قبل يومين، انضمت “فريدة نبيل” إلى قائمة لم يُغلق قوس أسمائها بعد، لضحايا القتل من النساء، في واقعة وثقتها كاميرات مراقبة، وانتشرت سريعًا على صفحات التواصل الاجتماعي، ارتكبها شقيقها الذي حاول إجبارها على ترك خطيبها.
“فريدة” قضت على يد شقيقها طعنًا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، أمام المارة بالمنطقة الثامنة في محيط مسجد الحسين بحي المناخ في محافظة بورسعيد شمالي شرقي البلاد، حيث كانت في طريق عودتها من العمل إلى منزلها. بينما كشفت معاينة النيابة والتشريح هول ما تعرضت له الفتاة العشرينية، وقد اخترق سكين أخاها جسدها بطعنات في القلب وذبح في الرقبة.
نيرة.. ضحية جامعة المنصورة
في يونيو من العام الماضي، قُتلت نيرة أشرف، طالبة الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة المنصورة، على يد زميلها محمد عادل، ذبحًا في الشارع أمام الجامعة وفي وضح النهار، طعنًا بسكين اخترق جسدها عدة مرات، بعد أن رفضت الارتباط به.
هذه الحادثة أثارت موجة حزن وغضب واسعة على منصات السوشيال ميديا التي امتلأت بمقاطع فيديو وثقتها، وأظهرت تفاصيل عملية القتل.
نُفذ حكم الإعدام في قاتل نيرة في اليوم نفسه بعد عام على الحادثة، بينما بقي وقع هذه الجريمة في ذاكرة الناس.
سلمى بهجت.. عشان قالت لأ
قُتلت سلمى بهجت بـ 15 طعنة في الجسد، سددها زميلها إسلام محمد، في أغسطس من العام الماضي، بمدخل أحد العقارات في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد رفضها الارتباط به.
وقالت النيابة العامة، في بيان عبر صفحتها الرسمية “فيسبوك”: “إن المتهم بيَّت النية وعقد العزم المصمم على إزهاق روحها بعد رفضها وذويها خطبتها له؛ لشذوذ أفكاره، وسوء سلوكه، وانقطاعها عن التواصل معه لذلك، إذ توعدها وبعضًا من ذويها بقتلها إذا ما استمر رفضهم، ولتجاهلهم تهديداته وحظرهم تواصله معهم بأي وسيلة احتال على إحدى صديقاتها حتى علم منها موعد لقائها بها بعقار بالزقازيق فاختاره ميقاتًا لقتلها”.
وأضاف البيان: “يومئذ سبقها إلى العقار واشترى سكينًا من حانوت بجواره سلاحًا لجريمته، وقبع متربصًا لها بمدخل العقار حتى قدومها، فانهال عليها طعنًا بالسكين قاصدًا إزهاق روحها، حتى أسقطها صريعةً محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها”.
وفي سبتمبر من العام الماضي، قضت المحكمة بإعدام المدان إسلام محمد فتحي.
سيدة المنوفية.. طريدة البلطجي
في أوائل أغسطس الماضي، فوجئ المارة في أحد شوارع مدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية بشاب يذبح امرأة في الشارع، مسددًا إليها عدة طعنات قاتلة.
وقد وثقت كاميرات المراقبة تفاصيل الجريمة، حيث تربص “هاني سالم” بـ”فاطمة سالم”، التي كانت رفقة والدتها، ثم هاجمها بطعنة قاتلة في الرقبة.
وكشفت التحقيقات أن المجني عليها طُلقت منذ فترة، وتقدم المتهم لخطبتها، ولكن أسرتها رفضته لسوء سلوكه وسوابق اتهامه في قضايا سرقة. وقد اعترف في التحقيقات بأنه ترصد للقتيلة وتعدى عليها بالسكين قاصدًا إزهاق روحها.
أرقام في جرائم قتل النساء
وفق مؤسسة “إدراك” للتنمية والمساواة، بلغ إجمالي عدد جرائم العنف ضد النساء في عام 2022 نحو 1006 جرائم، بما في ذلك جرائم القتل والاغتصاب والضرب والتحرش والابتزاز الجنسي والانتحار والحبس عنوة، في مقابل 813 جريمة عام 2021، ما يمثل ارتفاعا ملحوظًا في جرائم العنف ضد النساء والفتيات، مدفوع بتزايد العنف المنزلي.
وقد أوضح تقرير المؤسسة لسنة 2021 أن 214 جريمة قتل من أصل 813 وقعت لنساء وفتيات بفعل العنف الأسري على يد فرد من الأهل، بينما تم رصد 51 جريمة قتل لنساء وفتيات من أغراب -ليس من أسر الضحايا- بسبب التحرش، والاغتصاب، والسرقة، ورفض الزواج، و78 جريمة شروع في قتل لنساء وفتيات؛ منها 67 جريمة شروع في القتل من الأسرة أو من شريك أو شريك سابق، و11 جريمة شروع في قتل من خارج الأسرة.
ومع ذلك، يبقى العدد الفعلي لجرائم العنف ضد النساء غير معروف، إذ أن الإحصائيات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني في مصر تقتصر فقط على الجرائم المبلغ عنها رسميًا، ما يعني أن الرقم أكبر بكثير في الواقع.