثرة بحالة الخلاف والانقسام الموجودة في الحزب حاليًا وعدم ظهور حملتها بالشكل المأمول.
ومع ذلك، استقبلت جميلة إسماعيل، الثلاثاء الماضي، عددًا من الشخصيات الحقوقية والفاعلات النسويات، اللاتي حضرن بصفة شخصية، لمناقشتها في ملامح برنامجها الانتخابي ومواقفها السياسية بشكل عام والقضايا التي ستتبناها في خطابها، خاصة فيما يتعلق بقضايا النساء في المجال العام والخاص، فيما سلمت بعضهن التوكيلات الشعبية المحررة لصالحها.
وكان من بين الحضور المحامية الحقوقية هدي عبد الوهاب المحامية والمحامية الحقوقية عزة سليمان المحامية بالنقض ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة قضايا المرأة المصرية وجواهر الطاهر وإلهام عيداروس وكيلة مؤسسي حزب العيش و الحرية.